تربية المواشي.. مهنة تتعثر لكنها لا تموت

12-bordermaker

زيتون – غسان شعبان 

تأثرت الأبقار والدواجن بذات الظروف، ولم تسلم من الخسائر والقصف وأعمال التهريب وغيرها، وبلغ سعر كيلو لحم البقر في الأسواق 1700 ليرة، بينما بلغ كيلو الفروج بسعر 825 ليرة كما بلغ سعر صحن البيض بحدود 1000 إلى 1500 ليرة حسب وزنه.

لا تختلف مشاكل الثروة الحيوانية عن بقية القطاعات الاقتصادية الأخرى في ظل ظروف الحرب والمشاكل التي تعاني منها المناطق المحررة في مواجهة التغيرات.
وعلى مدى الأعوام الماضية، عانت الثروة الحيوانية من تراجع كبير وخسائر فادحة في وقت يعتمدها الأهالي كمصدر رزق، ولا سيما في مناطق البادية بريف إدلب الشرقي والأرياف القريبة منها، ويأتي التراجع جراء القصف والجفاف والأوضاع الراهنة التي فرضت الصعوبات أمام تنمية هذه الثروة.
ويأتي ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية واللقاحات أضعاف ما كانت عليه، بالتزامن مع انتشار العديد من الأمراض التي تصيب المواشي والدجاج كالتسمم الغذائي على رأس هذه العوائق.
يضاف الى ذلك ما خسرته معظم مناطق ريف إدلب منذ عام ونصف، ما يقارب 1500 رأس غنم جراء القصف الهمجي واستهداف أسواق الغنم بشكل مباشر، بالإضافة إلى عمليات التهريب التي تجري من المناطق المحررة إلى المناطق التركية، ليصل سعر الكيلو الغرام إلى 3600 ليرة سورية.
«أبو حسين غنام» من بلدة «تل الطوقان» يملك ما يقارب 75 رأساً من الغنم قال لـ «زيتون» أن أغلب سكان القرية يعملون في مجال الزراعة وتربية الأغنام ولديهم ذات الصعوبات، مؤكداً أنه في فصل الربيع يقوم بالرعي من الأراضي البرية التي تخفف عبء مصروف العلف.
أما في باقي فصول السنة فيبيع بعض الخراف ليطعم بثمنها باقي القطيع، وأشار الى أن غلاء العلف كالشعير الذي وصل الكيلو منه إلى 127 ليرة، وسعر كيس العلف المركب بلغ 10000 آلاف ليرة، ما يرهق فعلياً مهنة تربية المواشي ويجعلها مغامرة خطرة ومكلفة قياساً بكمية الحليب المنتجة منها.
يقول أبو حسين: أجبرنا على رفع أسعار الحليب ومشتقاته، مبينا أن سعر كيلو الحليب أصبح 250 ليرة، واللبن 450 ليرة، وكيلو الجبن ما يقارب 1200 ليرة.
وتابع: نحن مجبرين على رفع الأسعار بالتزامن مع غلاء كل ما تحتاجه المواشي من غذاء وأدوية وغيرها، ناهيك عن نفوق بعض المواشي بشكل عارض كما حصل منذ ما يقارب الشهر حين نفقت سبعة رؤوس من القطيع الذي أملكه بسبب المرض، وأخبرني الطبيب بيطري حين حضر أنها تحتاج إلى 3000 ليرة سورية سعر دواء التهاب.
لكن أبو حسين يؤكد أن مهنة الأنبياء هذه، القديمة قدم قدم التاريخ لن يلغيها أي شيء مهما كان.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*