لليوم الثامن على التوالي.. فاطمة إدريس في سجون “النصرة” لانتقادها “جامعة إدلب”

تواصل اللجنة الأمنية والذراع التنفيذية التابعة لما يسمى بـ “حكومة الإنقاذ” اعتقال الطالبة “فاطمة إدريس”، وذلك لليوم الثامن على التوالي عقب انتقاداتٍ وجّهتها لجامعة إدلب والكادر التدريسي العامل فيها.

وكانت إدريس قد ظهرت في تقرير مصوّر أجراه مركز إدلب الإعلامي، انتقدت فيه “المعهد التقني للإعلام” في جامعة إدلب، بما فيه الكادر التدريسي، والآليات التي يعمل بها أفراده في الجامعة، ما دفع “حكومة الإنقاذ” إلى اعتقالها، إضافة إلى عميد معهد الإعلام في الجامعة “علاء العبد الله”، وأحد المحاضرين فيها ويدعى “إبراهيم يسوف”، قبل عن تفرج عن العبد الله وتحتفظ بالطالبة والمحاضِر لليوم الثامن على التوالي.

كما اتهمت الطالبة “إدريس” مزاجية المدرسين كالمدرس “إبراهيم يسوف” ودور المحسوبيات والعلاقات الشخصية بين الطلاب والأستاذة، مشيرة إلى تهديدها من قبل “يسوف” بترسيبها في جميع المواد في حال تقدمها بشكوى.

وأكدت فاطمة على عدم استجابة الإدارة لشكاوي الطلاب واستقواء المدرسين ومدير المعهد بوزارة التعليم العالي في الحكومة الإنقاذ، وذلك في تقرير مصور لوكالة سمارت.

وزير التعليم العالي في حكومة الإنقاذ “جمعة العمر” قال في بيان صدر عن الوزارة أمس الثلاثاء، إن الطالبة فاطمة إدريس لم تعتقل، إنما هي “قيد التحقيق في قضية ادعاء شخصي، تم تسليمها مذكرة التبليغ أصولاً، وذهبت بشكل إداري إلى النيابة العامة”، وهو ما ينفيه ناشطون وشهود عيان اطّلعوا على حادثة الاعتقال.

وأضاف العمر في بيانه أن زوج الطالبة إدريس قد راجع “النيابة العامة، حيث اطّلع على جميع الحيثيات والتحقيقات”، وطلبَ (الزوج) منهم عدم إطلاع الإعلام على ما يجري، والـ “الحفاظ على خصوصية الدعوى وسرّيتها” حسب البيان.
ونفى البيان أن تكون المعلومات التي تتداولها صفحات التواصل الاجتماعي صحيحة، محمّلاً القضية بُعداً شخصياً، حيث اعتبرَ أن إدريس قد تم الادّعاء عليها بشكل شخصي من قبل شخص آخر لم يذكره، ليختم بالآية الشهيرة “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ….”، فيما هدد العمر في تسجيل صوتي سابق له بمقاضاة كل من ينشر أخباراً مسيئة للجامعة، معتبراً أن ذلك ليس من مهام الجهات الإعلامية.

وفي رد له نفى المركز الإعلامي في إدلب استهدافهم لسمعة المعهد بل تسليط الضوء على مكامن الضعف في أدائه مشيرين في ذلك إلى تصريحات مدير المعهد علاء العبد الله وإقراره بذلك، مؤكدين على صحة المعلومات الواردة في التقرير المصور.

وشهدت صفحات التواصل الاجتماعي استنكارا شديدا من قبل الإعلاميين والأهالي حول اعتقال الطالبة فاطمة إدريس متهمين الجامعة وحكومة الإنقاذ بتكميم الأفواه وممارسة القمع على الطلاب واعتقالهم على أبواب الجامعة في حال انتقادهم لها.

وكتب الإعلامي في وكالة الأناضول أكرم المصري ساخراً: “شكراً مركز إدلب الإعلامي خليتنا نشوف رئيس حكومة الإنقاذ بالساحة وعم يتفقد أحوال الرعية، قال تضليل إعلامي قال”.

كما علق براء عبد الكريم البكور قائلاً: “ انتقاد جامعة صار هيك، كيف لو منتقدين شي أمني أو سيادي، يعني رجعنا لمحل ما كنّا نظام بعثي طبق الأصل، لا أيام البعث كان فيك تنتقد معاهد وكليات من دون ما تتحاسب”.

وكانت جامعة إدلب قد امتنعت خلال افتتاح معهد الإعلام فيها عن استقبال الإناث وفقاً لقرار صدر عن رئاستها في العام 2016، قبل أن تسمح لهن بالدخول بداية العام الحالي، وذلك تزامناً مع ازدياد الضغوطات على هيئة تحرير الشام كتنظيم إرهابي يحاول التملّص عبر التمويهات السياسية والمدنيّة.

وتتبع جامعة إدلب نفسها لما يسمى بـ “حكومة الإنقاذ” التي تعد أحد الأذرع السياسية لـ “هيئة تحرير الشام” والتي تطوّرت بدورها عن تنظيم “جبهة النصرة” المدرج على لائحة الجماعات الإرهابية في سوريا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*