ارتفاع أسعار الخبز تزيد صعوبة الحياة في الشمال السوري

رامي إبراهيم

ارتفعت خلال الأيام الماضية أسعار مادة الخبز في المناطق المحررة، وبدرجات متفاوتة بين مدن الشمال، لتبلغ نسبة الزيادة ما يقارب 25%  على الأقل لسعر الربطة الواحدة من الخبز.

ولما للخبز من مكانة أساسية في حياة السوري الغذائية، فقد ساد تذمر واسع لدى الأهالي من هذا الغلاء، في وقت تشهد فيه الليرة السورية انهيارا حادا، مترافقا مع ما يعانيه أهالي الشمال من بطالة ونزوح.

وبعكس مناطق النظام، فإن توافر هذه المادة المهمة في الشمال مع تساوي الأسعار لحد ما، وبأكثر من نوعية وجودة، بما يناسب الدخل المادي للمستهلك.

سبب الغلاء

تضاربت الآراء حول غلاء الخبز، فأرجعها البعض إلى انهيار الليرة السورية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، ولا سيما المواد المستوردة، وكذلك المحروقات والنقل.

في حين برر البعض غلاء الخبز بأمور تنظيمية لدى المنظمات الداعمة للطحين والمتواجدة في تركيا في فترة معينة، مؤكدين أن الأسعار ستعود إلى ما كانت عليه سابقا.

مسؤول الأفران في المجلس المحلي في بلدة الغندورة التابعة لمدينة جرابلس “جودت الحسين” عزا ارتفاع الأسعار لزيتون بسبب “تجديد العقود التي تقوم بها منظمة “أفاد” الداعمة لمادة الطحين في مناطق درع الفرات، وهو أمر معتاد في كل سنة في هذه الفترة”.

وأوضح الحسين أن المنظمة تتوقف في هذه الفترة عن تقديم الدعم ما يدفع بالمخابز إلى شراء مادة الطحين من السوق الحرة بالدولار، ونتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية وغلاء المحروقات يزيد سعر الربطة جراء ارتفاع تكاليف إنتاج الخبز.

وأشار الحسين إلى عامل الصيانة المتزايد للآلات في الأفران، فالكثافة السكانية التي شهدتها مدن الشمال جراء موجات النزوح الكبرى إليها، دفع بالأفران إلى العمل على مدار الساعة لتلبية حاجة الأهالي من الخبز، وهو ما انعكس على زيادة الأعطال في الآلات وحاجتها المستمرة للصناعة.

وأكد مسؤول الأفران أن الدعم سيعود خلال الأسابيع القليلة المقبلة مما سيساعد على انخفاض سعر الخبز.

وانعكس ارتفاع أسعار الخبز إلى انخفاض الإقبال عليه، ويؤكد “أبو علاء” أحد باعة الخبز تراجع الطلب، مرجعا السبب لارتفاع سعر الربطة، واقتصار الأهالي على نصف الكمية التي كانوا يستهلكونها، رغم انخفاض وزنها الحالي عن السابق، وهو ما دفعه لتخفيض كمياته التي كان يأخذها من المعتمدين.

“ياسر عبود” مهجر من مدينة سراقب ويقيم في إدلب المدينة، يرى أن السبب في ارتفاع أسعار الخبز يعود إلى انهيار الليرة السورية، مؤكدا أن ربطة الخبز التي وصل سعرها إلى 500 ليرة سورية، والتي تحوي على 8 أرغفة، لا تكفي شخصا واحدا بعد ارتفاع سعرها وإنقاص وزنها إلى 750 غرام، بعد أن كانت 10 أرغفة وبوزن 850 غرام.

“أنور الدعاس” مهجر من مدينة حمص ومقيم في قرية شران التابعة لمدينة عفرين،  أشار إلى أن جودة الخبز لم تتراجع عما كانت عليه، وذلك لوجود المنافسين في المنطقة.

وأضاف “الدعاس” أنه استغنى عن شراء الخبز بعد ارتفاع سعره، واعتمد على صناعته في البيت، بعد شراء الطحين، وذلك بهدف تخفيف  التكلفة، فسعر كيس الطحين حوالي 24 ألف ليرة سورية، وهو ما يكفي عائلته شهرا كاملا.

ويصل سعر ربطة الخبز في مدينة عفرين اليوم إلى 500 ليرة سورية، بوزن 500 غرام للربطة الواحدة، فيما كانت سابقا بسعر 200 ليرة سورية وبوزن 1 كغ، بحسب الدعاس.

“يوسف محمد الياسين” مهجر من قرية “كفر بطيخ” ويسكن مدينة سلقين رجح أن يكون ارتفاع سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع سعر الطحين المستورد، وذلك بعد تدني إنتاج القمح على مستوى سوريا جراء العمليات العسكرية ومصاعب الزراعة ومشاكل النزوح.

في مدينة الباب هناك نوعين من الأفران، أفران تتبع للمجلس المحلي وتبيع الخبز بأسعار مدعومة، وأفران خاصة، وبينما كانت الأفران التابعة للمجلس المحلي تبيع ربطة الخبز سابقا بسعر 200 ليرة سورية، وبوزن 850 غرام، زادت السعر إلى 350 ليرة مع المحافظة على الوزن.

أما الأفران الخاصة فقد كانت تبيع الخبز بسعر 300 ليرة سورية، وباتت تبيعه اليوم بسعر 400 ليرة وهو يشابه خبز المجلس المحلي لكن بعدد أرغفة أقل وأصغر من حيث حجم الرغيف.

كما تحتوي المدينة على فرن “الأصايل” وهو فرن يتلقى دعما من منظمات تركية، فيقدم اليوم الخبز بسعر 400 ليرة بعد أن كان يبيعه بـ 300 ليرة.

في جرابلس التي تحتوي على فرن ألي تابع للمجلس المحلي، ينتج خبزا ذو نوعية جيدة، تزن الربطة الواحدة 650 غرام، وفيها 6 أرغفة، تباع بـ 350 ليرة سورية اليوم، بعد أن كانت سابقا تباع بـ 200 ليرة سورية.

كما تحتوي المدينة على ثلاثة أفران خاصة، تساهم في تلبية احتياجات السوق التي تضخمت في الآونة الأخيرة، وتقدم الخبز بسعر 500 ليرة سورية، وبوزن 600 غرام، وسبعة أرغفة تمتاز بجودتها العالية.

وبحساب بسيط عن حاجة العائلة إلى ما يقارب 3 إلى 4 ربطات يومية، وبسعرها الجديد، يتكشف حجم المبلغ الذي سيتكبده المواطن بشكل عام، والنازح على وجه الخصوص، في سبيل توفير القوت الأساسي لأفراد أسرته، ما يعني أنه بشكل أو بأخر، سيقتصد في غذائه اليومي الأولي، وستزيد حياته الصعبة صعوبة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*