إستراتجية جديدة في معارك حلب وعودة البراميل المتفجرة

10961782_1561174887465565_109847065_n

تدور بشكل يومي ومستمر اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين التي تضم في صفوفها(جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) من جهة، وقوات النظام معدمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي لواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، وذلك في مناطق المياسات والبريج ومناشر البريج بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، وصولاً الى محيط قرية حندرات ومنطقة الملاح بريف حلب الشمالي، في محاولة من الأول لوقف تقدم الأخير، الذي يحاول جاهداً فرض طوق على المناطق الخارجة عن سيطرته في مدينة حلب.
حيث سيطر الجيش الحر والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين منذ عدة أيام على تلة المياسات قبل أن تتعرض لقصف عنيف من الطيران المروحي والحربي أجبرهم على الانسحاب لصالح قوات النظام، التي بدأت بالعودة وبكل قواها للمنطقة التي تعتبر مهمة لكلا الطرفين.

معركة تلال ومرتفعات
بعد وصول قوات النظام الى منطقة الملاح بريف حلب الشمالي، وسيطرته على مناطق واسعة في المنطقة، تبين وبشكل واضح إستراتيجية النظام من خلال سعيه للسيطرة على التلال والمرتفعات التي في المنطقة، والتي تتيح له السيطرة النارية ومن ثم القصف والتمهيد الناري لقواته لمتابعة تقدمها، وتبين ضعف هذه الإستراتيجية مع وصول النظام لمنطقة سهلة، الأمر الذي أوقف تقدمه في المنطقة منذ فترة، رغم اعتماد النظام على مقاتلين إيرانيين وأفغانيين ومقاتلين من حزب الله اللبناني.
ضرب خاصرة النظام
منذ مدة بدأ الجيش الحر والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين بتطبيق إستراتيجية جديدة في المعارك في المنطقة، وهي ضرب خواصر النظام واستهداف طرق إمداده التي تمر من داخل المدينة الصناعية، والتي تعتبر منطلق لقواته الى منطقة الملاح قادمة من معامل الدفاع في السفيرة، ومن مطار النيرب، حيث سيطر الجيش الحر والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين على منطقة المناشر ومناشر البريج ومنطقة المياسات، ومن ثم سيطرت لفترة وجيزة على تلة المياسات، والتي تأتي أهميتها من خلال إطلالها على مناطق واسعة من الفئة الأولى من المدينة الصناعية شيخ نجار، وصولاً الى منطقة البريج ودوار البريج، كما تفيد بالسيطرة النارية على المناطق المذكورة، كما أنها تساعد على دخولهم الى داخل المدينة الصناعية شيخ نجار وحصار قوات النظام في منطقتي الملاح وحندرات.

النظام يرد بقصف جوي عنيف بعد خسارته التلة
بعد أن فوجئ النظام بهذه العملية المباغتة وخسارته لتلة المياسات، والعشرات من عناصره بين قتيل وجريح وأسير، قام بشن حملة قصف جوي عنيف على التلة بالطيران الحربي والمروحي بالبراميل، كما قصف مناطق مدنية مأهولة قريبة من مدخل حلب الشمالي الشرقي، أدت لاستشهاد وجرح العشرات، وزج بعدد من مقاتلي المليشيات الإيرانية والأفغانية التي تقاتل الى جانب قواته في المنطقة.

عودة القصف الجوي على مناطق حلب
بعد هذه التحركات للجيش الحر والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين على خاصرة النظام بمدخل حلب الشمالي الشرقي، قامت طائرات النظام المروحية والحربية لتقصف المناطق الشرقية من مدينة حلب، والتي تعتبر قريبة نسبيا من الجبهة المذكورة، بعد غياب القصف الجوي لفترة طويلة عن القصف في داخل المدينة، والذي يعتبر كرسالة للجيش الحر والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين لوقف هجماتها على قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة، وهذا يدل على أن تلك الهجمات قد آذت النظام كثيرا مادفعه الى قصف المدنيين واستشهاد وجرح مالا يقل عن 50 مواطناً بينهم نساء وأطفال.

هل سيتوقف تقدم النظام ويبذأ مرحلة جديدة من التقهقر
بعد هذه الهجمات للكتائب المقاتلة على خاصرة قوات النظام، وتقدمهم وإعادة السيطرة على مناطق كانت قوات النظام قد سيطرت عليها منذ مدة، عاد الأمل ليرتسم على وجوه الثوار بعودة الانتصارات التي افتقدوها منذ مدة طويلة بسبب انشغالهم بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي كان سبب رئيسي لوصول قوات النظام والمسلحين الموالين لها الى ما وصلوا إليه الآن، فهل ستحمل الأيام المقبلة مفاجئات لقوات النظام، أم أن المعارك الأخيرة كانت عبارة عن انتصارات مؤقتة لإسكات المطالبين بتوحد الفصائل المقاتلة بوجه النظام وترك المقرات والتوجه الى الجبهات؟
هذه ما ستكشفه الأيام.

خالد ابو الوليد