من المستفيد من تدهور الليرة وغلاء الأسعار؟

3aae25b579bffef9e70b45c2

زيتون – مغوار التركماني

ليس الحصار والقصف فقط من يستهدف السوريين وحياتهم، فشبح الأسعار وسط تدهور الليرة السورية يخيم أيضاً على حياة السوريين، ويشدُّ حبل الخناق حول عنقهم بغض النظر إن كانوا يعيشون في المناطق المحررة، أو إن كانوا يعيشون في مناطق سيطرة قوات الأسد.
ترى خديجة 25 سنة شابة سورية تقيم في إدلب،أن الحياة باتت مثيرة لحزنها، أمام قلة حيلة زوجها الذي يعاني الأمرين لتأمين لقيمات العيش المتواضعة
تقول خديجة: لقد بات سعر كيلو غرام واحد من لبن الغنم يساوي 500 ليرة سورية، وبذلك سيكلفني غداء مكون من سلطة الخضار فقط ما يقارب الـ 1000 ليرة، فكيلو البندورة بـ 150 ليرة، والخيار بـ 150 وباقة المقدونس بـ 50و كيلو زيت الزيتون أكثر من 1500 فما بالكم بالفطور حيث أصبع سعر كيلو الجبنة بـ 1000 ليرة وصحن البيض بـ 1000 ليرة أيضاً.
وتؤكد خديجة أن اللحوم لا تدخل بيتها إلا في المناسبات أو الأعياد، فقد بلغ كيلو غرام صدر الفروج 2000 ليرة وكيلو لحمة الغنم 3500، أما الحلويات فهي لا تزورنا أبداً بعد أن وصل سعر كيلو الغرام الواحد من الحلويات المشكلة بالفستق الحلبي لــ 5000 ليرة سورية.
ولأسعار الثياب حكاية أخرى، تقول ابتسام: بتنا لا نشتريها إلا مرة واحدة في السنةحيث بلغ سعر الإشارب 2500 ليرة، أما المانطو النسائي فهو يتجاوز 20000 ليرة سورية.
وتتابع: لم نتحدث عن الأحذية التي تجاوزت 5000 ليرة ولا عن فساتين السهرة التي كانت تستخدمها النساء في الزيارات النسائية، فلقد بلغ سعر الفستان الواحد ما بين 15000 إلى 25000 ليرة، ولم نتحدث عن أسعار الوكالات حيث تقدر أسعارها بثلاثة أو أربعة أضعاف أسعار الأسواق الشعبية.
وتختم ابتسام بالقول: الأسواق باتت شبحاً مخيفاً بأسعارها، وكل بائع يبيع على هواه، والناس في الفترة الأخيرة أصبحت تعيش بين الأشجار خوفاً من القصف والنظام يتلذذ بعذاباتنا ليس فقط من خلال استهدافنا بطائراته، بل من خلال تلاعبه بسعر صرف الليرة أيضاً، وإبقائه على رواتب ضعيفة للموظفين لا تتجاوز 30000 ليرة سورية أي 60 دولاراً تقريباً.
أسعار المواد الأساسية في مناطق سيطرة النظام:
ليست حال السوريين القابعين تحت سيطرة قوات الأسدأفضلاقتصادياً من الذين يعيشون في المناطق المحررة، فجنون الأسعار واحد، وقيمة الليرة سيان في فقدان قوتها الشرائية
سعيد 40 عاماً بائع خضار في أحد محال سوق باب سريجة في دمشق يؤكد تراجع الحركة التجارية في السوق.
يقول سعيد: لقد قفزت الأسعار بشكل جنوني بعد تدهور الليرة السورية وأصبح السوريون لا يقبلون إلا على شراء المواد الأساسية والضرورية، بسبب عجزهم أمام غلاء هذه الأسعار
ويمكننا أن نضرب سعر كل مادة قبل بداية الثورة السورية بـ 10 أضعافوهذه الأسعار اليوم خير دليل على ذلك:
فالليمون المحلي بـ/500/ ليرةسورية،والليمون اللبناني /950/، والبطاطا /125/،والفليفلة /60-90/،والخيار /175-225/،والبصل /100/،والبندورة /60-85/ ليرة سورية. أسعار اللحوم فباتت خيالية وتعتبر من الرفاهية المطلقة بالنسبة للسوريين
والفروج النيء بــ 975 ليرة،والدبوس 1100 ليرة،والوردة 1200 ليرة والكستا 1300 ليرة والشرحات «أي صدر الفروج» بــ 1700 ليرة

ويختم سعيد: حتى المواد الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها أصبحت حلماً للسوريين
فحليب النيدو 900غرام بسعر 2970 ليرة
أما رز فروستي المصري بــ « 465 « ليرة،و رز الريف المصري 495 ليرة، و رز سيدي هشام الإسباني 540 ليرة.
من المستفيد الأول من تدهور الليرة السورية؟؟
لابد أن قوة الدول تقاس بقوة اقتصادها وهذا ما رآه المحلل السياسي جواد أسود، يقول جواد: إن سقوط أي دولة يكون بسقوط قيمة عملتها، ولعل الحروب الحديثة تعتمد على انهيار اقتصاد الدول المستهدفة، ولذلك فإن لدول الاتحاد الأوربي دوراً في ذلك من أجل الضغط على نظام الأسد لإجباره على عدم إفراطه في استخدام القوة ضد شعبه منذ بداية الإحتجاجات في سورية.

فيما يقول المحلل الإقتصادي محمد ساروتي: رغم تدهور الليرة السورية فإن المستفيد الأول من ذلك هو النظام السوري الذي بات يدفع 25000 ليرة سورية كمعدل وسطي لموظفيه أي ما يعادل 50دولاراً
ومن جانب آخر، يتابع الساروتي: فإن النظام يتلقى مساعداته من روسيا وإيران بالدولار، ولن يتغير شيء عليه بل على العكس، فإن كثيراً من السوريين أصبحوا يترحمون على الحياة قبل 2011 وهذا هدف النظام الأوحد، وخصوصاً أنه سيكسب المزيد من فئة: «والله كنا عايشين».

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*