تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا

حذر منسقو استجابة سوريا من تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا، جراء المساعي الروسية لإيقاف قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى المناطق المنكوبة في سوريا والعمل على حصر دخول المساعدات عبر مناطق سيطرة النظام وحلفائه.
 
وقال منسقو الاستجابة في رسالة وجهها لمجلس الأمن الدولي ومؤتمر بروكسل للمانحين اليوم الاثنين، إن روسيا تحاول منذ بداية تدخلها في سوريا، العمل على تقويض جهود فرض السلام والاستقرار في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب من خلال شن هجمات عسكرية (غير شرعية) لصالح النظام السوري وحلفائه.
 
وأشار الفريق في رسالته، إلى أن النظام السوري وروسيا شنا أكثر من ست حملات عسكرية على مناطق شمال غرب سوريا منذ توقيع اتفاق سوتشي، تسببت بنزوح أكثر من نصف سكان المنطقة إلى مخيمات بدائية تفتقر إلى أدنى المقومات الإنسانية.
 
كما تسببت الحملات العسكرية المتعاقبة على محافظة ادلب بتدمير المنشآت والبنى التحتية، حيث وصل عدد المنشآت المستهدفة منذ توقيع اتفاق سوتشي إلى أكثر من 700 منشأة تضمنت مدارس ومشافي وأسواق شعبية ومراكز خدمية ومراكز إيواء للنازحين، مما زاد من أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في مناطق شمال غرب سوريا إلى أكثر من 80% من أصل أربعة مليون مدني يعيشون في المنطقة.
 
ولفت منسقو استجابة سوريا في رسالتهم، إلى سعي روسيا لإيقاف قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى المناطق المنكوبة في سوريا والعمل على حصر دخول المساعدات عبر مناطق سيطرة النظام وحلفائه، واستطاعت تعطيل العديد من القرارات الدولية بغية الحصول على مكتسبات سياسية أبعد ما تكون عن نطاق الإنسانية.
 
وحذر منسقو الاستجابة من تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا عامة وشمال غرب سوريا على الأخص تبعا لإجراءات منع المساعدات، ما يتسبب بكارثة إنسانية قد تحل بالمدنيين، الأمر الذي يشكل مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين.
 
وطالب بضرورة الالتزام بقوانين الحرب لتسهيل إيصال المساعدات إلى المدنيين ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية، وذلك عبر تسهيل المرور السريع للمساعدات وعدم التدخل فيها بشكل تعسفي بما يضمن حرية تنقل العاملين في المجال الإنساني.
 
وحث منسقو الاستجابة مجلس الأمن الدولي على التعجيل بتجديد آلية دخول المساعدات الانسانية عبر الحدود إلى سوريا، والتشديد على التزام المانحين في مؤتمر بروكسل بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، ومضاعفة التزامهم بالعملية السياسية بهدف التوصل إلى حل دائم يحترم حق الشعب السوري في تقرير المصير والاستقلال.
 
وتنطلق اليوم الاثنين أعمال مؤتمر بروكسل الخامس لدعم سوريا عبر الفيديو، بمشاركة نحو 80 وفدا من 50 دولة بالإضافة إلى منظمات غير حكومية ومؤسسات مالية دولية ووكالات الأمم المتحدة.
 
ويهدف المؤتمر إلى توفير الدعم المالي لسوريا الغارقة في الحرب منذ عشر سنوات، وحشد المجتمع الدولي لدعم الحل السياسي الشامل للصراع في سوريا، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*