شتاء وموسم مدارس محفوف بالغلاء في ريف إدلب

dsc01540

زيتون – ياسمين محمد

تعيش الأسرة السورية منذ بداية الثورة أوضاعاً إنسانية واقتصادية متردية، تزداد سوءً يوماً بعد يوم في ظلّ الارتفاع المتواصل لأسعار المواد الغذائية والأساسية للمعيشة، ومع بدء العام الدراسي واقتراب فصل الشتاء، تزداد هموم الأهالي وتتفاقم الأزمة الاقتصادية في منازلهم.


أم أحمد، سيدة تعيش في مدينة إدلب ولديها 3 أطفال، أكبرهم في الثانية عشر من عمره، تقول: تحتاج أسرتي يومياً نحو 500 ليرة، ذلك قبل اقتراب الشتاء فكيف مع قدومه وارتفاع أسعار المحروقات إن وُجدت، وارتفاع سعر الحطب. وتضيف: لا يخفى على أحد في سوريا التكاليف المترتبة على العائلة مع انتهاء فصل الصيف وافتتاح المدارس، وحدها أثقلت كاهلنا وترتّبت على عائلتنا التزامات مالية ليست بالقليلة.
في حين يقول أبو علاء، من ريف المحافظة ولديه 5 أولاد: في الريف تزداد المعاناة ويصبح الحصول على المواد الأساسية أصعب، والتكاليف أعلى مما يجعل الأسعار أعلى منها في المدينة، فثمن ربطة الخبز التي تحتوي على 8 أرغفة، ولا تكفي لقوت عائلة صغيرة ليوم واحد، 160 ليرة، وثمن الحقيبة المدرسية يتراوح ما بين 1000 إلى 2500 ليرة، والدفاتر والأقلام والمستلزمات المدرسية تكلّف على أقل تقدير 3500 ليرة.
ويضيف ممتعضاً: ونحن مقبلون على فصل الشتاء حيث البرد القارس، والمواد اللازمة لتدفئة شهر تعادل وحدها ميزانية عام كامل إذا ما استثنينا منه ميزانية الشتاء.
أما أبو فهد من سكان مخيمات أطمة، ولديه 6 أبناء منهم 3 في سن الدراسة وطفلة رضيعة فيقول: بينما تلجأ العائلات في المخيمات إلى المواد التموينية التي تحصل على معظمها من السلال الغذائية المقدمة لها من المنظمات والجمعيات الإغاثية، وتقلّل من الخضراوات وتكاد تنسى الفاكهة، تعوّض بل تزيد العبء الماديّ عليها أمور أخرى أعلى تكلفة وأصعب تحصيلاً.
وأضاف: الطقس أشد برودة، مما يجعلك تحتاج إلى مزيد من الوقود والأغطية والملابس، خصوصاً مع الوحل ومع خيم تعليمية للأطفال (لا تقي برداً ولا حراً) عوضاً عن جدران المدارس، والأمر نفسه ينطبق على المنازل.
من جانبه قدّر أبو محمد، من سكان جسر الشغور، متوسط ميزانية شهر تشرين الثاني القادم لعائلة متوسطة من حيث العدد والمعيشة، بنحو 200 ألف ليرة، ما بين تكلفة المازوت أو الحطب أو الغاز حسب ما يتوفر في المنطقة حينها، وما بين الغذاء والدواء الذي تزداد الحاجة إليه أيضاً في هذا الفصل، وتحديداً أدوية الرشح والسعال وآلام البطن وما شابه ذلك، إلى تكلفة الملابس الشتوية، والأمور الأخرى.
ويعقّب: من أين للعائلة التي ليس لها معيل بتحمل تلك النفقات، إذا كانت العائلات التي لديها أبناء شبان تصل أحياناً إلى مرحلة من العجز المادي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*