بموسم وفير.. تين إدلب في طريقه للقطاف

095645_2009_06_21_10_11_56.image3

زيتون – رزق العبي

بدأت بلدات ريف إدلب، بقطاف التين قبل أيام، والذي يعتبر من أهم المواسم الزراعية في المحافظة، وهو من الفاكهة الرئيسية لكثير من شعوب العالم. وبعد صيف حار، باتت بلدات إدلب على موعد مع موسم التين، إذ يعتبر التين في معظم بلدات إدلب موسماً اقتصادياً رئيسياً يعود بمبالغ مالية جيدة على المزارعين والتجار.
نضوج التين
يبدأ المزارعون بالتحضير لموسم التين عن طريق العناية بالأشجار وزيارتها بشكل مستمر قبل أشهر من بدأ الموسم، وفي جولة على بعض حقول التين في منطقة معرة النعمان يقول الحاج أبو صبحي، والذي يملك مزارع للتين: في أرض التين يوجد شجرة كبيرة اسمها (التبة) ويقال لها في مناطق أخرى من إدلب (التوبة)، وهي ثمرة تماماً كما ثمرة التين لكنها تبقى خضراء اللون، وتنضج قبل موسم التين بأشهر، إذ نقوم بقطفها في الصباح الباكر، ونضع كل 20 حبة منها في خيط على شكل قلادة ونعلقها على أغصان شجرة التين.
ويتابع: في كل حبة من هذه الثمرة العشرات من الحشرات (البق) التي تقوم بالخروج من فوهة الحبة وتذهب لتلقح حبة التين في الغصن، وبذلك تصبح الحبة في طريق النضوج، وبعد شهر ونصف تصبح جاهزة للقطاف، ولكن هناك الكثير من المزارعين لا تحتوي أراضيهم على تلك الشجرة مما يدفعهم لشرائها من حقول أخرى، ففي محافظة إدلب تعتبر بلدة كفرجالس من البلدات التي تكثر فيها تلك الشجرة، فيقومون بقطفها وبيعها في أسواق إدلب ليتم تلقيح التين بها، حيث تباع كل 100 حبة منها بـ 1200 ليرة سورية، والكل يقوم بشرائها لزيادة محصولهم من التين.
وبعد عملية التلقيح التي تقوم بها (التبة) لثمرة التين يبدأ التين بالنضج، وللتين عدة أنواع في محافظة إدلب، منه الأبيض وهو التين الذي يباع وسعره غالي جداً، والأسود والأحمر والأخضر، وهناك الكثير من الأنواع التي تعود تسميتها نسبة للمناطق (كرسعاوي نسبة لقرية كرسعة، والحيشاوي نسبة لبلدة حيش) وهنالك أنواع تستخدم كفاكهة للضيوف قبل أن تجفف.
وعن عملية القطاف يقول الحاج هاشم دندوش: نذهب في الصباح الباكر وأول ما نبدأ به هز وتحريك أغصان الشجر، ليتساقط على الأرض فقط القرص اليابس، وهو الجاهز للقطاف، وبعد جمع ما أمكننا من القطاف لنذهب لشجرة ذات طعم طيب ونقطف تيناً أخضر لنقدمه للضيوف في السهرات، والتين الأبيض لا يتم قطافه إلا بعد أن يصبح تيناً جافاً يابساً، لأن سعره مرتفع جداً وهو مجفف، ويجمع الأهالي التين في سلل وأكياس وعاب خاصة ثم يوضع في المنزل ليجفف تماماً بعد تعرضه للشمس، قبل أن يطرح في السوق لبيعه.
تصدير التين
قبل سنوات كانت تعتبر مصر والسعودية وروسيا من الدول التي تشتري تين إدلب، ومع ازدياد وتيرة العنف في مختلف عموم سورية بات التسويق صعباً، عن هذا يقول فاتح الموسى، وهو تاجر تين: قبل سنوات كنا نشتري التين من الأهالي ثم نصدره إلى دول مختلفة كمصر والسعودية وغيرها، أما اليوم لعدم قدرتنا على المرور في مناطق النظام تعتبر فقط تركيا فقط المنفذ الوحيد، وتقوم هي بتصديره للعالم، عدا عن أن بعض التجار السوريين افتتحوا مكاتب لهم في مدن تركية مختلفة لتسويق وشراء التين من الداخل وتصديره إلى دول العالم.
وقياساً بالمواسم السابقة فقد ارتفع سعر الكيلو غرام الواحد من التين ليصل لأول مرة إلى 1300 ليرة سورية للكيلو الواحد، وتتراوح الأسعار ما بين 300 لتصل لـ 1300 حسب الجودة.
وحسب آخر إحصائية لمديرية الزراعة في إدلب التابعة لنظام الأسد قدر عدد أشجار التين في المحافظة بـحوالي (850000 شجرة)، والمثمر منها (837000)، وهي تتوزع على مساحةٍ تبلغ (3733 هكتار)، ويصل انتاجها حوالي 250000 طن.
ورشات وفرص عمل:
يبدأ التجار في كل عام بافتتاح ورشات لتعليب التين، بعد تجفيفه، حيث يضعون كل نصف كيلو أو كيلو غرام في قالب، ملفوف بورقة حفظ شفاف، ليتم فيما بعد تصديره إلى بعض الدول.
وتعمل في هذه الورشات في أغلب الأحيان، نساء معيلات لأسرهن، وهنا تقول «أم أحمد» وهي تعمل في تلك المهنة منذ سنوات: في كل عام أعمل في الورشة منذ الصباح حتى المساء، ونجتمع كلنا تقريب الـ 50 امرأة، ونبدأ بتغليف التين ووضعه في أكياس، وعلب، ليتم تصديره، وهي تؤمّن لنا دخلاً في كل عام، خصوصاً وأن جميع النساء اللاتي يعملن في هذه المهنة يعلن أولادهن.
وتنتشر أغلب تلك الورشات في مدينة أريحا، ومعرة النعمان، وكفرنبل، إلا أن أريحا تعتبر أهم أسواق إدلب للتين، لأنها منفذ إلى دول العالم عن طريق تجارها المعروفين بهذه المهنة منذ سنوات.
يذكر أن تين إدلب لا يقبل المبيدات، ويزرع أغلبه بعلاً، ويستخدم نوع منه كعلف للحيوانات نظراً لرداءته.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*