حقوق الإنسان في سوريا.. بين الواقع والطموح

14232552_203757896707436_6355565159676771688_n

ثلاث اخوة استشهدوا في مجزرة ادلب

المصادر التي اطلعت عليها زيتون وتواصلت من خلالها مع عدد من المنظمات العاملة في هذا المجال أكدت جميعها أن الخطر لا زال يلف عملها الميداني لا سيما على صعيد تأمين الحماية لناشطيها، فضلاً عن الاستمرار في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا من قبل كل الأطراف، على الرغم من تأكيدها على أن النظام السوري فاز بحصة الأسد من تلك الانتهاكات، وهو ما أرجعته المصادر إلى غياب الإدراك والوعي الحقوقي لتلك المفاهيم منذ عقود مضت.

تحرير زيتون 

على الرغم من حجم الزخم الكبير من انتهاكات حقوق الإنسان التي تتالت في سوريا من مرحلة اندلاع الاحتجاجات في آذار/مارس 2011 وحتى تاريخه، لا زالت المعايير العامة الناظمة لتلك الحقوق تكاد تغيب على مستوى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وفي قسم من المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة على حد سواء، لا سيما إذا نظر إلى تلك الحقوق من مدلولها الشمولي، الذي يضمن للفرد حقه في الحياة والتملك والكرامة الشخصية فضلاً عن أمور أخرى سواها.

وإذا ما نظر إلى مجموع المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان والتي اتخذت من هذا المجال ميدانياُ لعملها واهتماماتها، فإن تحولاً واضحاً يبدو في خريطة معايير تلك الحقوق في سوريا فيما بعد الثورة بالمقارنة مع الحقبة السابقة لها، والتي كانت فيها البلاد تعيش في مرحلة مظلمة تكاد لا تظهر فيها للفرد حقوق بحكم نظام الحزب الواحد الذي أحكم قبضته على البلاد لعقود، فيما وعلى الرغم من ممارسة تلك المنظمات لأعمالها منذ قرابة خمس سنوات ووجود ناشطين لها ضمن الميدان السوري، إلا أن الصعوبات لا زالت تعترض طريقها بما يضمن لها سياسة الحياد عن مجريات الصراع للاهتمام بالإنسان فقط انطلاقاً من صفته هذه المجردة عن أية اعتبارات أخرى.

من جانب آخر تؤكد المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان على أن الإرهاصات القائمة في حقل العملي التوثيقي لن يكون من شأنها أن تثنيها على ممارسة عملها الذي تقول إنه الأسمى لجهة كوننها تناضل من خلالها في سبيل تحقيق الحد الأدنى على الأقل من حقوق الإنسان في خضم حالة الصراع المسلح الدائرة والتي ترتسم فيها خريطة الانتهاكات على مستوى سوريا ككل، مشيرة إلى أن الطموح لديها كبير للارتقاء بتلك الحقوق خلال المراحل القادمة، وصولاً إلى سوريا جديدة تسودها العدالة وحكم القانون القائم على المساواة بين الجميع.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*