” عيد بأية حالٍ عدت يا عيد”

13589262_678779438936557_239392282_o

زيتون – مغوار التركماني

لا يزال السوريون في بلدان اللجوء يستقبلون عيدهم بغصة وحسرة ولسان حالهم يقول: ” عيدٌ بأية حال عدت يا عيد؟ “

أسامة 33 عاماً يؤكد أنه يقضي عيده الثاني وحيداً في “كامب ” اللجوء، ذلك لأن أمه وأباه العجوزين يقيمان في مصر، وأخوه الوحيد يقيم في ليبيا منذ عام 2011.

يقول أسامة: “في كل عيد لا تفارقني – وأهلي البعيدون عني – الغصة، ونجهش كلنا في البكاء لخوفنا من أن لا تجمعنا الأيام من جديد.

ويتابع: ” أكثر ما يحرق أنفاسي في كل عيد، دمعات أمي العجوز التي تدرك هي، وأدرك أنا، أنه ليس هناك متسع من العمر أمامها لتضمني إلى صدرها الحنون من جديد.

 في كل عيد أعود طفلاً يتيماً محروماً من حنان أمه، وابتسامة والده.

ويختم أسامة بقوله: ” حتى في الأعياد التي مرت علي داخل سوريا قبل أكثر من عامين لم أتمكن من رؤية أمي، ولا أبي ولا أي أحد….لقد كنت محاصراً في أحياء حمص القديمة منذ العام ” 2012 ” واضطررت للخروج مع المقاتلين المحاصرين حينها إلى الريف الشمالي بعد الصفقة المشهورة مع الإيرانيين عام ” 2014 ” قبل أن أتمكن من اللجوء – عبر تركيا – إلى ألمانيا.

كيف يقضي السوريون عيدهم في تركيا؟؟

أشرف – 40 عاماً –  يقيم مع زوجته وأطفاله الأربعة في تركيا.

 يحاول أشرف مقاومة دمعته التي خانته وهو يتحدث عن محاولاته في إقناع أطفاله بأن أخوالهم وأعمامهم وأقاربهم سيأتون لمعايدتهم في هذا العيد لا محالة، ويؤكد أنه يكرر هذه المقولة لأطفاله في كل عيد، ويعلم جيداً في قرارة نفسه أن وعوده لن تتحقق.

يقول أشرف: ” ليس لدي أي أقرباء هنا ولم أرَ أهلي وأقربائي منذ أربعة أعوام…ما يؤلمني أطفالي الذين يسألونني قبل كل عيد: “هل سيأتي أقاربنا إلينا ليحتفلوا معنا في العيد” ؟؟.. ” اشتقنا كثيراً لجدنا وجدتنا يا أبي “

ويختم أشرف بقوله: “أهلي في مصر وأهل زوجتي في سوريا، بينما أخوتي موزعون في دول اللجوء الأوربي، لا شيء يجمعنا في العيد سوى وسائل التواصل الاجتماعي، والبكاء الحار”.

ما هي أعداد السوريين المقيمين في الخارج؟؟

تُعدُّ تركيا البلد الأكثر إيواءً للاجئين السوريين عالمياً، حيث كان قد أكدوزير الغابات وشؤون المياه التركي والقيادي في حزب العدالة والتنمية”فيسيل إيروغلو”، – في الشهر الثاني من العام الجاري – أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا قد وصل إلى ثلاثة ملايين لاجيء.

 أما المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين – وفي تقرير لها في شهر أيلول من العام الماضي – كانت قد قدّرت عدد اللاجئين السوريين في تركيا بمليوني لاجيء

 وفي لبنان”1113941 ” لاجيء، وفي الأردن “629245” لاجيء، وفي العراق قرابة الربع مليون لاجيء، و في مصر”132375″

المفوضية كانت قد تحدثت أيضاً عبر ممثلها”إدريان إدفاردس”في نهاية العام الماضي عن تجاوز عدد الذين ركبوا البحر باتجاه أوربا للمليون شخص.

في كل عيد جديد يطلُّ برأسه على السوريين المقيمين في بلدان اللجوء تزداد معاناة السوريين في هذه البلدان قياساً بالأعياد السابقة.

ولعل فرض الحكومة التركية لتأشيرة الدخول – منذ الثامن من كانون الثاني بداية العام الجاري – ضاعف من معاناة السوريين في عيدهم.

أمر حرم السوريين المقيمين على بعد أمتار قليلة من تركيا في الداخل السوري من رؤية أبنائهم وأهلهم داخل الحدود التركية، وحرم أيضاً المقيمين في بعض الدول الأخرى – رغم حيازتم لجواز السفر – من دخول الأراضي التركية في هذا العيد بسبب تعقيدات الفيزا.

و لهذا يستقبل السوريون عيدهم بدمعة تقول: ” عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ “

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*