تقدم جديد لتنظيم الدولة في محيط مدينة مارع

 

بدون عنوان

يواصل تنظيم الدولة تقدمه على جبهات الريف الشمالي لمدينة حلب، محاولاً السيطرة على مدينة مارع وطرد الجيش الحر منها، ليسجل تقدماً جديداً بسيطرته على قرى حربل جنوب مارع، وسندف شمال غرب مارع، ومنطقة المداجن والبراد شمال شرق مارع وهي أقرب نقطة وصلها التنظيم بالقرب من مارع، وحرجلة ودلحة وخربة على الشريط الحدودي شمال مارع، وذلك بعد معارك عنيفة خاضها التنظيم مع مقاتلي الجيش الحر، وسط اتهامات للتنظيم باستخدام الغازات السامة ضد مقاتلي الجيش الحر.
وتكمن أهمية السيطرة على حربل جنوباً وسندف شمال غرب ومنطقة البراد والمداجن شمال شرق بأنها تضيق الخناق على مدينة مارع وتشدد من حصار التنظيم عليها والذي بات من ثلاث جهات، مع بقاء منفذ وحيد للمدينة، وهو طريق الشيخ عيسى المؤدي لبلدة تل رفعت غرباً، والذي لا يسلم من رشقات من الرشاشات الثقيلة للتنظيم، لعرقلة دخول وخروج الجيش الحر الى المدينة، بينما لا توجد أهمية كبيرة للقرى الأخرى، الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا شمال المدينة، والتي تعطي عمقاً اضافياً للتنظيم على الشريط الحدودي والاقتراب أكثر من معبر باب السلام مع تركيا، والذي تسيطر عليه الجبهة الشامية، والذي يقع قرب مدينة اعزاز التي يطمح التنظيم للوصول اليها.
وبالعودة لتفاصيل العمليات العسكرية، فأن التنظيم قد بدء هجوماً قوياً بعيداً عن مارع، عندما هاجم دلحة وحرجلة والخربة قرب الحدود، ليقوم بأشغال الجيش الحر، الذي استشهد منه في تلك القرى ما لا يقل عن 30 مقاتلاً، ليقوم بعدها بمباغتة الجيش الحر بقريتي سندف وحربل و في منطقة البراد، ويفجر سيارة مفخخة وسط مارع، أدت لاستشهاد أحد المدنيين ودمار كبير في الممتلكات الخاصة، واستطاع عدد من مقاتلي التنظيم الدخول الى الأطراف الشمالية الشرقية من المدينة، لكن الجيش الحر استطاع القضاء عليهم، وقتل مجموعة مؤلفة من 18 عنصراً من قوات النخبة والذين يعتمد عليهم التنظيم للاقتحامات، قضى أحدهم ذبحاً بسكين كان يحملها على أيدي مقاتلي الجيش الحر بعد اصابته.
ويعد هذا التقدم هو الثالث من نوعه للتنظيم في المنطقة المحيطة بمدينة مارع خلال الشهر المنصرم، حيث سيطر التنظيم في الـ 10 من أغسطس على قرية أم حوش بريف حلب الشمالي، والتي تقع جنوب مدينة مارع وشمال مدرسة المشاة بعد اشتباكات عنيفة وتفجير سيارة مفخخة وتفجير مقاتل لنفسه بتمركزات لمقاتلي الجيش الحر في القرية.
وسيطر التنظيم أيضاً في الـ 14 من أغسطس على قرية تلالين الاستراتيجية شمال مدينة مارع بريف حلب الشمالي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت لساعات بين مقاتلي التنظيم ومقاتلي الجيش الحر والنصرة و التي آزرت الجيش الحر رغم إخلائها لمواقعها بالمنطقة.
ويأتي هجوم التنظيم بعد يوم واحد فقط من هجوم الجيش الحر وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين على قوات النظام في قرية باشكوي بغية تحريرها، وإبعاد شبح الحصار عن مدينة حلب، وفتح طريق حلب اعزاز الذي يمر بمنطقة الملاح، حيث تقدم الجيش الحر واستطاع السيطرة على القرية بعد تمهيد ناري مكثف وقصف لتمركزات قوات النظام والميلشيات الموالية لها، لكن سلاح الجوي والذي دوماً ما يؤخر ويعرقل تقدم الجيش الحر، قام بقصف مكثف للقرية، ما أجبر الجيش الحر على الانسحاب مجدداً منها.
كما شهدت مدينة حلب في الأيام الماضية، اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر على جبهات حلب المدينة، والتي كانت باردة منذ مدة طويلة، كجبهات أحياء سليمان الحلبي وكرم الجبل وسيف الدولة وصلاح الدين، والتي شهدت محاولات من قوات النظام التقدم، حيث نجحت في التقدم على جبهتي صلاح الدين وسيف الدولة، سرعان ما استعاد الجيش الحر النقاط التي خسرها، في حين سيطر الجيش الحر على مبنى الإطفائية وملحقاته وعلى دوار الصاخور قرب ثكنة هنانو بالكامل، بعد اشتباكات خاضها الحر ضد قوات النظام في المنطقة، فيما فجرت قوات النظام نفقاً لمقاتلي الحر كان يعدونه لتفجير مباني تتمركز بها تلك القوت،ما أدى لاستشهاد خمسة مقاتلين من الجيش الحر.

تحرير زيتون