تفاصيل: معضلة صعبة في غوطة دمشق

13239345_1098123783591974_1031505644366956750_n

زيتون – اسامة عيسى

يشكل القطاع الجنوبي أحد أهم مناطق الغوطة الشرقية من الناحية الاستراتيجية العسكرية والجيوسياسية معاً، في إطار المعارك الدائرة بين فصائل المعارضة وقوات الأسد.

ويشتمل القطاع الذي راحت مناطقه تتساقط الواحدة تلو الأخرى منذ فجر اليوم الخميس بين قوات الأسد وميليشياتها على مجموعة محاور هامة، تشمل كلاً من دير العصافير والمليحة وشبعا وزبدين وحوش الدوير وبالا وحوش الدوير وحتيتة الجرش وحتيتة التركمان والركابية والبياض، وقد هوت عدة مناطق من القطاع سابقاً بيد القوات التابعة للنظام، ليبقى تحت سيطرتها حتى تاريخ أمس كلاً من دير العصافير وزبدين وبالا وحوش الدوير وبزينة البياض.

ومنذ اندلاع أعمال الاقتتال الداخلي بين فصائل الغوطة، والتي راحت تتقاذف الاتهامات بين بعضها البعض، سعياً من كل فصيل لبسط نفوذه على المنطقة، كانت قوات الأسد تتحشد يوماً بعد يوم على مستوى القطاع الأوسط والجنوبي للغوطة معاً، ونقلت “زيتون” في أخبار وتقارير سابقة معلومات من مصادرها الميدانية عن عمليات تمترس وتحشد وتعزيزات واسعة قام بها النظام في المحيط القريب من دير العصافير، مستغلاً انشغال الفصائل بحالة التناحر المسلح.

وفي الوقت الذي أفادت فيه المعلومات، اليوم الخميس، بسيطرة قوات الأسد وميليشيات “الدفاع الوطني” التابعة لها على كل من محاور: “زبدين، حوش الدوير، البياض، الركابية، نولة، حوش بزينة، حوش الحمصي، حرستا القنطرة، بالا”، بالإضافة لدير العصافير، وهي تشكل خاصرة الغوطة الرخوة، كما أنها بمجموعها تعني ما تبقى من جنوب الغوطة نفسها، فإن تلك السيطرة تعني انهيار كامل المحور المذكور ووقوعه تحت سيطرة الأسد وحلفائه، في الوقت الذي ستترك فيه هذه السيطرة الجديدة آثارها الكارثية كما تقول المصادر على أكثر من 2700 عائلة مدنية متواجدة في القطاع الجنوبي من الغوطة، الذي يضم مايقارب الـ8000 نسمة، فرت أعداد كبيرة منهم اليوم مع دخول القوات التابعة للأسد إلى المحاور المشار إليها.

وترجح المصادر أن يلقي الوضع الإنساني بظلاله على واقع الغوطة المرير مجدداً، حيث كان القطاع الجنوبي للغوطة بمناطقه التي سيطر عليها النظام محاصراً من قبل ميليشيات الآخير أساساً، كما أن الاقتتال الداخلي الذي اشتعل في مناطق الغوطة ترك نكسة كبيرة في القطاع الجنوبي نفسه، وانعكس التأثير الأول على المدنيين، في ظل فقدان غالبية المواد الأولية، لتنتهي الأمور بنزوح الآلاف اليوم إلى مناطق زراعية وتشردهم في السهول.

وتفيد المصادر الخاصة بـ”زيتون” بأن فصيل “فيلق الرحمن” هو الوحيد الذي كانت تتواجد عناصره على جبهات القطاع الجنوبي الذي سقط بيد النظام اليوم بشكل شبه كامل تقريباً، فيما سحب “جيش الإسلام” و”جبهة النصرة” و”جيش الفسطاط” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” غالبية عناصرهم من هناك، في ظل الاقتتال الدائر الذي يعد أيضاً “فيلق الرحمن” طرف فيه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*