رمضان ضيف ساخن على جبهات حلب

12583687_606340926181243_1498731154_n

زيتون – محمد علاء 

مع انهيار الهدنة المتفق عليها بين روسيا وأمريكا، شهدت مدينة حلب وريفها طوال الأيام الفائتة غلياناً في جبهات القتال المتعددة، فقد قامت طائرات روسية وسورية بارتكاب مجازر عدة، إضافة لثلاث مجازر نفذتها طائرات التحالف الدولي.
حصار 300 ألف مدني في منبج بدعم من طائرات التحالف
وتتصدر مدينة منبج شرقي حلب الأحداث، فقد بدأت ميليشيا «سوريا الديمقراطية» هجوماً عنيفاً عليها، وذلك من عدة محاور في الثاني من الشهر الجاري، بدعم أمريكي سياسياً وعسكرياً، والذي برز في إنزال عشرات الجنود الأمريكيين بعتادهم إلى أرض المعركة، لقي اثنان منهم مصرعهما بضربات نفذتها داعش على خطوط خلفية كانوا يتواجدون فيها، وسط تكتم أمريكي.
وتمكنت تلك القوات من العبور إلى الضفة الغربية للفرات، بعدما أشرفت قوات أمريكية على بناء جسر مائي يسهل عليها ذلك، بعد أن كان التحالف قد دمر جميع الجسور في المنطقة منذ عام تقريباً، لتبدأ بعدها الطائرات الأمريكية قصفاً تمهيدياً مكثفاً أمام ميليشيا «قوات سوريا»، ما أجبر داعش على الانسحاب لداخل مدينة منبج، ثم لتفرض الميليشيات الكردية طوقاً على المدينة من أربعة جهات، وتمنع أكثر من 300 ألف مدني من الدخول والخروج.
أدى القصف الأمريكي المكثف، لارتكاب ثلاث مجازر، خلال أسبوعين من بدء المعركة، خلفت أكثر من 40 شهيداً مدنياً في كل من (العسلية، والخطاف)، حسبما أفاد مراسلنا في ريف المحافظة، إضافة لمجزرة في قرية «عين قناة» راح ضحيتها 22 مدنياً بينهم أطفال ونساء.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان أن عدد المدنيين الذين سقطوا خلال معركة منبج 35% من مجموع القتلى ما يثير تساؤلات عن الجهة التي تزود طائرات التحالف بتلك الاحداثيات، وعن جدوى ارسال تلك الطائرات لقصف منازل المدنيين وتحركاتهم.
اغتنام دبابة روسية في مواجهات مسلحة:
في شمال حلب، صدت فصائل الجيش الحر، يوم الاثنين 13 حزيران، هجوماً جديداً لقوات الأسد وميليشياتها على محور الملاح بعد معارك عنيفة بين الطرفين.
وحاولت الميليشيات الموالية التقدم من محوري حندرات وباشكوي إلى منطقة الملاح، المطلة على طريق الكاستيلو، في محاولات متكررة منها لإغلاق الطريق وفرض حصار على المناطق المحررة، والتي يقطن فيها حوالي 350 ألف مدني، حسب إحصائيات غير رسمية.
كما تمكن الجيش الحر من استدراج عدد من عناصر الأسد لنقاط في المنطقة، ليتم بعدها قصف تمركزاتهم، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى، قام بعدها «الحر» بالالتفاف على من تبقى منهم ومحاصرتهم في إحدى النقاط.
بدوره، نفذ الطيران الحربي والمروحي، طوال فترة المعركة وما بعدها، مئات الضربات الجوية على مناطق الاشتباكات، إلا أن ذلك لم يمكن قوت الأسد من التقدم أو الحفاظ على التقدم الذي أحرزته في بعض الأماكن.
وكان الجيش الحر قد اغتنم دبابة روسية نوع T-92 في منطقة الملاح، ليكون أول من يغنم هذا النوع من الدبابات الحديثة في مواجهات مسلحة، بعدما تمكن من تدمير ذات الدبابة وفي نفس المنطقة، مطلع العام الحالي.
فيما نعت حركة نور الدين زنكي، والتي تقوم بالعمليات العسكرية في المنطقة، يوم الاثنين الفائت القياديين (أحمد ناصيف ، وعبد الهادي عبد الوهاب) والذين قضيا في معارك المنطقة، وذلك في بيان لها على موقعها الالكتروني.
معارك كسر للعظم بريف حلب الجنوبي:
في ريف حلب الجنوبي، لا تزال قوات الأسد وميليشيات شيعية، تحاول إحراز أي تقدم على الأرض، من شأنه تعويض الخسائر الفادحة التي منيت بها منذ بدء جيش الفتح بتنفيذ هجمات مضادة على تمركزات لقوات الأسد في (العيس وخان طومان، حميرة، وزيتان، والقراصي)، تمكن الفتح من احراز تقدم له فيها.
وعلى الرغم من مساعدة الطيران الحربي الروسي، لقوات الأسد والمليشيات الموالية لها على الأرض، إلا انها مُنيت بخسائر كبيرة وفادحة، فضلاً عن تمكن جيش الفتح من أسر خمسة مقاتلين عراقيين من مقاتلي ميليشيا حركة النجباء العراقية، التي تساند قوات الأسد والقوات الإيرانية في المنطقة بشكل علني.
وتبقى جبهة الريف الجنوبي صامدة كالجبهة الشمالية، نتيجة للصف القوي في فصائل جيش الفتح، والتي أعادت هيكلة نفسها، بدون فصيل جند الأقصى، ويضم الفتح كلاً من “حركة أحرار الشام الإسلامية، جبهة النصرة، الحزب الإسلامي التركستاني، فيلق الشام، جيش السنة، لواء الحق، أجناد الشام”.
مدنياً.. المجازر والشهداء لا تنتهي:
يعيش أهالي حلب أيام رمضان الأولى، والحزن والخوف يعتصر قلوبهم، رمضان هذا العام أسوء من العام الماضي، فالطائرات الحربية الروسية والمروحية التابعة لقوات الأسد، لا تفارق سماءهم.
وفي سابقة اجرامية خطيرة قامت مؤخراً الطائرات المروحية بإلقاء خراطيم متفجرة على رؤوس المدنيين، وهو سلاح جديد يفوق بفتكه وإجرامه سلاح البراميل، وبحسب خبراء فإن هذا السلاح هو ابتكار روسي، من شأنه فتح ممرات امنة للعناصر في حقول الألغام في أرض المعارك.
ويرى مراقبون أن قوات الأسد لجأت لهذا السلاح البدائي بسبب تكلفته الرخيصة، فهو سلاح لا يتطلب أي توجيه، ويتم إلقاؤه من المروحيات على المناطق السكنية المكتظة، متسبباً بدمار كبير، محققاً بذلك استراتيجية الأسد في تعمد إحداث الدمار على أوسع نطاق، عملاً بمبدأ «الأرض المحروقة».

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*