“درع الفرات” واختبارات المرحلة

14463175_540129489511469_129815652038094151_n

يبدو أن حالة قوات درع الفرات التي تشكلت بدعم تركي مباشر وبمساندة العديد من الفصائل السورية المعارضة ليست في أفضل حالاتها بالتزامن مع فتوة تجربتها والانشقاقات المستمرة في صفوفها.

درع الفرات التي تشكلت بغطاء معلن هو قتال تنظيم داعش وميليشيا قوات سورية الديمقراطية في حرب واسعة النطاق شمالاً قد تطال ضم العديد من البلدات السورية المحاذية للحدود التركية، بما يشكل رأس حربة تركية تقطع الطريق أمام الأكراد للحصول على مساحة جغرافية متصلة تسمح لهم بقيام كيان كردي مستقل يهدد وحدة وسلامة الأراضي التركية من جهة، وبما يؤمن منطقة حدودية خالية من تواجد داعش نهائياً لحساب الفصائل المعارضة.

فتوى حركة أحرار الشام بجواز القتال مع قوات درع الفرات لاقتها فتوى معاكسة من النصرة تمنع هذا التحالف، وهو ما انعكس ميدانيا على أرض الواقع حيث أعلن لواء المهام الخاصة” التابع لـ “فرقة الحمزة ـ الجيش الحر”، أمس الجمعة، تعليق عمله في غرفة عمليات “درع الفرات” التي تقودها تركيا شمال حلب، بسبب وجود قوة تابعة للجيش الأمريكي في منطقة “حور كلس”، ليكون بذلك الفصيل الثالث الذي ينسحب من “العملية” بعد “لواء صقور الجبل” و“أحرار الشرقية” خلال أسبوع.

الوجود الأمريكي يلقى رفضا صارخا وهو ما عبرت عنه فصائل الجيش الحر في هتافاتها ضد القوات الأمريكية التي دخلت مدينة الراعي على الحدود التركية حيث وصلت التهديدات إلى المواجهات، ما دفع العناصر الأمريكية إلى المغادرة إلى الشريط الحدودي التركي.

وتشير المصادر إلى أن قوات درع الفرات باتت اليوم أمام امتحان صعب يطال وجودها بعد أن بدأت الفصائل المتحالفة معه تتراخى وتنسحب وهو ما أعطى المجال لقوات داعش بإعادة التقدم باتجاه جرابلس والسيطرة على العديد من القرى التي فقدتها خلال الـ72 ساعة الماضية خصوصاً.

معادلة جديدة ترتسم بالأفق وتيار الحراك المسلح في المحور الشمالي والشمالي الشرقي من سوريا يبدو مشوشاً، حيث التحالفات باتت معقدة، فيما تتقاطع المصالح الإيرانية والتركية والأمريكية والروسية وربما غيرها أيضاً بانتظار كل محور تحقيق فريقه اللاعب في الأرض نتائج مرضية له على صعيد البيدر السياسي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*