حندرات حلب.. صفعة جديدة لإيران

thumb

زيتون – محمد علاء 

اشتعلت جبهات القتال في مدينة حلب، خلال الأسبوع الفائت، بعد تقدم فصائل المعارضة على حساب قوات الأسد والمليشيات المساندة له بريف حلب الجنوبي، وكانت قوات المعارضة قد تمكنت من السيطرة على بلدة خان طومان الإستراتيجية، في الوقت الذي كانت قيادات في نظام الأسد تعلن عن البدء «لتحرير كامل حلب من الارهابين».
ويبدو أن فصائل المعارضة، أنهت الحُلم الذي يراود نظام الأسد منذ بدء الثورة السورية، وقضت أيضاً على آمال الداعمين له، الذين انتشوا في بداية العام الحالي بتقدمهم في ريفي حلب الشرقي والجنوبي على حساب داعش والمعارضة، التي وجهت ضربة كبيرة لإيران، بقتل ما يزيد عن 100 من جنودها في العمليات الأخيرة.
ومنذ سيطرة فصائل المعارضة على بلدة خان طومان وقرى قريبة بريف حلب الجنوبي في الخامس من الشهر الجاري، تحاول قوات الأسد ومليشيات إيرانية وأخرى أفغانية وعراقية، ومقاتلين من حزب الله، استعادة السيطرة على تلك المناطق، أو التقدم إليها من منطقة الراشدين الخامسة غربي حلب، بدعم جوي روسي مكثف، دون أن ينجحوا في ذلك.
مسئول العلاقات العامة في فيلق الشام (أحمد الأحمد) تحدث لـ «زيتون» عن معارك جنوب حلب قائلاً: «النظام وميليشياته مني بخسائر فادحة، وبلغ عدد قتلاه منذ بدء تحرير خان طومان الى الأن، أكثر من 120 قتيلاً ما عدا الإصابات في صفوفهم، وتدمير أكثر من ثلاث دبابات وإعطاب أكثر من 10 آليات لهم، واغتنام كمية من الذخيرة وعدد من الآليات على مختلف جبهات الريف الجنوبي لحلب»
وعن محاولة قوات الأسد الأخيرة يوم الأربعاء 11 أيار قال الأحمد: «حاولت قوات الأسد والميليشيات العراقية والأفغانية، المتمركزة في تلة المحروقات والمقالع وقرية معراته، التقدم بكلا الاتجاهين، المحور الأول من معراته باتجاه بلدة خان طومان ومن تلة المحروقات والمقالع باتجاه الراشدين الخامسة، بعد تمهيد وقصف عنيف جدا من الطائرات الحربية الروسية، التي تجاوز عدد الغارات التي نفذتها أكثر من سبعين غارة، أغلبها استُخدم فيه القنابل العنقودية، كما قصفت قوات الأسد براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مناطق تمركز الثوار، واستمرت الاشتباكات بين الثوار والميليشيات الأفغانية أكثر من ست ساعات متواصلة، تم صد تقدمهم وتكبديهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، وتم قتل أكثر من عشرين عنصراً منهم ومازالت جثثهم إلى الأن موجود في منطقة الاشتباكات باستثناء تلك التي نجحوا في سحبها ليلاً، وتم ردعهم ومنع تقدمهم نهائيا.
خسائر بشرية كبيرة لـ «لواء القدس الفلسطيني شمال حلب»
في شمال حلب، وتحديداً مخيم حندرات الذي يعود للواجهة من جديد، تُظهر أشرطة مصورة، عشرات من مقاتلي قوات الأسد، ولواء القدس الفلسطيني الموالي للأسد، وللمرة الثانية خلال هذا الشهر، يظهر هؤلاء المقاتلين وهم يجرون هاربين من ضربات الجيش الحر في المخيم، بعد محاولة فاشلة لهم للتقدم فيه يوم الخميس 12 أيار.
وحاولت تلك القوات التقدم والسيطرة على المخيم، الذي يطل على طريق الكاستيلو شريان حلب الوحيد، فيما يبدو أنها محاولة جديدة لإغلاق الطريق الذي عجزت عن إغلاقه قوات الأسد والداعمين لها منذ عامين، ليسجلوا فشلاً جديداً رغم سيطرتهم لساعات على بعض النقاط على الأطراف الشرقية والشمالية في المخيم، ليرد عليهم الجيش الحر، ويوقعهم في كمائن محكمة، وقتل وجرح عدد كبير منهم.
وكان لواء القدس الفلسطيني، نعى يوم الثلاثاء 3 أيار، أكثر من 46 من مقاتليه، الذين قتلوا بتفجير مبنى الأيتام قرب المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء شمال حلب، والذي قامت فصائل المعارضة بتفجيره بعد حفر أنفاق أسفل المبنى، الذي يعد خط الدفاع الأخير عن مبنى المخابرات الجوية، بوابة حلب الشمالية.
وبين معركة حندرات ومعركة حي جمعية الزهراء، خسرت قوات الأسد والقوات الموالية لها ما يقارب 100 عنصر، حسبما أعلنت مواقع وصفحات موالية، لتكون بذلك أكبر خسارة تسجل بشهر واحد لتلك القوات منذ ما يقارب العامين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*