أطفال سوريا تحت ركام المدارس.. أحمد نموذجاً

1430660822

زيتون – محمد المحمود

قلوب مكسورة.. أحلام قد دفنت في الركام الذي خلفه طيران النظام السوري، خيم الحزن على أطفال قرية ريفية من محافظة إدلب حين علموا أن أبواب المدرسة ستقفل بسبب قصف النظام المركز والحرص على سلامة الأطفال.

بعد طول مدة إغلاق المدارس فقد أحمد تلميذ الصف الثاني الأمل من عودته للمدرسة وزاد من يأسه اضطرار أهله للنزوح إلى أحد المخيمات التركية مع ازدياد قصف النظام ليعانوا من البرد وانعدام المآوى وشح المياه.

تقول المنظمات الدولية أن عدد النازحين إلى تركيا قد بلغ 1.9 مليون نازح منذ بداية الأزمة السورية كانت السلطات التركية قد آوت قسماً منهم بالمخيمات المقامة على الحدود ولكن لا يزال قسم كبير منهم يعاني من شح في مستلزمات الحياة الأساسية ولاسيما بعد ازدياد عدد اللاجئين في السنين الأخيرة.

وما أن قضى أحمد وعائلته عدة شهور من النزوح في أحد المخيمات التركية حتى قرروا العودة إلى قريتهم بعد أن علموا أن الوضع قد تحسن في القرية وهدأت وتيرة المعارك نسبياً وصار من الممكن عودتهم الى البيت.

بعد أيام قليلة على عودتهم للقرية قامت إدارة مدرسة القرية بالإعلان عن افتتاح أبواب المدرسة أمام الطلاب بعد اغلاق دام لعدة شهور، فرح احمد بالقرار وفي اليوم التالي استيقظ باكرا وارتدى حقيبته وتوجه الى مدرسته، بعد ساعات قليلة قام طيران النظام المروحي بإلقاء برميل متفجر على مدرسة القرية.

البرميل المتفجرة هي براميل تحوي ما بين 200 و300 كيلوغرام من مادة “تي أن تي” المتفجرة، وتضاف إليها مواد نفطية تساعد في اندلاع الحرائق عند إصابة الهدف، وقصاصات معدنية كالمسامير وقطع الخردة المستخدمة في صناعة السيارات، لتكون بمثابة شظايا تُحدث أضرارا قاتلة في البشر والمباني، تحدث دمارا كبيرا وضغطا هائلا مصحوبا بكتل كبيرة من اللهب داخل دائرة قطرها 250 مترا دون أي دقة في إصابة الأهداف.

أسرعت أم أحمد إلى المدرسة لتجدها كومة حجارة واقتربت أكثر لتجد بقعة دم حمراء كبيرة ووجدت بجانبها حقيبة أحمد المدرسية وقطعة من جسده الذي مزقته شظايا البرميل، وهكذا أنهى الطيران المروحي بلحظات معدودة حياة وحلم أحمد.

ليست حكاية أحمد أو حالته هي الحالة الوحيدة في سوريا ففي كل مدينة سوريا تجد مئات الأطفال الذين تدمرت أحلامهم وحرموا من حق التعليم، بل أنهيت حياتهم، ذنبهم الوحيد أنهم خلقوا في زمن الثورة، في زمن تكشفت فيه هشاشة القيم الانسانية في البشرية.