جبهة النصرة.. قبلنا نصرتكم لم نقبل وصايتكم

10898080_784099528346010_4860512957688772767_n

تفجرت الثورة السورية قي آذار من العام 2011 , وبعد احتزاز حناجر سلميتها تحول الكثير من أبنائها إلى الانخراط في العمل المسلح تحت يافطة عريضة تسمت باسم الجيش الحر , وقد علم الجميع أن الجيش الحر لم يكن جيشاً بما تحمله هذه الكلمة من معنى فلم تكن له قيادة مركزية ولا عنوان واضح ولا مقرات محددة مرتبطة فيما بينها ارتباطاً عضوياً ولا تراتب هرمي , إنما كان كلمة جامعة حاكت كلمة المعارضة المسلحة فهي تضم كل من رفع السلاح في وجه نظام الأسد وليس خافياً على أحد أنما كان مبرر حمل السلاح آنذاك هو حماية المدنيين و تمكين هذا الشعب المظلوم من إتمام رسالته السلمية
وقد كان من علائم التصاق هذه القوى المسلحة بحاضنتها الشعبية انك لا تستطيع أن تجد من يسوم الجيش الحر أي اتهام لكتلته الجامعة بغض النظر عن اتهامات لأفراد بأعينهم ممن ينضوون تحت مسمى الجيش الحر
إلا أن بداية الشرخ أوجدته حركة أحرار الشام التي كانت حريصة على تمييز نفسها عن الجيش الحر بأيديولوجية مختلفة , كمحاولة بعضهم أن يجمع الجيش الحر كله ليسهل عليه تعميم صفة العلمانيين عليه في حين تبقى الكتائب الإسلامية هم الإسلاميون علما انك قد تجد من يلتزم بالإسلام في صفوف الجيش الحر أكثر من الكتائب الإسلامية على مستوى الأفراد
ثم بدأ يظهر فصيل جبهة النصرة الذي ادعى نصرة بلاد الشام أول دخوله , وفي لقاء لقائده أبو محمد الجولاني مع قناة الجزيرة وهو اللقاء الوحيد ركز على أننا أتينا للنصرة فقط وإنما سيكون أمر البلاد بعد النصر لأهل الحل والعقد , وليس لنا فقط دون غيرنا , كما بدأت تنظر جبهة النصرة إلى أحرار الشام كما كانت تنظر أحرار الشام سابقاً إلى الجيش الحر, وهنا بدأ العقلاء في حركة الأحرار يدركون خطأهم بل بدأ بعضهم يقدم الاعتذار للشعب السوري وللجهاد الشامي وما تغريدات الشيخ الشهيد أبو يزن الشامي منا ببعيد ويعد انضمام الحركة إلى ميثاق الشرف السوري هو المكفّر عن خطئهم هذا
وعند جبهة النصرة بدأ يتسع الشرخ لتنسلخ من رحمها تنظيم داعش الذي ينسب له أول دم مسفوح بين الفصائل بشكل رسمي دون خجل ولا حياء ,
وعندها بدأت مرحلة جديدة تبدّت في اتجاه داعش ونهجها التي انتهجته فقد داست بأقدامها على المبرر الشرعي لحمل السلاح الشعبي,حماية المدنيين من ضمن أهدافها بل قدمت بايدولوجيا جديدة اتخذت من الشرع الإسلامي المبرر و المشرعن لحملها السلاح , بقطع النظر عن الاهتمام بميول الحاضنة الشعبية السورية ورغباتها
في حين بقيت جبهة النصرة وباقي الفصائل تتغذى على المبررين معا أي إقامة الإسلام و حماية المدنيين والاهتمام بالرأي الشعبي , ونحن هنا لا ندّعي تعارض المبررين فهناك من يقول حملت السلاح دفعا للصائل , وهناك من يقول حملت السلاح لإقامة الشرع
لتأتيك المرحلة التالية والتي تتمثل بانقلاب جبهة النصرة على الحلفاء التكتيكيين ومحاكاة أخوة المنهج والدرس على الحاضنة الشعبية ليتضح لنا كلام أبو محمد الجولاني انه لم يكن يقصد بأهل الحل والعقد الذين سيديرون البلد إلا أهل حله وعقده فقط , وكل من يقف ضد هم سيعتبر مرتدا عن دين الله كما جاء اليوم في بيانهم بخصوص قتال حركة حزم في حلب إذ أنهم سيعتبرون كل من يقاتلهم مع حركة حزم هو مرتد عن دين الله ,
إن المراقب البسيط سيسأل هنا:
هل انتم دين الله؟
هل انتم الربانيون الأطهار الذي لا يأتيكم الباطل من بين يديكمالله؟خلفكم؟
هل تم لفكم بالمحارم الناعمة وإنزالكم من السماء لتحكموا باسم الله؟
وكل من يعترض على حكمكم قد اعترض على الله؟
لماذا تقزمون واسعاً ؟
لماذا تحصرون الجنة بكم وبمن أحبكم؟
متى سيأذن الله لخرافهم أن يفكروا بعقولهم ليقولوا لهم كفى ؟
قبلنا نصرتكم ولم نقبل وصايتكم
هل أتيتم لتتموا على أنفاسنا الذي ساعد العالم أجمع في الإطباق عليها؟
لماذا تريدون أن ترموا شعبنا في وجه العالم أجمع ؟
نعم لقد بدأت سيارات الحسبة تجوب شوارع معرة النعمان وكفر نبل وغيرها تفرض على الناس التزام دين الله ومتى كان دين الله يؤتى بالإلزام؟
تقف الحافلة أما حاجز للنصرة لتبحث عن فتيات لم يتنقبن ,
فترى الفتاة تضع النقاب على وجهها قبل الحاجز بعشرة أمتار لترفعه بعد الحاجز مباشرة,
في حين أن حاجات الإنسان اليومية أبعد ما تكون عن محور اهتماماتهم فلا توفر الخبز يعنيهم , ولا الغلاء الفاحش يسوؤهم , بل إنهم جزء من حركة الغلاء فعندما سيطروا على ادلب تضاعفت أسعار المحروقات بل هم من أهم أسباب هذا الغلاء وقد حرصوا على ألا يعرضوا مازوت وادي الضيف دفعة واحدة لئلا ينزل سعره وبالتالي تخف أرباحهم ,
هل هكذا تحكم الشعوب؟
يحدثني أحد خرافهم الذي شارك في اقتحام مقرات الجيش الحر مادحاً إياهم: كان معنا أوامر بأن لا نؤذي أحدا , وألا نطلق النار إلا على من يطلق النار علينا , فقال له أحد الحاضرين تهجمون على مقراتهم ولا تريدون منهم أن يدافعوا عن أنفسهم بماذا تختلفون عن الحوثيين الذين ابتلعوا اليمن ويتبجحون بالأخلاق والشراكة الوطنية وأنهم آل بيت رسول الله
الله يعلم أني لم أكتب هذه الكلمات إلا نصحاً لكم , فإذا أردتم الاستمرارية في نصرة شعب اسعوا للقيام على حاجاته الأساسية , تدرجوا في نصحهم , ابتعدوا عن لغة الإكراه والقمع , واعتبروا بآل الأسد الذي حكم هذا البلد 40 سنة بالحديد والنار إلا أن هذا الشعب انقلب عليه و لو كان بعد جيل

أحمد الأحمد