استراتيجية تقدم قوات النظام في باشكوي

باشكوي

في ليل الثلاثاء 17 شباط وبعد تحضيرات استمرت أياما طويلة، قامت قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي لواء القدس الفلسطيني ومقاتلين من حزب الله اللبناني ومليشيات موالية لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، باقتحام قريتي باشكوي ودوير الزيتون، وصولا الى بلدة رتيان ومن ثم الى قرية حردتنين، مستغلة سوء الأحوال الجوية، لتقوم بعدها الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين من استرجاع بعض تلك المناطق بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وسط وقوع خسائر بشرية كبيرة بين الطرفين، الى أن قوات النظام حافظت على قريتي باشكوي ودوير الزيتون، الهامتين لقوات النظام الساعية لأطباق الحصار على مدينة حلب، وفتح خطوط إمداد الى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ عامين ونصف.

بعد التقدم الكبير لقوات النظام الى تلك المناطق الهامة والقريبة من بلدتي نبل والزهراء، استطاعت فيها قوات النظام من قطع طريق حلب – إعزاز، بالإضافة لدخول عدد من عناصرها من دخول بلدتي نبل والزهراء، وسط تخبط في صفوف الجيش الحر والكتائب المقاتلة، التي استطاعت بعد تنظيم صفوفها استعادة السيطرة على بلدة رتيان بعد قتل وأسر عدد من قوات النظام، لتقوم فيما بعد بمحاصرة قوات النظام في قرية حردتنين، الذين قتل عدد منهم أثناء محاولتهم الانسحاب باتجاه قرية باشكوي.

أدت المعارك الى استشهاد ما لا يقل عن 160 مقاتلا من الجيش الحر والكتائب المقاتلة معه، لأضافه وأسر عددا منهم أثناء سيطرت  قوات النظام على قرية دوير الزيتون، في حين سقط مالا يقل عن 160 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، جثث 62 منهم لدى الجيش الحر والكتائب المقاتلة، بالإضافة لوقوع 52 عنصرا أخر بالأسر على يد الجيش الحر والكتائب المقاتلة، معظمهم من أبناء مدينة حلب، في حين ارتكبت قوات النظام مجزرة بحق 13 مقاتلا من الجيش الحر مع عائلاتهم كانوا في منازلهم في قرية رتيان أثناء تسلل  قوات النظام والمسلحين الموالين لها للبلدة.

قوات النظام اعتمدت في هجومها الأخير على السيطرة على أقرب منطقة قريبة من نقاط تمركزها الأساسي في قرية حندرات، حيث قامت بدفع عدد كبير من قواتها باتجاه رتيان حردتنين، في محاولة لإشغال الجيش الحر والكتائب المقاتلة، لتقوم بعملية التدعيم وبناء السواتر في قرية باشكوي والتمركز بها بشكل قوي، حيث اعتمدت قوات النظام على هذه الإستراتيجية في هجومها السابق على قرية حندرات، حين قامت في ذلك الحين بالزج بأعداد كبيرة من قواتها لإرباك الجيش الحر والكتائب المقاتلة بينما كانت تقوم بالتمركز في القرية وبناء سواتر للقوات والآليات بدون أي ضغوطات.

النظام وعلى عكس ما روج إعلاميا بأنه خسر هذه المعركة، إلا أنه خرج منتصرا بالحفاظ على قريتي باشكوي ودوير الزيتون، فالأخيرة تؤمن خطوط خلفية قوية وطويلة للاقتحام أكثر بعمق الريف الشمالي باتجاه الغرب، والأولى تضعه بمنطقة مرتفعة قرب قرية من مرتفع تل مصيبين المهم الذي إن نجحت قوات النظام  من الوصول إليه والسيطرة عليه مستقبلا، تكون قد نجحت عسكريا بأمرين مهمين:

أولا: سيطرتها على التل ستساعد عناصرها من الوصول لبلدتي نبل والزهراء.

ثانيا: لقطع طريق الإمداد عن الجيش الحر داخل مدينة حلب، من خلال رصد طريق الكاستيلو نيرانيا.

تل مصيبين يقع غرب مدينة حريتان وشمال طريق الكاستيلو، فيما يحده جنوبا بلدة بيانون القريبة من بلدتي نبل والزهراء، واللتان يعتبر الوصول إليهما هو أحد أهم أهداف الحملة العسكرية.

خالد الزعيم