مدينة الـ1300 شهيد تبكي “الرغيف” و”تلعن” دعاة الإنسانية

10422365_476664805857938_4623103291744120244_n

زيتون – أسامة عيسى

على شفا كارثة إنسانية تعيش منذ العام 2012، على الرغم من كونها من أولى المدن السورية المحررة من قوات الأسد وميليشياتها، وعلى الرغم من حجم التضحيات الكبير الذي قدمته خلال سني الثورة، دماً ومالاً، تناشد مع سنتها الخامسة حليب الأطفال ورغيف الخبز، دون مغيث.

سبّب الحصار الخانق المفروض من قبل قوات النظام وميليشياتها على مدينة الرستن بريف حمص، والذي وصل إلى قرابة الأربعة أعوام، أزمة إنسانية خانقة على كافة الصعد، لا سيما الإغاثية منها والطبية، حيث لا زالت القوات الموالية تمنع دخول أياً من المواد الغذائية إلى المدينة التي تحوي أكثر من 90 ألف مدني يعيشيون في ظروف إنسانية سيئة للغاية، جراء نقص المواد الغذائية والطبية.

الناشطة هبا الشامي من حمص تقول لـ”زيتون” إن كارثة باتت تتهدد قرابة 92 ألف مواطن سوري في مدينة الرستن الواقعة إلى الشمال من محافظة حمص، وخاصة المواد التموينية (كالرز والسكر والبرغل والعدس والخبز وحليب الأطفال وغيرها)، فضلاً عن المواد الطبية لا سيما اللازمة منها للإسعافات الأولية والجراحة العامة ورعاية الحوامل والأطفال، حيث توضح أن المدينة تضم قرابة 16 ألف طفل دون سن الـ10 سنوات، أوضاعهم الحالية مزرية للغاية، من الناحيتين الغذائية والطبية.

وتؤكد الشامي أن “مشاهد موت محدق باتت تخيم في المدينة، بعد بدء نفاذ معظم المواد الغذائية المتوفرة على قلتها وعدم قدرة الأهالي على الصمود أكثر”.

وتضيف “تهدف قوات النظام المعروف عنها اتباع سياسة التجويع الممنهج لتركيع المدنيين إلى إفراغ المناطق السكانية ذات المكون الخاص من أهلها، وأنا أشير بذلك إلى الرستن، والسبب في ذلك أن هذا النظام طائفي بإمتياز، كما أنه يجند عصابات طائفية تشترك معه في فرض الحصار على آلاف الأطفال والنساء وكبار السن في المدينة، حيث أعلنت أغلب المشافي العاملة فيها خلوها من العلاجات، بالتوازي مع عدم دخول أية مساعدات إنسانية للمدينة، وكأنها خارج قواميس الأمم المتحدة راعية الإنسانية كما تقول”.

من جهة أخرى، يقول “أبو خالد الحسين”، وهو أحد أهالي الرستن إنه لم يحصل على مادة الخبز منذ أكثر من 20 يوماً نتيجة عدم وجودها وغلاء ما وجد منها، بسبب الحصار المفروض من قبل قوات الأسد وميليشياتها.

ويضيف “والله إننا لا نعلم أية جريمة ارتكبنا لنعامل على هذا الأساس، هل من الرجولة أن يحاصر جيش يدعي أنه يحمي الناس أطفال ونساء! وهل من المعقول أن يسلطوا على رقابنا ناس لا تخاف الله! أين نذهب بأطفالنا؟ لدي ستة أطفال وأمهم مبتورة القدم، هل نقتل أنفسنا ونريح العالم منا! طلبنا وناشدنا الجميع أن يغيثونا. أطفال ابنتي الكبيرة بدون حليب منذ أكثر من 30 يوماً، لا يوجد شيء متوفر هنا، كما أننا لا نملك المال.. ماذا نفعل.. أغيثونا يا عرب.. يا مسلمين.. يا من تدعون الإنسانية.. لماذا لا يسمع العالم صوتنا!!؟”.

وتؤكد الناشطة هبا الشامي من جديد أن ما يقوم به النظام السوري ومن أسمتها بـ”العصابات الطائفية” أمر “مقصود به إجبار الناس على الركوع لسياسة الطائفة الواحدة” على حد تعبيرها، وتشير إلى أن قوات الأسد أغلقت بمشاركة “العصابات” التي أشارت إليها كافة مداخل المدينة ومخارجها، وكان آخرها طريق تير معلة، الذي كان المنفذ الوحيد للأهالي لإدخال بعض المواد المهربة إلى المدينة المحاصرة.

وتقول سماهر حموي، وهي قاطنة في مدينة الرستن، إن الأمم المتحدة لم تقدم لهم مساعدات كما أنها لم تستجب لطلبات الأهالي المتكررة جراء تعرضهم للجوع ونقص الدواء، على الرغم من أنه تم إبلاغهم ذلك.

وتضيف “كل شيء معدوم في المدينة الأن إلا الموت. خبز لا يوجد لأن الأفران توقفت عن العمل بسبب عدم وجود الطحين. الدواء غير موجود. حواجز النظام تمنع دخول أي شيء.. نحن الآن لا نؤمن بأية منظمات إنسانية ولا أمم متحدة ولا حتى غيرها، كل المنظمات تتاجر بدمائنا..”.