“بي بي سي”.. انحياز إعلامي وبحث عن المصداقية

14322415_341729502836664_6211694608176390041_n

أثارت صورة مراسل قناة “بي بي سي” في سوريا “عساف عبود”، يشارك ضباطاً في قوات الأسد فرحتهم بالنصر، بعد انتهاء معركة حصار أحياء مدينة حلب الشرقية، سخط وامتعاض الكثيرين، ودليلٍ على انحياز القناة لطرف واحد في سوريا.
وجاءت صورة المراسل، عقب سلسلة من التقارير المغالطة والمنافية للواقع، أو الرافضة للاعتراف بمسؤولية نظام الأسد وقواته عنها، كانت قد عرضتها القناة على مدى أعوام من تغطيتها لمجريات الثورة السورية، مؤكدةً على انحيازها التام والمباشر لنظام الأسد.
وكانت القناة في وقت سابق، اعتذرت عن تقريرٍ مصوّر عرضته، وقالت فيه إن قوات المعارضة قتلت 44 مدنياً، في قصفٍ على مناطق خاضعة لسيطرة نظام الأسد، أرفقته بصورٍ لقصف من طيران الأسد والطيران الروسيّ على مناطق خاضعة لسيطرة قوات المعارضة، متهمةً إياها بارتكاب المجزرة في حين أثبتت الوقائع غير ذلك.
واتّبعت القناة في كثيرٍ من الأحيان، سياسة الكيل بمكيالين، في الوقت الذي تثير فيه ضجةً إعلامية حول حدثٍ من فعل “داعش” أو “النصرة” أو غيرها، تشير إلى ممارسات وانتهاكات نظام الأسد دون التطرّق إلى ذكر الجهة المسؤولة عن الحدث، مثل “مقتل 100 سوري في غارات على حلب”.
وكان البعض برّروا سياسة الانحياز التي تتبعها القناة، برغبتها في الوجود داخل سوريا حتى لو ضمن شروط نظام الأسد، في حين رفض متابعون وعاملون في المحطة هذا التبرير وهذه التجاوزات.
وأشاروا إلى حالاتٍ كثيرة تمّ فيها إنهاء تعاقد مع صحافيين أو مقدمي برامج على محطات عالمية تهتم بالمصداقية والمهنية، لمجرد أنهم أبدوا موقفاً تجاه طرف دون الآخر على حساباتهم الشخصية أو في تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا ولا زالت قناة “بي بي سي”، تقدّم نفسها على أنها محطة عالمية مستقلة ومتمايزة،على الرغم من سياستها الغير متّصفة بالحيادية أو المصداقية تجاه الوضع السوري، كما لم يشاهَد مراسلوها سوى في مناطق سيطرة نظام الأسد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*