المعلمون السوريون في تركيا و القرارات الجديدة ضعف بالأجور.. وشهادات مزورة

%d8%aa%d9%86%d8%b2%d9%8a%d9%84

زيتون – مغوار التركماني 

يخضع المعلمون السوريون المقيمون في تركيا لدورة في وسائل التعليم الحديثة أعدتها التربية التركية، وتهدف الدورة لفرز المدرسين، إذ يندرج في هذه الدورة المدرسون الذين يدرّسون حالياً في المدارس السورية المؤقتة، والمدرسون المسجلون في التربية التركية وينتظرون فرزهم في هذه المدارس، و سيخضع المدرسون في نهاية الدورة لامتحان مؤتمت وينبغي أن يحصل المدرس على 45 درجة من أصل 100 ليتم تعيينه إن كان غير معيّن، ويتم استبعاد المدرسين المعينين الذين لن يتمكنوا من اجتياز هذا الاختبار.

أهداف التربية التركية من هذه الدورة
تهدف التربية التركية من هذه الدورة إلى كشف المدرسين الذين لا يمتلكون كفاءات علمية أو خبرات حقيقية في هذا المجال، ولقد كثرت في تركيا الشهادات المزورة من قبل بعض الأشخاص ضعاف النفوس.
وفي هذا المجال يقول المدرس حسن: «لقد كثرت في تركيا المكاتب المختصة بتزوير الشهادات الجامعية، و هناك عدد لا يستهان به من المدرسين الذين لا علاقة لهم بالتدريس، بل إن معظمهم حاصل على الشهادة الثانوية فقط، والمؤلم في الأمر أن أصحاب الشهادات الحقيقين لا يحظون بفرصة عمل».
ويتابع: أتيت إلى تركيا منذ عام ونصف وأحمل شهادة جامعية في الأدب الإنكليزي ناهيك عن دبلوم التأهيل و التخصص، وقمت بوضع أوراقي في التربية التركية منذ عام ونيف على أمل أن يتصلوا بي في حال توفر أي شاغر لكن هذه الشواغر كانت محجوزة لأصحاب الواسطات ومعظم هؤلاء شهاداتهم مزورة.
و يضيف حسن: لقد تم كشف 70 مدرس في أورفا وحدها من المدرسين الذين يدرسون أطفالنا في المدارس المؤقتة بعدما تبين أن شهاداتهم مزورة إثر وشاية زملائهم بهم، و يقولون لك أن هذه الدورة ستشكف الشهادات المزورة، ولكن هذا الكلام غير واقعي أبداً، لأن الامتحان سيكون فقط في أساليب التعليم التربوية وفق منهاج وضعته الحكومة التركية، ويمكن لأي مدرس يحمل شهادة مزورة أن يحفظ هذا المنهاج الذي لا يتعدى 300 صفحة غيباً كالببغاء وقد يجتاز الاختبار.
ويختم حسن: كان ينبغي أن يكون الامتحان الكتابي في اختصاص المدرس إضافة إلى أسئلة متعلقة بالخبرة التدريسية والتربية، كما ينبغي أن يكون هناك امتحان شفهي، للتأكد من مصداقية الشهادة، ثم ألا يمكن للحكومة التركية أن تحصل على بيانات الشهادات الجامعية المقيدة في الجامعات السورية عبر وسيط أو بأي طريقة أخرى؟ أو حتى عبر سفارة النظام التي ما تزال تعمل على الأراضي التركية؟
بينما يرى محمد وهو مدرس لغة عربية أن الواسطات ستعود لتلعب دورها بعد هذه الدورة التي تقوم بها الحكومة التركية حالياً ويقول:
الأمر واضح وتستطيع التربية التركية اكتشاف المدرسين المزيفين والمتسترين وراء شهاداتهم المزورة بسهولة، ولكن الدورة برعاية اليونسف وكلفت ما يقارب المليون دولار تم تقديمها للحكومة التركية من أجل رفع كفاءة المدرسيين ليس إلا، ولا أعتقد أن هذه الدورة ستعطي أصحاب الشهادات الحقيقية حقهم في مزاولة مهنة التعليم في المدارس السورية المؤقتة.

مشاكل المدرسين المعينين
ليست حالة المدرسين السوريين المعينين في المدارس السورية المؤقتة أفضل من حال المدرسين غير المعينين، فهناك كثير من المشاكل التي يتعرضون لها يومياً.
خالد مدرس فيزياء يعمل في إحدى ثانويات غازي عنتاب التي تدرّس السوريين
يقول: إن أهم المشاكل التي نواجهها هي التمييز بين المدرس التركي والمدرس السوري، فالمدرس السوري يتقاضى 900 ليرة تركية، في حين يتقاضى المدرس التركي أكثر من ثلاثة آلاف ليرة تركية وسطياً، و يرتفع مرتبه أكثر من ذلك حسب سنوات الخدمة والشهادة.
ليس ذلك فحسب – يتابع خالد – : فالمدرس التركي مثبت وله الكثير من الحقوق، بينما نحن المدرسين السوريين فغير مثبتين، وفي حال صدور أي شكوى من أي أحد سيتم فصل المدرس فوراً و دون الرجوع إليه أو سماع وجهة نظره، و هذا ما حدث مع أحد زملائي بعيد ذهاب أحد طلابه الذين يتقنون اللغة التركية إلى التربية التركية وتقديمه شكوى على المدرس واتهامه بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان.
و يضيف: هنالك شاشات ذكية للعرض في كل قاعة صفية إلا أن المدير التركي يقوم بقفل هذه الشاشات لمنعنا من استخدامها بعد انتهاء دوام التلاميذ الأتراك، ناهيك عن أن دوامنا يؤثر على التلاميذ إذ نضطر للبدء من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى السابعة مساء

زيادة في رواتب المدرسين السوريين
لا شك أن السوريين في تركيا يعلمون أن المدرسين السوريين سمعوا عدة وعود من قبل، وأهمها تحسين ظروفهم المعيشية، من خلال احتساب الحد الأدنى للأجور وتطبيقها عليهم من خلال خضوعهم لقانون العمل التركي، ولكن هذا لم يحدث رسمياً حتى الآن.
وبهذا الخصوص يقولمدير العلاقات العامة ومسؤول التنسيق مع التربية التركية الأستاذ « حجي دادا»: لقد عقدنا عدة لقاءات سابقة مع المسؤولين الأتراك بهذا الخصوص، وكنا قد طالبنا بإطلاق الصفة الرسمية على جميع المدارس السورية المؤقتة، والتي تشرف عليها الحكومة التركية، وطالبنا كذلك بتفعيل القوانين التي تضمن حقوق المدرس السوري .
ويختم الدادا: سنجتمع بعد أيام قليلة مع وزارة التعليم الوطني التركي وسيكون الاجتماع بين وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة، ومستشار وزير التربية التركية المسؤول عن تعليم السوريين، وسنعود لنطالب بحقوق المدرسين السوريين وتحسين أوضاعهم و يمكنني أن أقول لجميع المدرسين السوريين هنالك قرارات مفرحة ستصدر قريباً.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*