ارفع علم ثورتك.. حرب الرايات تستعر في حلب

^942EAC8E02C4DC4D3142D42C488CAEBDFAE86A588884EA59F8^pimgpsh_thumbnail_win_distr

ممارسات انصار الخلافة ضد علم الثورة في حي بستان القصر

للأسبوع الثاني على التوالي، خرج عدد من منتسبي حزب التحرير وبمشاركة عدة فصائل إسلامية مقاتلة،بمظاهرة تطالب بإقامة «خلافة إسلامية» في مدينة حلب، وجابت هذه المظاهرة عدد من الأحياء، وحاولت دخول حي صلاح الدين، لكن مجلس ثوار الحي منع المظاهرة من الدخول لأسباب أمنية، لتتوجه المظاهرة الى حي بستان القصر، والذي شهد بدوره مشادات بين متظاهرين ممن كانوا ضمن مظاهرة الصالحين ونشطاء كانوا قد نظموا مظاهرة في بستان القصر، ليقوم عدد من المسلحين بسحب أعلام الثورة من مظاهرة بستان القصر، وتكفير المتظاهرين، وكان عدد من المقاتلين يرفعون رايات سوداء تشبه راية تنظيم الدولة و كتب بداخلها باللون الأبيض « جبهة النصرة تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام»، كما خرجت مظاهرة أخرى تطالب بالخلافة الإسلامية في حي الصاخور شرق حلب، وانفضت دون أي تصادم يذكر مع أي جهة ثورية، الأمر الذي أرجعه مراقبون الى هيمنة أصحاب التوجه الإسلامي على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، والتي شهدت سابقا ولادة تنظيم الدولة وعدد من الفصائل الإسلامية صاحبة الفكر الجهادي السلفي، بسبب الحاضنة الشعبية لهذا الفكر في المنطقة.

وشهد الأسبوع الفائت قيام مجموعة من منتسبي «حزب التحرير الفلسطيني» وبمشاركة مقاتلين ملثمين من فصائل إسلامية، بمنع خروج مظاهرة نظمها عدد من المواطنين في حي المرجة، بعد صلاة الجمعة يوم الجمعة 27 من الشهر الماضي، وصادروا لافتات وأعلام الثورة وقاموا بتمزيقها، كما قام ملثمون بسحب علم الثورة من أحد الناشطين بالقرب من ساحة حي المشهد، أثناء عودته من مظاهرة في حي صلاح الدين، وبحسب قول الناشط أن الملثمين قاموا أيضا بتمزيق صور الشهداء الذين تم لصقها من قبل جهات ثورية منذ مدة باحتفالية الثورة السورية.
يعيد ما حدث الى الأذهان أعمال تنظيم الدولة داعش في مدينة حلب وممارساته ضد ناشطي الثورة، حين كان يقوم بإخراج مظاهرات ترفع رايات خاصة به تحت حماية مقاتليه، الذين يقومون باعتقال كل من يحمل أعلام الثورة السورية.
مظاهرة تطالب بالخلافة في حلب تعتدي على علم الثورة
وخرج عشرات المواطنين ومنتسبي الحزب بمظاهرة، وبمشاركة عدد كبير من مقاتلي الكتائب الإسلامية في المنقطة، وجابت شوارع الحي وأحياء أخرى قريبة ثم اتجهت الى دوار جسر الحج قرب حي المشهد، وكان من اللافت وجود أشخاص يمتطون خيول ويحملون رايات ويتقدمون المظاهرة التي رفعت فيها رايات سوداء كتب عليها باللون الأبيض « لا اله إلا الله محمد رسول الله « ولافتات مناهضة لقيام دولة علمانية ديمقراطية، وهتف المتظاهرون في حينها مطالبين بإقامة دولة «خلافة إسلامية» مع أصوات أناشيد جهادية تنطلق من مكبرات صوت وضعت على سيارة، بالتزامن مع إطلاق رصاص كثيف من قبل مسلحي الفصائل المشاركة، الذين فتحوا نيران أسلحتهم على أعلام الثورة قرب دوار جسر الحج، والتي لم يستطع المتظاهرون إنزالها بسبب ارتفاعها الشاهق.
الأعلام وصور الشهداء التي مزقت مؤخراً تم تعليقها ولصقها من قبل نشطاء ضمن فعالية أطلق عليها «ارفع علم ثورتك» أقيمت قبيل العيد الرابع للثورة ولم يرق لمنتسبي حزب التحرير هذا الأمر فقاموا بدورهم بتعليق 3000 راية سوداء في عدة أحياء شرق حلب، ما اعتبره الناشطون عملا استفزازيا، جاء ردا على فعالية ارفع علم ثورتك.
علم الثورة انتهى زمانه، ويجب التوحد تحت راية رسول الله
«علي» وهو أحد المشاركين في المظاهرة المطالبة بدولة الخلافة قال لصحيفة زيتون أنها من تنظيم حركة أحرار الشام وجبهة أنصار الدين ومجلس شورى حي المرجة، ونفى أن يكون حزب التحرير هو منظم المظاهرة، واتهم منتسبي الحزب بنسب المظاهرة والمتظاهرين لهم. وفيما يتعلق بالتجاوزات وإطلاق الرصاص وحرق علم الثورة قال علي:
المظاهرة خرجت بأعداد ضخمة ومن الصعب ضبطها، وما حصل من اعتداء على ناشط كان يحمل علم الثورة في حي المشهد، وإنزال أعلام الثورة وحرقها، ماهي الا تصرفات فردية من قبل أشخاص كانوا مشاركين في المظاهرة، وان المظاهرة خرجت فقط للمطالبة بتحكيم شرع الله وإقامة دولة إسلامية قوية وصادقة، ليس كدولة تنظيم الدولة في شرق سوريا.
وأردف علي قائلاً:
إن أعلام الثورة لم يعد يرفعها أحد من الفصائل المقاتلة على الأرض، ومعظم الفصائل ترفع «راية لا إله إلا الله» وان علم الثورة انتهى زمانه، وكان هو علم لنا لفترة معينة، قمنا برفعه عن حسن نية دون أن نعلم انه «علم الانتداب الفرنسي»، ويجب على الكل أن يتوحد ويرفع هذه الراية التي هي راية رسول الله.
المظاهرة التي طالبت بالخلافة هي لزرع الفتن في حلب
من جهته أعرب «محمد» وهو ناشط مدني من حلب لزيتون عن استيائه الشديد من التجاوزات التي قام بها المتظاهرون، وحمل مسؤولية هذه التجاوزات لمقاتلي الفصائل المشاركة المتواجدين معهم، ولقيادات الفصائل، وان التعبير عن الرأي شيء، وحرق الأعلام والتخريب والشتم والتكفير شيء آخر، كما اتهم المتظاهرين بالتهور والمغامرة قائلا:
لو كان عناصر الجيش الحر عند دوار جسر الحج «قليلي عقل» و انقادوا للاستفزازات وأطلقوا النار عليهم عند محاولة إنزال علم الثورة، لحدث ما لا يحمد عقباه، ولكان موعدا لإشعال فتنة جديدة في حلب نحن بغنى عنها خاصة في هذه المرحلة الصعبة من زمن الثورة في المدينة، وعلى من يطبع 3000 راية لتعلق في أحياء حلب تعبيرا منه عن حب الإسلام، فليذهب ويتبرع بتكلفتها للفقراء والمحتاجين في مدينة حلب.
وتساءل «محمد» هل يرضي الله ورسوله أن يتم صرف هذه الأموال (تكلفة طبع 3000 راية) للفقراء والنازحين في المخيمات أم في تحريك الفتنة في الشارع الحلبي.
النصرة تطلق النار على متظاهرين طالبوا بخروجها من مارع
من جهة أخرى خرجت مظاهرة في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، طالبت الفصائل العسكرية بنقل مقراتها خارج المدينة لتجنب القصف من قبل تنظيم الدولة قوات النظام، وتوجهت المظاهرة الى عدة مقرات في المدينة قبل أن تصل الى مقر لجبهة النصرة، وحاول البعض من المتظاهرين اقتحام المقر، لكن عاجلهم مقاتلي النصرة بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريق المظاهرة، ومن ثم إطلاق النار على البعض منهم بشكل مباشر، ما أدى لأصابه أحد المتظاهرين بجراح، نقل على أثرها الى المشفى الميداني في المدينة.
يذكر أن أول دخول لفصيل إسلامي الى مدينة مارع كان في بداية العام الجاري عندما قامت قوة رد المظالم، التي أسستها جبهة النصرة، بدخول المدينة من أجل توقيف الفاسدين حسب تعبيرها، ولتتمركز بعدها داخل المدينة بعد طرد وملاحقة عناصر الجيش الحر فيها، بتهم الفساد.
يذكر أن حالة اعتداء بعض الجهات والمجموعات على علم الثورة ليست المرة الأولى في سوريا، حيث قام عناصر من أحرار الشام في يوم الثامن من شباط 2013 بإنزال علم الثورة و تمزيقه في مدينة سراقب بعد دخولهم الى المظاهرة ومحاولة إيقافها ومنعها من الإكمال، كما حاولت الاعتداء على المتظاهرين السلميين الذين ردوا على هذه التجاوزات و الاعتداءات بترديد شعارات الثورة السورية في الحرية و «الكرامة».
كما قام متظاهرون بإنزال علم الثورة من على سارية وسط دوار الحلوانية في حي طريق الباب شرق حلب في حزيران من عام 2013، وبحمايةمن مقاتلي تنظيم الدولة، الذين اعتقلوا عدد من الناشطين المتواجدين في المنطقة.
كما قام مقاتلي الهيئة الشرعية في حلب، بقمع مظاهرة في حي مساكن هنانو شرق حلب، واعتقال عدد من المتظاهرين وجلدهم، وتمزيق علم الثورة في شهر أيار 2013
لم يهدأ الجدل والخلاف بين اطراف الثوار من مطالبين بدولة مدنية وبين اطراف اخرى تتطالب بخلافة ودولة اسلامية وعليه فهناك من يرى عدم جواز رفع علم الثورة، ووجوب رفع الراية السوداء المكتوب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ووصل إلى حد الافتراق بين من يرفع علم الثورة ومن يعارضه.
معظم الناشطين يقولون ان علم الثورة هو الاساس الذي مكن جميع الكتائب من الوجود و الذي ابتدأت به الثورة ألا وهو علم الاستقلال وله رمزية ثورية خاصة، وهذا ما يرفضه الطرف الأخر، الذين يقومون بأساليب انتقامية للتعبير عن هذا الرفض، بالتهديد والوعيد لحامل علم الثورة، بالإضافة لتكفير كل من يحمل علم الثورة أو يقاتل تحت رايته، رغم صدور فتوى من قبل هيئة الشام الإسلامية، التي قالت فيها:
أن العلم الذي يرفعه الثوار (علم الاستقلال) ليس فيه ما يخالف الشرع، والهدف منه معروف ومشروع، وهو علم مؤقت لهذه المرحلة من تاريخ سوريا؛ لذا فإننا لا نرى الاختلاف حوله، أو مخالفته.

محمد علاء