مقاتلو المعارضة يطرقون أبواب حلب الغربية

1513191_1027483350625158_4715576010451361917_n-660x330

سيطرت كتائب من الجيش الحر في غرفة علميات فتح حلب يوم الجمعة 3 تموز 2015 على مبنى البحوث العلمية غرب حلب، والذي كان النظام سابقاً يستخدمه لتطوير الأسلحة القديمة ومن أجل الأبحاث العسكرية، إلى أن حوله ثكنة عسكرية، تضم ما يقارب 500 مقاتل معظمهم من مقاتلي حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية الداعمة لقوات النظام، ويعد المبنى إحدى بوابات الغربية لمدينة حلب، وخط الدفاع الأول عنها والسيطرة عليه لها زمزيتها وبعدها المعنوي، يخفف قليلاً من هول الخسائر الكبيرة التي مني فيها الجيش الحر المشارك في غرفة عمليات أنصار الشريعة، التي أعلنت عن نفسها لتحرير مدينة حلب عموما وحي جمعية الزهراء شمال غرب حلب خصوصا.
عملية السيطرة على مبنى البحوث العملية لم تستمر أكثر من 24 ساعة، حيث تهاوت التحصينات التي وضعتها قوات النظام على أسوار المبنى، والذي يقع على بقعة جغرافية كبيرة ومرتفعة غرب حلب، كما كان لصواريخ تاو الأمريكية دوراً كبيراً في المعركة، حيث استطاعت الكتيبة المسؤولة عن هذه الصواريخ من تحييد السلاح الثقيل لقوات النظام، ودمرت له أكثر من أربع دبابات ومدفعين ورشاش ثقيل ورشاش متوسط بالإضافة لتدمير دبابتين ورشاش ثقيل كان النظام قد تمركز بهم في الحي الغربي من حي حلب الجديدة، ومن ثم بدأت بعدها مجموعات الاقتحام بالتقدم والدخول داخل أسوار المبنى، ودارت اشتباكات عنيفة استمرت لعدة ساعات داخل أسوار المركز، ترافق مع قصف جوي عنيف على المنطقة من قبل الطيران الحربي والمروحي، ومع إرادة الجيش الحر الثبات في المنطقة ومحاولة التقدم أكثر، وبسبب خسائر قوات النظام الكبيرة في العتاد والأرواح، أضطرت للانسحاب الى داخل حي حلب الجديدة، مخلفةً عدداً من الجثث و عنصرين أثنين تمكن الجيش الحر من أسرهما، كما غنم الجيش الحر عدداً من الصواريخ والمقذوفات للأسلحة الثقيلة، كانت قوات النظام كدستها لعناصرها لقصف حي الراشدين وبلدة المنصورة القريبات من المبنى، ولقصف الطرق الرئيسية بين الريف الجنوبي والغربي في محيط المنطقة.
و تضم الثكنة خمسة مبان محاطة بأرض زراعية مسورة على مساحة تقدر بكيلومتر مربع واحد، وتعد مركزا لتطوير وإنتاج القطع الحربية والتعديل على الأسلحة والآلات العسكرية، لكن قوات النظام حولتها -كما فعلت مع غيرها من المواقع- إلى ثكنة عسكرية تتجمع فيها قواته وعدد من الآليات الثقيلة، وتسهل السيطرة عليها من الوصول إلى حي حلب الجديدة الذي يعد أحد أهم الأحياء التي يسيطر عليها النظام ويتواجد فيه فرع الأمن العسكري وعدد كبير من النقاط والحواجز العسكرية ويقطنه الكثير من قادة النظام العسكريين، ويفتح الطريق أمام الثوار بالوصول إلى المتحلق الغربي وفصل حي الحمدانية عن مركز المدينة، الأمر الذي جعل النظام يدافع عن المنطقة بشراسة وقصف المنقطة بأكثر من 100 برميل متفجر وعشرات الصواريخ أرض – أرض وأكثر من 100 غارة من الطيران الحربي، دون أن ينجح بالحفاظ عليها.
كما شنت قوات النظام عدة محاولات لاستعاد السيطرة على المنطقة، لكن الجيش الحر وقف سداً منيعاً بوجه هذ المحاولات، رغم القصف العنيف على تمركزات الجيش الحر، تخللها قصف بالبراميل المتفجرة التي تحوي غاز الكلور السام، ما أدى لوقوع عدد من حالات الاختناق بين مقاتلي الجيش الحر، الذي كانوا قد جهزوا مسبقاً الأقنعة الواقية، بعد وصول معلومات استخباراتية عن نية النظام استخدام غاز الكلور لدعم قواته على الأرض، ما جعل هذه القوات تتقدم بقوة كبيرة لتقع بكمين محكم لكتائب الجيش الحر، ما أدى لمقتل وجرح معظم عناصر مجموعات الاقتحام التي أرسلها النظام.
الإعلان عن أنصار الشريعة لتحرير حلب، وتوقف معركتها بعد ساعات
من جهة أخرى أعلن يوم الخميس 2 تموز 2015 ثلاثة عشر فصيلا إسلاميا و مقاتلاً في مدينة حلب، عن تشكيل غرفة عمليات «أنصار الشريعة»، بهدف توحيد جهود كافة الفصائل من أجل تحرير مدينة حلب، وريفها بالكامل، من قوات النظام السوري.
وفي تسجيل مصور، اجتمع عدد من ممثلي الفصائل لإعلان البيان التأسيسي الأول لـ «أنصار الشريعة»، حيث قال أحد المتحدثين: «إننا نصرة للمسلمين من أهل حلب، وثأرا للمستضعفين من النساء والأطفال الذين انتهكت حرماتهم، وسفكت دماءهم دون سبب، نعلن تشكيلة غرفة عمليات أنصار الشريعة لفتح حلب، وريفها، والمكونة من الفصائل التالية:
جبهة النصرة، حركة أحرار الشام الإسلامية، جبهة أنصار الدين، حركة مجاهدي الإسلام، أنصار الخلافة، كتيبة التوحيد والجهاد، الفوج الأول، كتائب أبو عمارة، كتائب فحر الخلافة، سرايا الميعاد، كتيبة الصحابة، جند الله، ولواء السلطان مراد».
وأوضحت غرفة عمليات «أنصار الشريعة» أنها تسعى لوضع ميثاق حكم مشترك ينبثق من أحكام الشريعة الإسلامية، رفقة جميع فصائل حلب بعد تحريرها، وفقا للمتحدث في الفيديو.
ويأتي إعلان «أنصار الشريعة» بعد شهرين من إعلان «غرفة عمليات فتح حلب»، والتي لم تثمر عن أي إنجازات، رغم تشكيلها من قبل اثنين وثلاثين فصيلا، تتقدمهم «أحرار الشام»، و «الجبهة الشامية»، بالإضافة إلى أربعة فصائل شاركت الآن في غرفة عمليات «أنصار الشريعة».
الى أن غرفة أنصار الشريعة تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بعد إعلانها عن معركة بدء تحرير حي جمعية الزهراء، وذلك بعد فشلها من التقدم في مناطق جديدة من الحي الذي يقع شمال غرب حلب، ويعد بوابة الدخول للأحياء الخاضعة لسيطرة النظام غرب حلب، وأستشهد ما لا يقل عن 40 مقاتلاً بعد وقوعهم بكمين لقوات النظام بالقرب مدرسة الطبري، حيث حوصرت مجموعة من 50 مقاتلا استشهد معظمهم وأسر 3 أخريين، وشهدت المعركة قصفاً جوياً عنيفاً من قبل طائرات النظام المروحية والحربية، على مناطق سيطرة «أنصار الشريعة» الذين قصفوا مناطق سيطرة النظام بأكثر من 400 قذيفة.
واتهم نشطاء القادة العسكريين بالتقصير مع المجموعة التي حوصرت من قبل قوات النظام، وحملوا القادة المسؤولية عن استشهاد وأسر كامل عناصر المجموعة، نتيجة التخطيط الفاشل وقلة الدعم المناسب لذلك القطاع الذي استطاع مقاتلوه الاقتحام والتقدم ليجدوا أنفسهم محاصرين، مما أدى لوقف العملية المعلنة في حي جمعية الزهراء، بعد تقدم طفيف في محيط الحي من جهة كتيبة المدفعية، حيث سيطرت فصائل من غرفة عمليات فتح حلب التي شاركت في المعركة، على منطقتي الخزانات وبيوت مهنا بالقرب من الكتيبة.
وفي 6 تموز 2015 سمع دوي انفجار شديد في عدة أحياء بغرب مدينة حلب، تبين أنه ناجم عن تفجير مقاتل من جبهة النصرة لنفسه بعربة مفخخة أمام دار الأيتام الذي كانت تتحصن فيه قوات النظام والمسلحون الموالون لها والواقع في حي جمعية الزهراء شمال غرب حلب، عقبها اشتباكات عنيفة بين مقاتلي غرفتي عمليات أنصار الشريعة وفتح حلب من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن 25 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وإصابة آخرين بجراح، ترافقت مع قصف مكثف من قبل الفصائل المهاجمة على مناطق في الحي، بعشرات القذائف الصاروخية والقذائف محلية الصنع، بالإضافة لقصف من قوات النظام بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، وقصف للطيران الحربي على تمركزات وتجمعات المقاتلين في حي جمعية الزهراء، دون إحراز أي تقدم يذكر، الأمر الذي عزاه البعض لأتباع قوات النظام استراتيجية تشبه الى حد كبير تلك التي يقوم تنظيم الدولة بتنفيذها، وذلك عن طريق تفخيخ المباني التي يتحصن بها مقاتلوه والانسحاب منها وتفجيرها بمن يقوم باقتحامها.

تحرير زيتون