800 ألف وثيقة هربت من سوريا لاستخدامها ضد نظام الأسد لاحقاً

نشرت شبكة “cnn” الأمريكية يوم أمس تقريراً مصورا في مكان ما من أوروبا لم يتم تحديده لفريق عمل سري يعمل على جمع الأدلة ضد نظام الأسد لاستخدامه لاحقاً في محاكمته ورموزه كما قال التقرير.
وقلت معدة التقرير في بدايته “نحن في مبنى لا يمكن الكشف عنه في أوروبا توجد غرفة تعرف باسم القبو، فيها العديد من الصناديق التي يوجد فيها قرابة 800 ألف وثيقة هربت من سوريا إلى هنا، ليتم تسجيلها وترجمتها وحفظها، تحتوي على أدلة محتملة لجرائم حرب مزعومة قد تستخدم يوماً ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

“كرس أنغلز” الذي يترأس وحدة جرائم النظام في لجنة العدالة والمسائلة الدولية المعروفة باسم “سيجا” قال عن هذه الوثائق التي لديهم “أنها تغطي مدى واسعاً من المعلومات في مستويات مختلفة من القيادة، تبدأ من أعلى المستويات وتتضمن معلومات عن الرئيس ومشرعي القوانين على المستوى الوطني”، وأضاف “تمكنا من الحصول على وضوح كبير لكيفية تنقل الأوامر في سلسلة القيادة، وكيف أن المسؤولية العليا للسياسات تطبق بطريقة نتمكن فيها من حدوث جرائم”.

وعرض التقرير إحدى الوثائق التي تعود إلى عام 2011 يأمر فيها بشار الأسد بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة برفع مرتبات موظفي الجيش والتي تبدو غير مؤذية أو هامة حسب تعبير التقرير، لكن “أنغلز” قال إن هذا حتى دليل مهم ولدينا العديد من المشابهة لهذه الوثائق، موقعة باسم الأسد وغيره وهي على الأقل تدل على أنهم من يمتلكون زمام الأمور وليهم القدرة على توجيه الجيش وقوات الأمن التي تستمر في اقترف الجرائم دون أن يقومَ هؤلاء المسؤولين بأي شيء لإيقافهم.
ويذكر التقرير أن “سيجا” قامت بتوظيف 100 موظف من “سوريا” بعد أن تحققت منهم ودربتهم كـ “صائدي وثاق”.

وفي حوار مع أحد أولئك الموظفين الذي سمى نفسه عادل وهو يعمل كـ “محام” قبل ذلك قال “إن جميع أفراد الفريق الذين يعملون تحت إمرته من نساء ورجال، تعرضوا للاعتقال أو الضرب أو الاذلال أو الخطر، كما نعمل غالباً في منطقة حرب وندخل إلى المواقع مع سقوط الغارات الجوية عليها لنحصل على الوثائق قبل أن تتعرض للتلف أو الإهمال، وأضاف بمجرد سيطرة الجيش الحر على منطقة جديدة تكون فرقنا جاهزة للتدخل مباشرة خلفهم لأن مهمتنا الأساسية هي الحفاظ على ما تبقى من هذه الوثائق التي تتعرض غالباً إلى الإتلاف في العديد من الحالات.

وأوضح التقرير “سيجا” لم تعتمد فقط على الوثائق التي تم جمعها من خلال شبكتها الخاصة من المحققين بل دمجوا في بعض الحالات الادلة المرئية الأكثر إدانة في هذا الصراع، فتمكنت سابقاً من مراجعة وإحالة الأرقام الظاهرة في الصور 28 ألف لمحتجزين ميتين تم تهريبها في 2013 من قبل ما بات يعرف بـ “قيصر” مع الموجودة في الوثائق المهربة الأمر الذي سمح لهم بالتعرف على بعض السجناء وربطهم بسجون معينة والأجهزة الأمنية التي كانت تحتجزهم.

وعرض التقرير إحدى هذه الصور لمحمد الخولاني ذي الـ الثلاثين عاماً وهو طالب قانون كان قد تزوج حديثاً واعتقل في ابريل “2012”، قالت شقيقته “أمنة” وهي الأن لاجئة في بريطانيا وكان قد اعتقلت سابقاً مع ثلاثة إخوة غيره لها لم ينجوا منهم إلا واحد “عندما ظهرت صور قيصر رأيت صورة أخي بينهم، والذي قتل في نفس التاريخ الموجود على الصورة، ويكفي شكل وجهه كدليل على الرعب داخل سجون الأسد” وما تزال أمنة تطالب بيأس بالعدالة لأشقائها لكن مثل العديد من السوريين وهي خائفة أنها لن تعيش لترى محاسبة النظام على جرائمه.

ونوه التقرير أن الوثائق التي أصدرتها الحكومة السورية زعمت أن الألاف من المحتجزين في سجونها توفوا لأسباب طبية.
وبحسب تحقيقات “سيجا” فإن مثل هذه القصص تكررت ألاف المرات في سوريا، حيث أن التعذيب شائع ونظامي والاعترافات القسرية هي القاعدة، وذكرت “جمانة كرادشة” مراسلة “cnn” معدة التقرير أن المسؤولين السوريين لم يردوا على الطلبات المتكررة للتعليق على هذه الأدلة والوثائق الت قال عنها سابقاً أنها مرفوضة ومزيفة مصراً على أنه يحارب إرهابيين وليس متظاهرين سلميين، والأن يبدو أن بشار الأسد رجح الكفة لصالحه في الوقت الحالي ونجا من الثورة وهو على وشك الفوز بالحرب.

وأشار التقرير أن الأدلة التي جمعتها سيجا تم استخدامها فعلاً في محاكمات فردية في الولايات المتحدة وأوروبا، كما قادت في ألمانيا أيضا إلى اعتقال مسؤول واحد على الأقل بمستوى متوسط في النظام متهم بالتعذيب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*