تأثير التدخل العسكري الروسي على درعا

3df5294f57

ابتعد التدخل الروسي عن مدن وبلدات محافظة درعا في بداية تدخله في سوريا بناءً على تفاهمات واتفاقيات دولية محدّدة تقضي بإقصاء الجنوب عن التدخل الروسي مؤقتاً، ليبدأ تأثيره على الجنوب بعد أكثر من شهرين.
وتجلّى تأثير التدخل الروسيّ بوضوح في 26 كانون الأول من العام الماضي، حيث ساهم الطيران الحربي الروسي في سيطرة قوات الأسد على مدينة “الشيخ مسكين” بريف درعا، بعد محاولاتٍ من قوات الأسد للسيطرة على المدينة لمدة 45 يوماً متواصلاً.
وشنّ الطيران الحربي الروسي على المدينة أكثر من 1300 غارة جوية، دمّر فيها كلّ شيء وحرق الأرض والشجر، لتدخل بعدها قوات الأسد والميليشيات المساندة لها.
وبعدها بأيامٍ قليلة، تمكنت قوات الأسد وميليشياتها من السيطرة على بلدة “عتمان” بريف درعا، بفضل الغطاء الجويّ الروسيّ، واستخدام روسيا حينها طائرات استطلاع حديثة لقصف وتحديد مواقع الثوار. ودخلت قوات برية روسية ومشّطت البلدة، ونشرت “روسيا اليوم” مقطعاً مصوّراً يتحدث فيه جنود روس عن أهمية السيطرة على البلدة وعلى مدينة الشيخ مسكين ودور القوات الروسية في ذلك النصر الذي حققته قوات الأسد.
وأكدت مصادر عسكرية عدّة آنذاك استخدام طيران استطلاع روسي حديث، يعطي إحداثيات دقيقة للطيران الحربي، ما تسبب بخسارة البلدة وانسحاب الثوار منها، بعد أربع سنوات من محاولات الاقتحام التي باءت بالفشل للنظام السوري.
كما تسبّبت الغارات الجوية الروسية بخروج مشافي ميدانية ومراكز طبية في المحافظة عن الخدمة، حيث استهدفت المقاتلات الروسية أكثر من 10 مستشفيات ميدانية هامة في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى تدهور القطاع الطبي في درعا بشكل كبير.
وتسبّبت الغارات الروسية أيضاً بتدهور التعليم وتعطيل المدارس لأيام طويلة خشية الاستهداف، وذلك بعد استهداف الطائرات الحربية الروسية لعدد كبير من المدارس.
واستهدفت الطائرات الحربية الروسية عدداً من الأسواق والمناطق الحيوية في المحافظة، وتسببت بسقوط شهداء وجرحى ودمار في الممتلكات والبنى التحتية.
وتجدر الإشارة إلى أن وطأة الغارات الجوية الروسية تدنّت بعد الهدنة التي بدأت في مساء السابع والعشرين من شباط الماضي، لتتوقف عقبها بشكل شبه نهائي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*