خطف واعتقال يلاحق الفتيات في مدينة حماة

11870651_831619056956581_2171555856604574118_n

زيتون – محمد أبو الفوز

هرب الكثير من أبناء مدينة حماة، بعد التنكيل المتعمد، الذي تقوم به قوات النظام وشبيحته، واعتقال الكثير منهم، وعقب اختفاء المظاهر المسلحة في المدينة، وخضوعها بالكامل لسيطرة قوات الأسد، عمد الأخير إلى الاستمرار في سياسة الانتقام من أهالي المدينة، فأطلق يد ميليشيا الدفاع الوطني (الشبيحة) في المدينة لتعيث فساداً فيها، من سرقة، وخطف، ونهب، للممتلكات، ولكن ما أصبح يؤرق الأهالي، وحتى النازحين المتواجدين فيها، قيام قوات الأسد بخطف واعتقال النساء والفتيات.
تنكيل وابتزاز:
يرى الناشط براء الحموي أن ما يجري من حالات خطف واعتقال للنساء، هو استمرار في خطة الانتقام من أهالي المدينة، بالإضافة إلى الاستفادة من المبالغ المالية التي تُدفع كفدية لقاء حرية الفتيات المخطوفات.
ويضيف في حديثه لـ «زيتون»: «تعيش المدينة حالة ضغط أمني كبير، حيث يتواجد فيها 240 حاجزاً لقوات الأمن، بالإضافة للدوريات التي تسيرها داخل المدينة من قوات دفاع وطني وغيرهم».
واعتمدت قوات النظام مؤخراً على سياسة اعتقال وخطف الشابات، وسجّلت أكثر من عشر حالات خلال شهر أيار، بحسب الناشطة خديجة، والتي تقول: «قوات الأسد في الآونة الأخيرة، بدأت إيقاف الفتيات على الحواجز، وسحب بطاقاتهم الشخصية، بحجة التأكد من كونهم غير مطلوبات للفروع الأمنية في حماة».
وأكدت خديجة أن أكثر من 30 إمرأة مطلوبة للأمن، بتهمة التواصل مع الجيش الحر، وأضافت: «إن الشبيحة تعتمد على خطف النساء، كوسيلة ضغط على أهاليهن، لدفع أموال وتحقيق بعض المطالب، أو يتم ذبحهن دون سابق إنذار».
وتضيف خديجة: «حدث ذلك مع امرأة عائدة من لبنان، خطفتها شبيحة تابعين للأسد على طريق ريف حماة الشهر الفائت، وبعد أيام وجدوا جثتها، في مشفى حماة الوطني، بعد أن تم قتلها برصاصتين في الرأس، علماً بأن أهلها، كانوا يتفاوضون مع الخاطفين حول الفدية المالي».
وفي السياق، تقول الناشطة أم عبد الله من مدينة حماة: «لا يوجد مبرر رئيسي للإعتقال، بل هناك أسباب عديدة، ومنها أن النظام يبحث عن بعض الناشطات المناصرات للثورة، أو لمجرد طلب الفدية المالية، كما أن قوات الأسد تقوم بذلك لإفراغ المدينة من أهلها، وجعلها خاضعة له عسكرياً بشكل كامل».
وأشارت أم عبد الله إلى أن النظام يقوم بتنفيذ المخطط العسكري الذي رسمه لإقامة «دولة علوية» على أرض سوريا ويسعى جاهداً لجعل مدينة حماة منطقة للطائفة العلوية، حيث يقوم بالتضييق على الأهالي لإخراجهم من مدينتهم كما أنه منذ أكثر من سنة يقوم بسلب منازل الثوار والناشطين المطلوبين له، وتسليمها للعوائل الموالية والقادمة من مناطق أخرى.
وأوضحت أم عبد الله أن الاعتقال يتعلق أحياناً، بجمال الفتيات، حيث تترك الأمور لعناصر قوات النظام دون أي رادع أو محاسبة، وأن عمليات البحث عن «المطلوبات»، مزاجية، حيث تنشط أحياناً وتخبو أحياناً أخرى.
وقامت قوات الأسد منذ أسابيع، باعتقال إمرأة على أحد الحواجز، واقتادتها إلى فرع الأمن العسكري، ووجهت إليها تهمة السفر إلى تركيا عن طريق الجيش الحر، والقيام بجهاد النكاح، كما تمّ اعتقال امرأة أخرى من منزلها، لأن زوجها مطلوب لقوات النظام، واتهم بـ»الإرهاب»، ومساعدة الجيش الحر ونقل المعلومات.
خطف على أعين الحواجز الأمنية:
وأكد ناشطون عبر صفحات التواصل الإجتماعي، أن عدداً من الفتيات في أحياء القصور وغرب المشتل، اختطفن من قبل الدفاع الوطني، وعرض مقابل الإفراج عنهن، دفع فدية مالية كبيرة بحدود 8 ملايين ليرة سورية، وتكثر حوادث الخطف إذا كان أهل المخطوفة من التجار المعروفين أو الأثرياء في حماة.
وأيضاً قامت عدّة عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني، منذ عدّة أيام، بخطف امرأة من منزلها في حي القصور في حماة في الثلاثين من عمرها، وعلى مرأى من حواجز جيش الأسد، وقد طالب الخاطفون بفدية بلغت أكثر من مليون ليرة سورية لإعادتها.
ولا يتوقف الأمر عند أهل المدينة نفسها حيث أفادت مصادر إعلامية من مدينة إدلب بحصول عدة حالات خطف لموظفات من المدينة ذهبن إلى مدينة حماة لاستلام الراتب.
ويعزو ناشطو المدينة سياسة الخطف هذه إلى «غياب الرادع العسكري لقوات الأسد داخل المدينة، مما أدى إلى تمرّد الشبيحة، بشكل كبير داخل أرجاء المدينة، ويصبح كل شيء مباحاً للشبيحة، وليس هناك مَن يكفّ أيديهم عن القيام بالتشبيح وإذلال الأهالي».

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*