الساروت الوفي.. غيابك حضور جديد للثورة

من أحبه الله أحبه الناس، ولقد أحبوك السوريين ياساروت ببحة صوتك وصدقك، بجرأتك وعفويتك، أحبوك لأنهم رأوا فيك حلمهم وكرامتهم، ولأنك مثلت بحزنك وتعبك كل ما قاسوه.

أحبوك متظاهراً ومنشداً يدمي قلوبهم بنبل الهتافات، أحبوك محرضا على الكفر بالخوف والاستبداد، متمردا لا يأبه بالموت، أحبوك حين حملت السلاح كما أحبوك حين بكيت.

التحق عبد الباسط الساروت المنحدر من حي البياضة في مدينة حمص بركب الثورة في بدايتها، وبرز كنجم في قيادة المظاهرات كونه معروفا كحارس مرمى فريق الكرامة الحمصي.

ورغم عمله الحالي ضمن فصيل جيش العزة إلا أنه احتفظ بشخصيته المميزة ذات التأثير الطاغي، وما يضفيه ظهوره من زخم للثورة ورفع للمعنويات، وهو الذي عاش حصار حمص وعانى من كل الانتاكاسات التي ألمت بالثورة.

كان لظهوره قبل يومين على جبهات تل ملح بريف حماة مؤشراً على أن الثورة ما زالت بخير، وأن دماء الشهداء الذين مضوا لن تذهب هدراً، ملتحقا بهم بعد أن وفى بعهده بمواصلة الثورة.

عبد الباسط الساروت هو الشهيد الثالث لوالدته التي أوصاها بزفافه بثوب جديد، بعد أن حن للحرية حتى بلغها عاشقا لصورة سورية الكريمة الحرة التي تستحقها.

من أحياء حمص القديمة التي احتضنته ودافع عنها حتى أخر طلقة بكتيبته شهداء البياضة، إلى قيادة لواء حمص العدية ضمن جيش العزة في المعارك الحالية، ظل الساروت في خندق الثورة ووجها من وجوهها، ليتحول اليوم إلى شهيدها، بعد أن كان بلبلها وحارسها.

موتك ليس خبرا يمر، رحيلك سيكون انطلاقة جديدة للثورة وغيابك سيكون حضورا لمبادئها التي عادت للظهور في خطابات الثوار مع ظهورك على الجبهات بعد كبوة من الزمن.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*