خبز إدلب.. أسعار مرتفعة رغم زحمة الأفران والجمعيات الخيرية

1505242_607486925966556_2120672516_n

خاص زيتون

لم يكن في منطقة معرة النعمان مع بداية الحراك الثوري سوى فرينين لبيع الخبز، مجهز كل منهما بخطي إنتاج، وذلك في مدينة معرة النعمان و مدينة كفرنبل، ومع تزايد عدد السكان بسبب أزمة النزوح وصعوبة إيصال المواد الأولية لصناعة الخبز، بدأت تظهر لدى المستثمرين مشاريع ربحية، كانت الأفران الخاصة أحدها.
ليتجاوز عدد الأفران الخاصة اليوم الـ 18 فرن في مختلف مناطق ريف إدلب الجنوبي، منها سبعة أفران في كفرنبل وحدها، 3 أفران تابعة لجمعيات خيرية و2 يتبعان لمجالس محلية والباقي هي مشاريع خاصة ربحية.

وتعمل هذه الأفران اليوم على خط انتاج واحد وبوردية واحدة، بما فيها فرن الذرة الرئيسي الكبير في مدينة كفرنبل والذي تديره منذ نحو عامين جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً).
يقول محمود محمد علي، العامل في إحدى الأفران: تختلف معدلات انتاج الأفران بشكل يومي وذلك حسب توافر المواد الأولية لكل فرن، ويترواح الإنتاج اليومي لكل واحد منها ما بين (2500 – 3000) ربطة خبز، إلّا أن هناك بعض الأفران قد تضطر نتيجة لضغط الطلب لزيادة ساعات العمل ما يجعل الانتاج اليومي يزيد إلى (5000) ربطة تقريبإً، وتغطي هذه الأفران عدة مناطق في ريف ادلب الجنوبي وسهل الغاب المحرر بالإضافة لبعض قرى جبل الزاوية القريبة، ويتراوح وزن ربطة الخبز ما بين 650 غرام إلى 1400 غرام، وتباع بسعر يبدأ من 100 ليرة سورية إلى 200 ليرة حسب الوزن.

رغم توفّر الخبز بشكل كبير من الفرن، إلا أن أسواق المحافظة تشهد حركة نشطة لباعة الخبز الجوّالين، وهي مهنة مستفزّة نوعاً ما بحسب ما يراها الأهالي، حيث لا رقيب على سعر الباعة، وخصوصاً بعد الظهيرة.

أم خالد، من كفروما تقول: يشترون الخبز بكميات كبيرة من الأفران وفي بعض الأحيان يتم ذلك عن طريق اتفاق بين مسؤول الفرن وأحد الباعة على الطرقات، وعندما نذهب لشراء الخبز من الفرن نجده فارغاً ما يضطرنا لشرائه بزيادة 50% عن سعره من الفرن، واذا ذهبنا باكرا فعلينا أن نقف لوقت طويل على باب الفرن.
فيما يقول حميد خطيب، مسؤول التسويق في أحد الأفران الخاصة: بالرغم من ارتفاع أسعار المحروقات إلا أن تأمين الطحين يعتبر من أصعب معوقات الإنتاج عدا عن التلاعب بأسعاره من قبل بعض تجاره، عمل الفرن جيد في بعض الأحيان إلّا أن عدم استقرار سعر المازوت اللازم للتشغيل واختلاف سعر الطحين في كل مرة يجعل العمل في أكثر الأحيان غير مجدياً من الناحية المادية، ولكن هذه الأفران تشكل فرصة عمل لبعض العائلات وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازاً.

سعر مرتفع في سراقب:
وإلى الشرق، في سراقب بالتحديد، لا يختلف المشهد كثيراً عن باقي المناطق، والتي تتمثل بصعوبة توفير الطحين، حيث يوجد في المدينة ثلاثة أفران لا تكفي لما يقارب 40 ألف نسمة بالإضافة إلى الكثير من النازحين، ومنها فرنان يتبعان للمجلس المحلي يقومان بتغطية مدينة سراقب بالخبز بالإضافة لفرن الوصال للقطاع الخاص، وبعض الأفران في القرى المجاورة.
يقول أحد مشرفي الأفران في سراقب: كنا نعمل بوزن مدعوم وسعر مقبول وكان يصل إجمالي الإنتاج اليومي للفرنين من 8 آلاف إلى 9 آلاف ربطة تقريبا، بحسب حاجة الأهالي في كل قطاع من الأحياء، لدينا حوالي 70 معتمد مقسمين في المدينة وكان يتم توزيع الخبز بشكل جيد، وعندما توقف دعم مؤسسة الإحسان للإغاثة والتنمية، أصبحنا نعمل على وزن الربطة، وأصبحت تباع بسعر 175 ليرة للمعتمد الذي يبيعها بـ 180 ليرة.
وأوضح أن عمل الأفران العامة أفضل من الأفران الخاصة التي يبلغ سعر الربطة لديها 200 ليرة ووزنها 700 غرام، أما أفران المجلس المحلي بسعر 180 ليرة ووزنها كيلو، ريثما يتم توزيع الطحين من الجهات المختصة والداعمة ستعود الربطة مدعومة بسعر قليل كما كانت.

6 أفران في معرتمصرين:
أما في منطقة معرة مصرين يوجد 6 أفران عاملة، تشرف عليها المجالس المحلية بشكل مباشر إدارة وعملاً، وحسب ما أفاد مصطفى العم، رئيس المجلس المحلي في مدينة معرة مصرين لـ «زيتون»: يتوفر في المدينة فرنين، الأول ينتج 25 طن يومياً لمدينة معرة مصرين والتي يقدر عدد سكانها الحالي مايقارب 60 ألف نسمة ومايقارب 15 ألف نسمة من النازحين، بالإضافة للقرى المجاورة وهي (كتيان، باتنته، زردنا، رام حمدان، بحوري، الصنمة، الهباط، كفرجالس، كفريحمول، معارة الأخوان)، حيث يتم توزيعه لتلك المناطق عبر معتمدين مندوبين من كل قرية، ويعمل بتمويل من منظمة إغاثية، وبنصف الكمية من الطحين والخميرة وسعر الربطة الواحدة ”1200غ ” بـ 115 ليرة سورية.
موضحا أن سعر الربطة يتعلق بكمية الدعم المقدمة من المنظمة الداعمة، ويتابع: أما الفرن الثاني فإنتاجه من 5 إلى7 طن يومياً وسبب تفاوت الإنتاج يعود للدعم، حيث يتلقى دعماً متقطعاً، ففي حال عدم توفر الدعم فإن سعر الربطة التي تزن 1100غ، تباع بـ 200 ليرة سورية، أما في حال وجود الدعم يصل سعر الربطة لـ 100 ليرة سورية، يقدم مادة الخبر لمعرة مصرين وبلدة زردنا.
أما في بلدة كللي، فأوضح ”رفيق المعدل” رئيس المجلي المحلي أن البلدة لا يوجد فيها سوى فرن واحد وهو يخدّم 45 ألف نسمة من الأهالي والنازحين بالإضافة لقرية كفتين حيث ينتج يومياً بحدود 5 طن يومياً
أما التوزيع يتم عير معتمدين موزعين في أنحاء البلدة إضافة للبيع المباشر عبر ”كوة الفرن” بسعر 115 ليرة سورية للربطة.
وفي بلدة حزانو فرن واحد إدارته تتبع للمجلس المحلي ونفقاته وعائداته للمجلس، تم بناءه ضمن مشاريع لجنة تمكين منذ فترة قصيرة وبتنفيذ المجلس المحلي في البلدة.
وأوضح مشرف خدمات المجلس المحلي، زكور أبو محمد أن الفرن ينتج يومياً حوالي 3 طن من الطحين، ويقدم لأهالي البلدة والنازحين والذين يقدر عددهم أكثر من 16000 نسمة ، 10000 من الأهالي و6000 نازحين، والتوزيع يكون عبر معتمدين منتشرين على جغرافية البلدة ويقدر عددهم 6 موزعين، أما سعر الربطة ب 115 ليرة سورية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*