عين الشرق… الرواية الجديدة للمؤلف السوري ابراهيم الجبين

14900440_1256473714423646_7716221218119608538_n

زيتون – باسل الدغيم 

صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر العمل الروائي الجديد للكاتب والإعلامي السوري المقيم في ألمانيا إبراهيم الجبين بعنوان “عين الشرق ـ هايبرثيميسيا21”. و الذي يقع في 360 صفحة من القطع المتوسط.
وهي الرواية الثانية للكاتب، بعد “يوميات يهودي من دمشق” التي أثارت الكثير من الجدل، “و رواية عين الشرق” البطل فيها هو مدينة دمشق وكل ما فيها يفتح النار على النخب المتواطئة ضد الشعب.
ولا تكاد الرواية تخلو من مقاطع تعكس مناخ دمشق وشوارعها فنقرأ على لسان الراوي “ما زلتُ أمشي في دمشق، الشوارع تتغير كل لحظة أمام عينيّ، تتبدل الأزمنة، تختفي مبانٍ وأخرى تعلو شاهقة، تظهر تلالٌ، وتتدفق أنهار، وتتكسر جسور، وتمتد أخرى. تشتعل حرائق، ويندفع شجر سريع النمو. أمشي الطريق من القنوات، منحدراً نحو الحلبوني، أرصفة باعة الكتب، والجامعة القديمة، طاحون ماء هائل يرتفع في أرض منبسطة على ظهر التلة، رائحة البارود العثماني تفوح من ثكنة صارت جامعة في ما بعد، بستان مسوّر، تقف فيه الأشجار العالية، تميل مع الشمس، وتميل مع هواء بردى”.
يقول إبراهيم الجبين عن روايته الجديدة: إن دمشق التي سمّاها الرومان “عين الشرق” تختزل المشرق كلّه. وفيها تدور كل القصص السرية، من اليومي البسيط، إلى المخططات الكبرى التي عادة ما تغيّر وجه المنطقة. وفي هذه الرواية، رصدتُ يوميات عشتُها في دمشق، ما بين الخيال والواقع، وربما بهما معاً، وقد لا أميز مرات، أيّ منهما هو الواقع، الخيال أم الواقع ذاته. مبتدئاً من مدن سورية عديدة، أشخاص قدموا من ثقافات عديدة، محملين ببضائعهم الإنسانية والوحشية معاً، فاخترقوا عوالم الفكر والأدب والفنون، مغرقين المدينة في التهتك، مواصلين رجم المجتمع السوري العريض الذي اشتهر بتعدده وبساطته وتعقيده في الوقت ذاته، وهو ذاته المجتمع الذي سمّاه النظام السوري لاحقاً “البيئة الحاضنة للإرهاب” مبرراً كل أشكال الإبادة التي طبقها على سكّانه في مدنه وأريافه.
ويقول الروائي السوري عبدالله مكسور متحدثاً عن رواية عين الشرق…‘‘ واكبتُ هذا العمل منذ أن كان فكرة، رافقتُ لحظات كتابتِهِ فصلاً فصلاً، معرفتي بأخي ابراهيم الجبين منذ عشر سنوات أو أكثر، جعلتني أتورَّط بكل ما يُنتِج مِن فِكرٍ أو أدب، “عين الشرق” الرواية التي تحكي عنَّا، هويَّتنا، صورتُنا في الظلام، نحن-المنسيين- على متنِ أيِّ كتاب.. أسرارٌ ومكاشفات أبطالها أحياء، صدرت اليوم عن المؤسسة العربية للنشر هنيئاً للمكتبة العربية التي ستضم هذا الكتاب..‘‘
صور شتى ترى في رواية “عين الشرق”، وملل ونحل من مشارق الأرض ومغاربها تلامحت وجوهها في الازقة قديمة ومحدثة، لكن البطل هو المدينة. دمشق، فهي “عين الشرق”.
كثيرون سيعرفون أنفسهم في “عين الشرق”. ولربما تغيرت، أحيانا، أسماء وملامح، إلا أن اللحظة الطويلة التي سبقت انفجار الجسد السوري، لم تكن بلا مقدمات ولا أبطال ساهموا في زيادة تلك التضاريس وعورة، وكانوا من بين أسباب كتابة هذه الرواية.
رواية بطلها ‘‘مدينة دمشق‘‘ ونبضها نبض الشعب السوري الذي ثار رغم كل القيود، وكاتبها أديب حر آمن بثورة شعبه وأحس بالفرح والأوجاع والغصات، هي حتماً رواية خالدة من أدب نضال الشعوب. وهي سلاح يقف بوجه من دمر المدن ويحاول نسف التاريخ. في زمن نحن أحوج ما نكون فيه لأدب يرسم الوعي ويخلد الوجع والتضحياه ويزرع الأمل..للنهوض من جديد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*