ظاهرة العبوات الناسفة على الطرقات العامة من يقف وراءها؟؟

عبوة-ناسفة1

زيتون – ابراهيم اسماعيل

في كل يوم نسمع عن انفجار عبوة ناسفة في طريق ما أو مفخخة بسيارة تابعةٍ لقادة أحد الفصائل أو تفجيرٌ في مسجد أو سوق يغص بالمدنيين في أغلب المناطق المحررة في ريف ادلب وعلى وجه وجه الخصوص سراقب وأريحا ومعرة النعمان.
ومن الملاحظ في المناطق المحررة حديثاً كثرة الاغتيالات التي استهدفت قادةً في الجيش الحر وأحرار الشام وقادة في جبهة النصرة كان آخرهم أمير جبهة النصرة في مدينة «أريحا» أبو عتيق والذي أُطلق عليه النار من مسافة قريبة على مدخل منزله.
عزت حركة أحرار الشام الإسلامية التفجيرات الى عناصر تابعين لتنظيم «داعش» وقامت بتجهيز عدة حملات لاعتقال بعض من المتورطين في تفجيرات مدينة ادلب ومرديخ وسراقب، كانت آخر الحملات في الريف الشرقي لمعرة النعمان بالقرب من «سنجار».
«أبو بكر» قائد لواء جند السنة في بلدة جرجناز كان على رأس عملية لاعتقال عناصر يتبعون في ولائهم لتنظيم داعش ومتورطين في عملية اغتيال أحد قادة الأحرار والذي يدعى عبد القادر الضبعان «أبو تميم».
صرح أبو بكر عن العملية المنفذة لـ”زيتون”:
« بعد الحصول على معلومات أكيدة عن وجود خلايا تتبع لتنظيم داعش، قمنا بإعداد حملة شملت قريتين في المنطقة الشرقية، استطعنا خلالها القبض على ثمانية معتدين حيث تم تسليمهم للقضاء من أجل تنفيذ الحكم الشرعي بحقهم».
الطريق الرئيسي والذي يمر بمدينة سراقب كان من أكثر الطرق التي تعرضت لزرع عبوات ناسفة على طرفي الطريق والتي أودت بحياة العديد من المقاتلين والمدنيين كان آخرهم أربعة شهداء بينهم طفلين كانوا يستقلون سيارة اسعاف باتجاه المشافي الحدودية لتلقي العلاج.
« معد باريش» ناشط في الدفاع المدني من مدينة سراقب يقول:
« توالت حالات التفجير على هذا الطريق دون معرفة منفذ عمليات الزرع أو المفجر ولمن يتبع في عمله وماهي الإفادة التي يجنيها من قتل المدنيين الذي يعبرون هذا الطريق».
في مدينة أريحا ومدينة ادلب كثرت الاغتيالات التي استهدفت قادات وعناصر في جيش الفتح وأحرار الشام وجبهة النصرة وغيرهم أيضاً في جبل الزاوية ومنطقة جسر الشغور، في عمل يعتقد بأنه منظم أو يتبع في أوامره لقيادة تنظيم الدولة وخصوصاً بعد الاعترافات التي أدلى بها أحد الناجين من عملية انتحارية في مدينة حارم العام الفائت والتي أودت بحياة أمير في جبهة النصرة وبعضٍ من أفراد عائلته.
وفي وقتٍ ليس ببعيد انفجرت عبوة ناسفة على طريق سراقب أدت الى إصابة 6 عناصر لحركة أحرار الشام أثناء عودتهم من الرباط في ريف حلب الجنوبي، كما أدت آخر التفجيرات لمقتل ثلاثة مقاتلين يتبعون لجيش الفتح بالقرب من مدينة جسر الشغور أثناء توجههم الى الرباط في المنطقة الغربية.
النقيب المنشق «عبدالملك دياب» من كتائب ثوار الشام أصيب مرّتين خلال معاركه مع ميليشيات الأسد. تمت محاولة اغتياله اليوم الاحد 31/1/2016 بزرع عبوة ناسفة في سيارته، وتصادف وجود كل ابنهُ حمزة «4 سنوات «, ابن عمّته الشاب أحمد العمور, زوجة أخيه الحامل قُتلت وجنينها , أولاد شقيقته الأربعة وأعمارهم « 11 سنة , 9سنوات , 7سنوات,6 سنين»، فيما نجا هو من محاولة الإغتيال.
لا يعتبر التنظيم المتهم الأول فقط في هذه العمليات بل إن النظام له يدٌ كبيرة في أكثر عمليات التفجير والاغتيال عن طريق وضع جواسيس في المناطق المحررة أو ضعاف النفوس ممن بقوا في المناطق المحررة حديثاً ممن كانوا على وفاق تام مع النظام خلال تواجده في المدينة خلال السنوات السابقة للتحرير.
واستطاع النظام تنفيذ عدة تفجيرات في محافظة ادلب عن طريق ارسال سيارات مفخخة وركنها في مناطق كالأسواق الشعبية أو المقار العسكرية كالتي قام بها في سلقين وحارم واعترف بها على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
« عبد الله « مقاتل في صفوف جبهة النصرة يقول:
« نحن في جبهة النصرة نعمل على ملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم داعش كما نقوم بالعمل على تأمين الطرقات والقرى بالتعاون مع الأهالي في حال ورود أنباء عن وجود سيارات متفجرة تنوي دخول أحد المناطق».
في بداية الشهر الحالي أعدمت الأمنية في مدينة ادلب عدداً من المتورطين في تفجيراتٍ حصلت داخل المدينة راح على اثرها مدنيين بينهم نساءٌ وأطفال حيث اعترف المتهمون بأعمالهم وارتباطهم مع تنظيم داعش.

وكانت قد انفجرت عبوة ناسفة أول أمس بشخصين كانوا يقومون بتحضيرها في بلدة سراقب تابعين لجند الاقصى ويشك بانتمائهما الى تنظيم داعش، قامت على أثرها حركة أحرار الشام باعتقال مجموعة من الأشخاص المقربين منهم.
تستمر حالات التفجير والعبوات الناسفة في كل المناطق المحررة من محافظة ادلب والتي تعتبر بعيدةً كل البعد عن أماكن تواجد التنظيم وأماكن تواجد النظام إلا أن الخلايا النائمة وضعاف النفوس التابعين للطرفين لم يكفهم كل القتل الذي ينفذه سلاح الجو الروسي ليزيدوا الأعداد ببرودة قاتلة ونفسٍ مجرمةٍ لا تنفك تعيد الأمر مراراً وتكراراً.