قتل الشعب السوري مسألة فنية والعالم يتفرج

ضحايا-مجزرة-الباب-1-حلب-11-7-2015

تتعرض مدينة حلب وريفها، بشكل يومي لقصف جوي عنيف من طائرات النظام الحربية المروحية، مستهدفة المدنيين أثناء سحورهم وإفطارهم، مخلفةً المئات بين شهيدِ وجريح، دون أن تؤثر تلك الأخبار والمشاهد على الرأي العالمي «الإنساني» كون النظام يعتبر القصف بالبراميل المتفجرة بالمسألة الفنية، نعم بات قتل الأطفال والشيوخ بل عائلات بأكملها بالبراميل المتفجرة في سوريا عموماُ وفي حلب خصوصاً مسألة فنية، والعالم «الإنساني» يقف متفرجاً كون آلة القتل تلك هي تعمل بطريقة فنية، ولا خطوط حمر عليها، فليمت كل السوريين، طالما طريقة موتهم فيها فن إجرامي، والعالم المتحضر الإنساني أحب هذا الفن وإعتاد عليه على مدار خمس سنوات من عمر ثورة الكرامة.
حيث رفض نظام بشار الأسد عن طريق سفير النظام حسام الدين قراراً لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يستنكر فيها القصف الجوي الذي تمارسه طائرات النظام، واعتبر الأخير أن استخدام البراميل المتفجرة في سورية «مسألة فنية» لا شأن لمجلس الأمن بها.
مجازر النظام بحق أهالي مدينة حلب لا تتوقف، وتشارك الحلبيين افطارهم وسحورهم، وجميع طقوس هذا الشهر الفضيل، الذي أفل دون أن تستطع حرمته وكرمه من إيقاف شلال الدماء، عجز عن إيقافه العالم أجمع، حيث عمد الطيران المروحي على إلقاء براميل الإجرام على رؤوس أهالي مدينة حلب، بشكل يومي مع وقت وجبة الإفطار، لينقل كثيراً من موائد الإفطار ومن حولها الى الجنة.
مدينة الباب بريف حلب الشرقي، والتي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، كان لها النصيب الأكبر من البراميل المتفجرة، والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، حيث قام الطيران المروحي بألقاء البراميل المتفجرة على مناطق في بلدة تادف القريبة من مدينة الباب، يوم الأربعاء 15 تموز، ما أدى لاستشهاد خمس أطفال و امرأة ورجل، ليلحقوا بركب الشهداء الذين قضوا قبل أيام بقصفٍ بالبراميل المتفجرة على أحياء وأسواق مدينة الباب.
ففي يوم الثلاثاء كانت بلدة قباسين شرق مدينة الباب، على موعد مع القصف بأربعة براميل متفجرة، استهدف سوق البلدة، وخلف أكثر من 23 شهيداً وجريحاً، وبذات اليوم قصف الطيران المروحي مدينة الباب بحاويتين متفجرتين، دون أن تصيب أحد، كما سبق ذلك في الـ 13 من تموز، موعداً لاستشهاد 35 شخصاً، وجرح أكثر من 50 بينهم نساء وأطفال، جراء قصف من الطيران المروحي بالحاويات المتفجرة، مناطق في المدينة، وكان اليوم الذي قبله قد شهد استشهاد سبعة أشخاص بينهم أربعة أطفال، جلهم من النازحين الى مدينة الباب، جراء قصف بالبراميل المتفجرة أيضاً، و أستشهد أكثر من 29 شخصاً وأصيب 40 أخرين، جراء القاء الطيران المروحي أربع حاويات متفجرة على سوق المدينة وتجمع لسائقي شاحنات، وذلك يوم 11 من تموز، ليكون هذا الشهر هو الأكثر دموية على أهالي مدينة الباب، في ظل تخاذل كبير من تنظيم الدولة، الذي دائماً ما يتشدق مقاتليه بالتمكين، وبإقامة شرع الله، الذي لا يرضى عن كل هذه الدماء، فعن أي تمكين وشرعٍ يتكلمون؟، وهم المرابطين والوحيدين الذين تصل نيرانهم إلى مركز تصنيع تلك البراميل في معامل الدفاع على جبال الواحة قرب مدينة السفيرة بريف حلب الشرقي، دون ان يحركوا ساكنين، وهم المنهمكون بجمع أموال الزكاة وملاحقة المفطرين والذين يحلقون ذقونهم ويلبسون لباس من موضات الزمن الحالي، الذي لا يروق لمقاتلي التنظيم المتخلفين، كما انهم منهمكون بمحاربة «المرتدين والصحوات» بريف حلب الشمالي «علماً ان المرتدين والصحوات لا براميل متفجرة ولا طائرات يملكون».

محمد علاء