“البسكليته” تغزو الزعتري ولاجئون: لا بديل آخر لدينا

13319709_494311167426635_1562710826198850360_n

زيتون _ أسامة العيسى 

يعتمد اللاجئون في مخيم الزعتري شمال شرقي الأردن على المشي، للتنقل من وإلى قطاعات المخيم ومرافقه العامة والحيوية والخدمية، ويقولون إن ذلك أمر مرهق وبالغ الصعوبة في كثير من الأحيان، إذ أن الكثير من اللاجئين، كبار في السن ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويرى لاجئون أن اعتماد المشي مسافة 5 – 6 كيلو متر ومن 1-2 -3 كيلو متر يومياً، هو أمر مجهد، لكل القاطنين في المخيم، خصوصاً مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة في المخيم، ورداءة الطقس السائد فيه وتصاعد الغبار، الأمر الذي دفع الأهالي للبحث عن طرق بديلة لاستمرار الحياة، فجاءت الدراجات الهوائية التي بدأت تغزو الزعتري، وتحديداً بعد أن وزعت هولندا دراجات هوائية خلال زيارتها للمخيم على عدد من قاطنيه.
شريف الحريري لاجئ يقيم في الزعتري منذ سنتين ونصف يقول لـ»زيتون»: «صار لي مقيماً في هذا المخيم ما يقارب السنتين والنصف، الأوضاع هنا صعبة للغاية، الإشكاليات التي تصادف اللاجئ السوري فيه لا يتسع الوقت لذكرها ومن أهمها التنقل».
ويضيف: «الزعتري يقع في منطقة أخذ منها اسمه هي مدينة أردنية تسمى (الزعتري)، ويعادل عدد سكان المخيم عدد سكان تلك المدينة أكثر من 8 أضعاف، ومع ذلك إذا مرض لديك إنسان أو حصل مكروه لا قدر الله، أو كان عندك مراجعة للطبيب، فلن تستطيع الوصول لمبتغاك إلا على قدميك، أو أن تطلب الإسعاف في الحالات المرضية دون أن يأتي إلا بعد ساعة أو ساعتين، فكانت الدراجات حل متاح وبسيط أمام الناس للخروج من هذه الحالة التي وقعوا بها».
ويتابع: «هذه الدراجات غالبيتها تم توزيعها على اللاجئين من قبل دولة هولندا، حيث قدمت نحو 500 دراجة هوائية بهدف التخفيف من مشكلات النقل في المخيم، بعد شكاوي الأهالي المتكررة عن هذا الموضوع ورغبتهم في الحصول على وسائط نقل ضمن الرقعة الشاسعة من الصحراء الممتد عليها الزعتري بقطاعاته كافة».
الطفلة غصون نعيمي، لاجئة من درعا عمرها 12 عاماً، تقود الدراجة الهوائية إلى المدرسة، تقول بدورها: «مخيم الزعتري ليس صغير كما تعتقد الناس التي لم تأتي إليه، إنه بحجم مدينة كبيرة، وأنا أذهب كل يوم من بيتنا إلى المدرسة والمسافة التي تفصل بينهما لا تقل عن 3 كيلومترات.. هذا صعب جداً علي أن أمشيه على قدمي وسط الأجواء الحارة في الصيف والبادرة جداً في الشتاء».
كما يرى أبو خالد ديري، من درعا، وهو مقيم في المخيم منذ 3 سنوات أنه «من غير المقبول التعامل مع اللاجئين بطريقة الطلب منهم أن يمضوا حياتهم وهم يتنقلون على أقدامهم في المخيم، نظراً لوجود فئة غالبة في الزعتري من كبار السن والأطفال والنساء، ناهيك عن أن طبيعة المخيم غير ملائم البتة، وذلك لارتفاع درجة الحرارة المترافقة مع بيئة صحراوية جافة وعواصف غبارية تعصف باللاجئين بين الحين والآخر».
ويضيف: «طالبنا المفوضية والجهات المحلية أكثر من مرة بتوفير، ولو باص واحد لنا، يسهل حركة اللاجئين ضمن قطاعات المخيم، لكن ذلك كان يقابل بالرفض في كل مرة نتيجة أسباب لا نعرفها، فاضطر بعض الناس لشراء دراجات هوائية، وقدمت هولندا بعض منها على سبيل التبرع، وهو أمر حيوي برأيي لكون الدراجات أصبحت ضرورية هنا، ليس فقط لأنها توفر الفرصة للاجئين لركوبها والتنقل، وإنما أيضاً لتيسر الناس أمورها، وقبل هذا وذاك لأننا أساساً لا بديل آخر لنا».

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*