مظاهرات واحتجاجات في أريحا على خلفية اعتقال ناشطين، وتحرير الشام تستنفر أرتالها

عاشت مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، ليل أمس، حراكاً شعبياً هو الأول من نوعه، بعد سلسلة احتجاجات مناهضة لـ “هيئة تحرير الشام”، تطور يوم أمس بشكل متسارع لاعتقال أحد المحتجين وملاحقة ناشط إعلامي، خلقت توتراً أمنياً كبيراً بين أمنية الهيئة والمحتجين الذين وصلوا للمدينة من كل المناطق.


وفي تفاصيل الحدث، أن قامت عناصر أمنية تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” يوم أمس، باعتقال أحد المحتجين في مدينة أريحا، ومن منظمي الحراك الشعبي يدعى “أيمن حلوم”، بالتوازي مع ملاحقة الناشط “مفيد عبيدو” ومحاولة اعتقاله وسط المدينة، أدى لتصاعد الاحتجاج ودعوات للتوجه لمدينة أريحا والاعتصام.

وعاشت المدينة أجواء احتقان وتوتر كبيرة، مع محاولة المحتجين الوصول للمخفر حيث تم احتجاز “حلوم”، في وقت عززت قوى الأمن التابعة للهيئة من عناصرها، وقامت بقطع الطريق على المحتجين، دون أي صدام مباشر بين الطرفين.

ومع ساعات متأخرة من الليل، وصل للمدينة آلاف المحتجين من عموم مناطق ريف إدلب، وقاموا بنصب خيمة اعتصام أمام مبنى إدارة المنطقة في المدينة، مع توتر كبير، ووصول عناصر من لواء أبو بكر التابع للهيئة إلى مقر إدارة المنطقة، على اعتبار أن بادئ المشكلة هي بين عنصر من اللواء ومنسقي الحراك في يوم الجمعة الفائت.

ووفق رواية الطرف الآخر، فإن الاعتقال جاء بناء على دعوى قدمها أحد عناصر لواء أبو بكر التابع للهيئة، يتهم فيه المحتجين بالتعدي عليه وضربه خلال تظاهرة يوم الجمعة الفائت في المدينة، وقال إنه كان بموقع قريب من التظاهرة، وأن منظمي الحراك اعتدوا عليه بزعم أنه يقوم بتصويرهم.

وخلال الاعتصام بعد منتصف الليل، جرت مشادة كلامية بين عناصر لواء أبو بكر ونشطاء من الحراك الشعبي، أمام مبنى إدارة المنطقة، مادفع العناصر للاعتداء بالضرب على النشطاء وعدد من مسؤولي مكتب العلاقات التابعين للهيئة، قبل تفريقهم من قبل الحاضرين، في حين استمر الاعتصام والهتافات حتى وقت باكر، لحين الاتفاق على فض الاعتصام والإفراج عن الموقوف وإنهاء القضية.

وأفادت مصادر محلية، بأن رتلاً يضم آليات للجهاز الأمني، والجناح العسكري في “هيئة تحرير الشام” جاب المدينة، في إجراء رآه السكان بأنه يهدف إلى ترهيب المشاركين في الحراك المناهض لزعيم الهيئة.

وأوضحت المصادر، أن تسيير الرتل، جاء بعد عقد صلح بين ناشطي الحراك في المدينة، وأحد عناصر “تحرير الشام” والذي تقدّم بشكوى في وقت سابق عليهم، بدعوى تعرضه للضرب على أيديهم.

 

ما تبرير حكومة الإنقاذ؟

وقال قائد شرطة منطقة أريحا الرائد مصطفى عادل صبوح في بيان: “قدّم إلينا أحد الأشخاص التابعين للجناح العسكري (هيئة تحرير الشام)  ادعاء على المدعو أيهم حلوم يتضمن اعتداءه عليه بالضرب أثناء مرور مظاهرة في مدينة أريحا، وتم تنظيم الضبط اللازم”.

وأضاف: “قمنا بتوقيف الشخص المدعى عليه، لوجود ادعاء شخصي، ولا صحة لما يتم ترويجه بأن التوقيف كان تحت مسمى الاعتداء على المتظاهرين والناشطين واعتقالهم”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*