بـ”الآَس” و”الدموع” يستقبلون العيد.. هنا سوريا

13620085_508325306025221_2215515257918686994_n

زيتون – أسامة عيسى

يستقبل السوريون، يوم غد الثلاثاء، أول أيام عيد الفطر السعيد للعام 2016م، في وقت يستمر فيه نزيف الدم المتواصل في البلاد، وترتفع يوماً بعد يوم الأرقام المتعلقة بضحايا الحرب، والذين يسجل غالبيتهم في جانب المدنيين.

ناشطون في المناطق المحررة أكدوا لـ”زيتون” أنها شهدت إقبالاً ضعيفاً على شراء الملابس وحلويات العيد، ونفسه الحال سجّل في مناطق سيطرة النظام، بالنسبة لفئة العوام البسطاء من السوريين، حيث عجز غالبيتهم عن توفير متطلبات العيد نتيجة الارتفاع الكبير بالأسعار، فيما أثقلت الأزمة وإرهاصاتها كاهل السوريين فتركت لديهم جروحاً أعيى العيد وفرحته أن تدوايها.

ولا يرى بعض السوريون في العيد القادم فرحة كبيرة، وتقول أم مهند، وهي نازحة في ريف درعا الشمالي الغربي، إن أبلغ همها الحالي هو أن تأمن رغيف خبز لأولادها الصغار الذين قضى والدهم في المعارك ضد “داعش” في منطقة حوض اليرموك، وتضيف “عن أي عيد وأي فرح يمكنني أن أتكلم، القلب يعتصر من شدة الألم، لا مكان فيه للفرح ولا للأمل حتى.. أملي الوحيد بالله فلا مجير إلا هو الآن..”.

ويؤكد زاهر محاسنة، وهو لاجىء سوري في تركيا، أن “العيد في فكرته يعني الفرح والبهجة والسرور، وهذه المعاني تتطلب توافر مقوماتها، ومن الطبيعي أن لا تراها متوفرة لدى شعب لا زال يعيش على مدار سنوات خمسة أزمة بل نكبة مستمرة حرقت البشر والحجر ودمر فيها رئيس مجرم متمرد على الأخلاق والقانون البلد فوق رؤوس ساكنيها”، ويردف متسائلاً: “أين العيد بين هذه المفاهيم..!!؟”.

ومثله يقول فراس مسالمة اللاجئ في الأردن، ويضيف: “أنا والدي استشهد في الحرب وأختي وبقينا أنا وأمي وأخواتي يعشن في سوريا.. أنا منذ أكثر من ثلاث أيام أحاول الاتصال بهن لكن لا أقدر، فقط لأن أمي تبكي وتريد الحديث معهن في فترة العيد.. أنا بالنسبة إلي لا أرى العيد ولا حتى أحس به”.

كما يعاني اللاجئون السوريون في دول أوروبا هم الآخرين مرارة البعد عن الأهل والحنين إلى الوطن، ما حول العيد لديهم إلى حزن عميق، بعدما اضطروا للجوء هرباً من أعمال القصف والحرب والدمار. وتقول “محاسن م.” إنها تحلم بالساعة التي تعود فيها إلى سوريا وإلى محافظتها حلب، وتردف: “معروفة ما هي أجواء الأعياد لدينا نحن السوريين والحلبيين على وجه التحديد، هذا لا يوجد شيء منه هنا، حتى قبر والدي البعيد عني حرمت أن أقرأ له الفاتحة كما كل عيد.. الألم يعتصر القلب وما باليد حيلة إلا البكاء ..”.

أما اللاجئ “أبو خالد الحمصي” الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي، من الرستن، فيقول إن له قسم من عائلته لا زالوا موجودين في تركيا، بينما يقيم هو في السويد بانتظار لم شملهم، وأكد أنه حاول السفر لتركيا، لكنه لم يستطع نتيجة اشتراط الأخيرة الفيزا على دخول السوريين إليها، ويضيف ” “مجرد السماع بخبر العيد أبكي في داخلي على أهلي وناسي وعلى أولادي وزوجتي، بعد أن كنا نفكر بالكماليات في بلادنا، أصبح كل تفكيرنا وهمنا في إنقاذ بلدنا والعودة إلى منازلنا وعندها يكون لكل شيء طعم فلا عيد بلا وطن وأهل وناس، لأن الموت أفضل من حياة كهذه التي نعيشها”.

وبين عيد مرير وآخر أمر، لا يزال الأمل معلقاً لدى عدد كبير من السوريين الذين يؤكدون باستمرار على أنهم سينتصرون لا محالة على ظالميهم، كما أنهم سينالون حريتهم المنشودة في بلادهم عاجلاً وليس أجلاً، كما يقول معاذ الأحمد النازح في غوطة ريف دمشق.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*