شتاء إدلب.. تعددت وسائل التدفئة والغلاء واحد

%d8%aa%d8%ac%d9%87%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b7%d8%a8-%d9%84%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%aa%d8%a7%d8%a1

زيتون – وسيم درويش

«ربما لن نقوم بتركيب المدفأة في هذا الشتاء، المازوت للأغنياء، والحطب الذي لم نكن نعيره اهتمامنا بات من الصعب الحصول عليه نظراً لارتفاع أسعاره، فمن يصدق بأن سعره وصل لـ 65000 ليرة»، والكلام للحاج أبو محمد من قرية حزارين.
وأوضح أبو محمد أن الكثير من العائلات تعتمد، بشكل رئيسي على بقايا النايلون والكرتون والأحذية وغيرها من المواد البالية لتشغيل المدافئ، نظراً لندرة المازوت وغلاء.

مع اقتراب فصل الشتاء، وفي ظل الحصار المفروض على طرق نقل صهاريج المحروقات القادمة من حقول النفط في الرقة عبر مناطق سيطرة الأكراد، ويتفاوت سعر برميل المازوت الذي يتّسع لـ 200 ليتر ما بين 60000 – 80000 ألف ليرة سورية، بحسب كل منطقة وبُعدها عن المصدر، وظهر الحطب في السنوات السابقة كبديل ذو سعر مناسب، وكانت أهم مصادره الجبال الغربية في ريف جسر الشغور، ونتج عن الحرائق التي أفتعلها النظام في تلك المناطق كميات هائلة من الأشجار المحروقة، ما وفّر مورداً مهما للحطب الذي وجد فيه الأهالي بديلاً يسدّ حاجاتهم من التدفئة في مواسم الشتاء القارس.
ومع تزايد الطلب على حطب التدفئة بدأت أسعاره بالارتفاع ليصل سعر الطن الواحد 65000 ليرة سورية، وهنا يقول طاهر مرسال صاحب مركز لبيع الحطب في جبل الزاوية:
لا أعتقد أننا نتحمل أي جزء من المسؤولية في غلاء الأسعار وإنما السبب الرئيسي يعود لقرب مناطق التحطيب من جبهات القتال في الجبال الغربية. ناهيك عن غلاء المحروقات الذي أثر في ارتفاع تكلفة النقل وتزايد الطلب بشكل كبير على مادة الحطب تبعاً لغلاء المازوت.
البحث عن البديل!
الفحم الحجري مادة بدأ الأهالي باستعماله في السنة الماضية كماواد أخرى يمكنها أن تكون بديلة للحطب أو مازوت التدفئة، رغم أن الكثيرين لم يكونوا يفضلون سابقاً هذه المادة للتدفئة إلا في مداجن الدجاج وبعض الحراقات الكبرى وذلك نظراً لآثاره الصحية السيئة على الأسرة ولرائحته الكريهة ولتوفر مادة المازوت بسعر مناسب، ولكن الأن ومع وصول أنواع محسنة منه قادمة من تركيا، على شكل قطع متوسطة الحجم معبّأ بأكياس مختومة بوزن 25 كيلو فقد وجد فيها عبد الجواد الحسين، بديلاً للحطب الذي ارتفع سعره والمازوت وساءت نوعيته حيث يقول:
أضع مقدار 2 كيلوغرام في مدفأتي وهي تكفي لمدة 4 ساعات على الأقل، ما يوفر مالاً مقارنة بسعر الحطب والمحروقات، وأضاف: ولكن هذا الفحم يحتاج لمدافئ خاصة والتي تستورد من تركيا مؤخراً، تحتوي على فرن ومصنوعة من الفونط السميك ليتحمل حرارة الفحم اذ أن حرارته مرتفعة جداً وربما يؤدي لانصهار المدافئ المعدة للحطب الموجودة في بلادنا، علماً ان سعر الكيس الواحد ما بين 600 – 800 ليرة في الشتاء الماضي.
محمد زعتور، أحد تجار الفحم قال لزيتون: قد يصل ثمن الكيس الواحد هذا العام وصل لمبلغ 1850 ليرة، وهذا السعر لم يشجعنا على استيراده، فقد لا يلقى ترحيبا لدى عامة الناس.
وظهرت أيضاً قوالب البيرين التي تصنع من فضلات لب الزيتون بعد العصر، حيث يُجمع في معامل مختصة، وتقوم هذه المعامل بصناعته بعدة أشكال يزن بعضها 1 كيلو، ليوضع في المدفأة دفعة واحدة.
أسامة، أحد صنّاع هذه المادة يقول: البيرين سريع الاشتعال، وسعره رخيص بحدود 35 ألف ليرة للطن، إلا أن هذا النوع أيضاً شهد مع اقتراب فصل الشتاء ارتفاعا كبيراً، حيث وصل سعر الطن إلى 47 ألف ليرة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*