أهالي سلقين يتخلون عن أيجار المنازل للمهجرين.. والهيئة تتهرب

زيتون – مصطفى العلي

في حملة ليست جديدة على أهالي إدلب، اتفق عدد من مالكي البيوت المؤجرة، في مدينة سلقين بريف ادلب الغربي، على التسامح في إيجار منازلهم المؤجرة لمهجرين الغوطة في شهر رمضان.

وقال أحد مالكي المنازل في مدينة سلقين لزيتون: “في هذا الشهر الفضيل من المعيب حقاً أن نأخذ إيجارا عن ممتلكاتنا من إخواننا المهجرين وهم في أشد الحاجة إلى ما يسد رمقهم، إلا أن البعض من أصحاب البيوت المؤجرة للمهجرين رفض الانضمام معنا فيما أكتفى أخرون بتخفيض مبالغ إيجاراتهم بنسبة 10%”.

ويشكل تأمين المنازل من أكبر التحديات التي يعاني المهجرون الوافدين إلى مدينة سلقين، وذلك بسبب غلاء إيجاراتها نسبة للاكتظاظ السكاني الكبير الحاصل في المدينة جراء توافد الألاف إليها على اعتبارها منطقة شبه آمنة بسبب قربها من الحدود التركية.

ويصل إيجار البيت العربي أو الطوابق الأرضية في مدينة سلقين وريفها إلى 100 دولار، بينما لا يتجاوز 50 دولاراً للطوابق العليا التي يتجنبها السكان خوفاً من القصف.

منير أحد مهجري الغوطة المقيم في مدينة سلقين قال لزيتون: “منذ أن أتينا إلى محافظة إدلب والأهالي يعاملوننا وكأننا أفراداً في عائلاتهم، لكن لا يخلو الأمر من تجار الأزمات”.

وأضاف: “حين لجأنا إلى مدينة سلقين قمنا باستئجار غرفة واحدة فقط في إحدى البيوت العربية بمبلغ 5000 ليرة سورية لليلة الواحدة (أي ما يعادل 10 دولار أمريكي)، وبعد عدة أيام قمنا باستئجار منزل كامل بمبلغ 50 دولاراً شهرياً دون دفع تأمينات أو أجور عدة شهور، لم يكتفي صاحب المنزل بهذا بل قام بتزويدنا بأثاث منزلي بسيط كي نستطيع الإقامة بالمنزل، كما قام مؤخراً بالتخلي عن أيجار شهر رمضان بالكامل”.

ويرى “ملهم العمر” أحد نشطاء مدينة سلقين أن هيئة تحرير الشام تتحمل المسؤولة الوحيدة عن هذه الأزمة، مشيراً إلى أن الهيئة تستغل المهجرين لجني المال فقط، موضحاً:

“في كل منطقة تسيطر عليها الهيئة تسعى لتملك كل ما فيها من موارد لا سيما العقارات والأراضي الزراعية المسجلة باسم الدولة سابقاً، والدوائر العامة، والأراضي الزراعية، والمنازل، والعقارات التي يملكها من تعتبرهم موالون للنظام، أو من طوائف أخرى كالعلوية والمسيحية، والتي تركت ديارها وخرجت باتجاه مناطق النظام”.

ويؤكد العمر على أن الهيئة تقوم بتأجير هذه الممتلكات إلى الأهالي أو المهجرين بمبالغ كبيرة، بينما حولت أغلب ممتلكات الدولة إلى فنادق كالمركز الثقافي ومحكمة الصلح ومبنى مشفى الأهلي، وتقوم بإيجار الغرفة الواحدة بمبلغ 15دولار لليلة الواحدة للمهجرين الوافدين إلى المدينة”.

وتسود ما بين الأهالي في مدينة سلقين نظرة اتجاه سلوكيات هيئة تحرير الشام بأن من يدعون الدين الإسلامي الذي اٌسس على التسامح وحسن المعاملة، يرهقون جيوب المهجرين بإيجار المنازل أو المحال التجارية أو الضرائب، ويتهربون من الحملة التي دعا القائمين بحملة المسامحة عليها مكتب الخدمات التابع للهيئة في سلقين للالتحاق بها لكن المكتب رفض ذلك.

وكانت مدينة سلقين الواقعة في شمال إدلب على الحدود السورية التركية قد استقبلت أكثر من 10 آلاف نازح من المهجرين قسراً في الأشهر القلية الماضية، سكن جزء منهم في بيوت مؤجرة في المدينة وريفها، فيما اضطر القسم الآخر منهم للسكن في خيم عشوائية في الأراضي الزراعية، أو في مخيمات أنشأتها المنظمات الإنسانية، في ظل شح في المساعدات الإنسانية المقدمة لهم، وانعدام الخدمات الأساسية، وخاصة في المخيمات العشوائية.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*