إجماع دولي مندد بالهجوم التركي على شمال شرق سوريا

توالت الردود الدولية الرافضة والمنددة على إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن معركة قواته في منطقة شرق الفرات شرقي سوريا.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس اجتماعا طارئا لبحث الهجوم التركي في سورية بعد توالي الإدانات العربية والدولية على الهجوم التركي على شمال سوريا.

ووصف البيت الأبيض على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العملية العسكرية التركية بـ “الفكرة السيئة”، ونفى وجود أي جندي أمريكي في منطقة العمليات العسكرية شمال شرق سوريا، متوقعا من تركيا الوفاء بكل التزاماتها.

كما قال السيناتور الأمريكي وعضو الحزب الجمهوري ليندسي غراهام، إن الكونغرس الأمريكي سيجعل تركيا تدفع ثمنا باهظا لعملياتها في شمالي شرق سوريا، مشيرا إلى أن تفويض روسيا وتركيا وإيران بمهمة محاربة تنظيم داعش ليس جيدا، والإيمان بعكس ذلك خطيرا جدا.

وذكر السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن أن أمريكا تضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون لفرض عقوبات على تركيا، ويجب على تركيا أن تدفع ثمنا باهظا لشنها هجوما على شركائنا الأكراد.

وفي ردود الفعل الأوربية توالت المواقف الرافضة للعملية من قبل كل من فرنسا وبلجيكا وألمانيا والممكلة المتحدة وبولندا وذلك بتقديم طلب لعقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن اليوم الخميس لبحث العملية العسكرية التركية في سوريا.

وطالب رئيس الإتحاد الأوربي جان كلود يونكر تركيا بوقف عملياتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد بقوله إن الاتحاد الأوربي لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى المنطقة الآمنة في شمال سوريا.

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اعتبر أن تركيا تخاطر عمدا بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر وبإعادة داعش من خلال هجومها على شمال شرق سوريا، مشيرا إلى أن ألمانيا تدعو أنقرة إلى إنهاء هجومها والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بشكل سلمي.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ حث تركيا على عدم التسبب في مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر تحركاتها العسكرية.

كما استدعت الخارجية الهولندية بحسب وزيرها ستيف بلوك السفير التركي لتقديم إدانة على هجوم أنقرة على القوات الكردية في شمال سوريا.

وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب قال إن لديه مخاوف بالغة بشأن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا وتابع قائلا في بيان له “المخاطر تتضمن زعزعة استقرار المنطقة وتفاقم المعاناة الإنسانية وتقويض التقدم الذي أحرز في مواجهة داعش”.

بدورها أدانت فرنسا الهجوم التركي على شمال سوريا وأحالته إلى مجلس الأمن الدولي، كما طالبت تركيا بوقف الهجوم، وتشاورت مع حلفائها الأوروبيين للنظر بكل الخيارات بشأن الهجوم التركي.

من جانبه دعا الاتحاد الأوربي إلى إيقاف العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في شمال سوريا محذرة من زعزعة استقرار المنطقة برمتها.

وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوربي فيديريكا موغريني في بيان لها حول العملية العسكرية التركية إن “الاتحاد الأوروبي يدعو تركيا لانهاء العملية العسكرية، وان الاشتباكات الجديدة شمال شرقي سوريا ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها”.

وأضافت موغريني: “تركيا شريك أساسي للاتحاد الأوروبي ولاعب مهم في المنطقة، ونقدر دور تركيا في استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها”.

نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والدفاع البلجيكي ديديير ريندرز، أدان العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، داعيًا تركيا إلى إلغاء العملية على الفور.

وقال في بيان أصدرته وزارة الخارجية البلجيكية أن الطريقة الوحيدة لإيجاد حل دائم للصراع هي من خلال عملية سياسية، اتخذت الخطوات الأولى مؤخرًا لتحقيق ذلك من خلال إنشاء لجنة دستورية.

بدورها أعربت أستراليا عن قلقها البالغ إزاء شن تركيا عملية عسكرية جديدة ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا، محذرة من أن ذلك قد يهيئ الظروف الملائمة لانتعاش تنظيم “داعش” في المنطقة.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن العملية التركية الجديدة التي تحمل اسم “نبع السلام”، هي خطوة أحادية الجانب وستحمل عواقب وخيمة للأمن الإقليمي ومن شأنها تقويض المكاسب التي حققها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حربه ضد تنظيم “داعش”، علاوة على تأثيرها المتوقع على المدنيين.

الجيش الإسرائيلي قال في بيان له: “إنه يشعر بالقلق، إزاء زعزعة الاستقرار بالمنطقة”، فيما عبر الوزير الأسبق جدعون ساعر على “تويتر”، أنه “يجب على إسرائيل أن تُسمع صوتًا أخلاقيا وواضحًا ضد عدوان أردوغان والمس بالكرد في شمال سوريا وعرض تقديم المساعدة الإنسانية”.

وقال القيادي يائير لبيد أحد أبرز السياسيين الإسرائيليين أنه و”على ضوء أنشطة تركيا في شمال سوريا، أحث وزير القضاء أمير أوحانا على تقديم مشروع قانون إلى الكنيست، للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، وهو مشروع قانون منعه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من تقديمه”، متعهّدا بالتصويت لصالح هذا المشروع، إن قدم.

بدوره قال مستشار رئيس البرلمان الإيراني؛ إن العملية العسكرية التركية شمالي سوريا تزيد أوضاع المنطقة تعقيدا، والأفضل لأنقرة أن تتعامل مع مخاوفها الأمنية عبر احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية.

كما حذر الرئيس العراقي برهم صالح، من مخاطر التوغل التركي شمال سوريا، مؤكدًا أنه سيؤدي لفاجعة إنسانية ويعزز قدرة الإرهابيين على إعادة تنظيم فلولهم.

وكان وزير الخارجية التركي أكد أن العملية العسكرية تجري وفق القانون الدولي والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*