انضمام جيش المجاهدين والأنصار لجبهة النصرة

01_small

أعلن جيش المهاجرين والأنصار بيعته لجبهة النصرة وتركه لجبهة أنصار الدين، التي عمل على تأسيسها والمشاركة بمعارك باسمها، وسط خلافات حادة في البيت الداخلي للجيش، أدت لانقسامه قسمين، قسم بايع النصرة وقبل العمل معها ضد النظام وتنظيم الدولة وغيرها، وقسم آخر آثر البقاء مع القائد السابق للجيش «صلاح الدين شيشاني» تحت اسم إمارة القوقاز، وتجنب الدخول بأي معارك جانبية ضد أي جهة كانت غير قوات النظام والمليشيات الداعمة لها.
يعتبر جيش المهاجرين والأنصار من أهم الفصائل العسكرية في ريف حلب ويضم نسبة مهاجرين ضخمة تتجاوز ال90% من تعداد مقاتليه أغلبهم من الشيشان والقوقاز والأوزبك والتركستان، وتعتبر كتيبتي البخاري والقوقاز من أهم وأقوى كتائب الجيش.
بايعت كتيبة البخاري جبهة النصرة، وبقيت كتيبة القوقاز مع صلاح الدين، وهم ذو خبرة قتالية كبيرة وتدريب عالي وجميع القيادات في جيش المهاجرين والأنصار هم من المهاجرين، في حين يقتصر عمل المقاتلين السورين التابعين لجيش المهاجرين والأنصار على عمليات التواصل والمواصلات والترجمة وتأمين خطوط الدعم لهم.
تقدر أعداد جيش المهاجرين والأنصار بـ «900» عنصر من المهاجرين قابلة للنقصان وليس للزيادة في حين ارتفع أعداد عناصره مؤخرا الى «1500» بعد قبول بيعات من مقاتلين سوريين معظمهم من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وحركة فجر الاسلامية، ويملك الجيش أعداد قليلة من الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات ومدافع فيما يعتمد الجيش على السيارات الرباعية الدفع والأسلحة المتوسطة ومدافع الهاون في أغلب معاركه التي يخوضها.
اشترك جيش المهاجرين والأنصار في معارك كثيرة وكبيرة، وكان لهم دور كبير في ايقاف تقدم قوات النظام في كثير من مناطق حلب «حندرات-والملاح-باشكوي-رتيان-حردتين- الرشادية» فيما شارك في معارك اقتحام فرع المخابرات الجوية وأبنية جميعة الزهراء في مدينة حلب ومؤخرا شارك جيش المهاجرين والأنصار بشكل فعال في قتال قوات النظام ومليشياته الشيعية في ادلب، حيث شارك في معارك تحرير مدن ادلب وجسر الشغور وأريحا والمعارك الدائرة حاليا في محيط بلدتي كفرية والفوعة الشيعيتين أخر معاقل النظام في ريف ادلب.
يعود تاريخ جيش المهاجرين والأنصار الى بداية عام 2012 وكان تابعا لجبهة النصرة تحت مسمى «جيش المهاجرين» بقيادة «عمر الشيشاني» وزير حرب الدولة الاسلامية حاليا، وعند انفصال الدولة الاسلامية عن جبهة النصرة قام «عمر الشيشاني» بترك جيش المهاجرين والأنصار هو وعدد كبير من المقاتلين في هذه الجيش وبايع الدولة الاسلامية في حين أسس ما تبقى من جيش المهاجرين بقيادة «سيف الدين الشيشاني» «جيش المهاجرين والأنصار» ليفتح حينها باب الانتساب للسورين «الأنصار «.
ويعتبر «سيف الدين الشيشاني» من الشخصيات المحبوبة لدى الأوساط المحلية في ريف حلب، كونه لم يتدخل في أمور السكان المحلين، وكان دوره قتال قوات النظام السوري فقط.
استشهد سيف الدين الشيشاني بتاريخ 5-12-2014 خلال محاولة اقتحام فاشلة لسجن حلب المركزي ليستلم بعده «صلاح الدين الشيشاني « قيادة الجيش وهو رفيق «عمر الشيشاني « وزير حرب الدولة الاسلامية, حيث قام «صلاح الدين الشيشاني» بزيارة مدينة الرقة معقل الدولة الاسلامية في سوريا وإلتقى «عمر الشيشاني» وطرح مبادرة تنص على الصلح بين جبهة النصرة وأحرار الشام من جهة والدولة الاسلامية من جهة أخرى، وإلتزام كل طرف منهم بجبهاته مع قوات النظام، ولكن عمر الشيشاني رفض المبادرة بشكل كامل.
قام جيش المهاجرين والأنصار بتأسيس «جبهة أنصار الدين» في منتصف عام 2014 مع مجموعة من الجماعات الاسلامية ذات الفكر السلفي الجهادي «الكتيبة الخضراء-حركة فجر الاسلامية –حركة شام الاسلام» وهي جبهة مستقلة ذات فكر اسلامي متشدد ودعم محدود، وكان لها بنية تنظيمية جيدة، لها مكاتب شرعية ومعسكرت تدريب وهيئة قضائية …الخ, وكان على عاتقها مقاتلة النظام في عدة جبهات صعبة «ريف حلب الجنوبي-حي الراشدين، حندرات ومحيطها بمدينة حلب» ولم تقم بمقاتلة الدولة الاسلامية مع باقي الفصائل ولم تقم بمساعدة تنظيم الدولة في قتالها للفصائل فقد إلتزمت الحياد في الاقتتال الدائر بين تنظيم الدولة والفصائل في سوريا، مع تقدم الوقت بايعت أعداد كبيرة من جبهة أنصار الدين لتنظيم الدولة وخاصة من عناصر «الكتيبة الخضراء» وهذا ما عمل على ضعف هذه الجبهة.
ومنذ عدة أسابيع قام مجلس الشورى التابع لجيش المهاجرين والأنصار بعزل «صلاح الدين الشيشاني» أمير الجيش بسبب مشاكل داخلية في الجيش، كان أبرزها رفضه لقتال تنظيم الدولة حيث تم ارجاعه ليكون جنديا عاديا في صفوف هذا الجيش وليستلم «أبو إبراهيم الخرساني « الإمارة العامة للجيش، مؤخرا أبدى جيش المهاجرين والأنصار ميولا الى جبهة النصرة وخصوصا بعد مشاركته جبهة النصرة في معارك تحرير ادلب، حيث قامت جبهة النصرة بتزويد جيش المهاجرين والأنصار بالعتاد والأسلحة اللازمة للقتال في ادلب، كما وقع عدد من شرعي جيش المهاجرين والأنصار من «المهاجرين» وثيقة تفاهم مع شرعيين آخريين «مهاجرين» من حركة أحرار الشام وجبهة النصرة لقتال تنظيم الدولة واعتبارهم خوارج ويستوجب قتالهم.
وتعتبر بيعة جيش المهاجرين والأنصار لجبهة النصرة دعما كبيرة لجبهة النصرة في سوريا، كون هذه البيعة ستسهم في زيادة أعداد جبهة النصرة وتزويدها بخبرات عسكرية وقتالية كبيرة فالمقاتلين في جيش المهاجرين والأنصار ذو خبرة قتالية كبيرة اكتسبوها خلال قتالهم للقوات الروسية في بلاد القوقاز خلال الأعوام الماضية.

محمد علاء