داعش يغدر بريف حلب الشمالي

1dd1e2cc-9a77-4ae5-b61a-0b2596d0fb05

محمد علاء 

سيطر تنظيم داعش فجر يوم الجمعة على مدرسة المشاة الاستراتيجية وبلدتي فافينوبابنس وقرى تل شعير وتل قراح وتل سوسيان ومعمل الاسمنت بالمسلمية والمنطقة الحرة قرب سجن حلب بريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر الذي انسحب مقاتلوه من المنطقة بعد سقوط قرية تل قراح، المنفذ الوحيد للمناطق الأخرى انفة الذكر
التنظيم شن هجوماً تمويهياً على مناطق سيطرة الجيش الحر في قرى كفرة والبل وصندف قرب مارع، بعد تفجير سيارة مفخخة في وسط سوق شعبي في مدينة حريتان بريف حلب الشمالي، أدى لاستشهاد 20 شخص وجرح 80 آخرين بينهم أطفال، بعدما ركن احد عملاء التنظيم السيارة في وسط السوق بحجة انها معطلة بحسب ما افاد شهود عيان.
بعدها بدأ التنظيم هجوماً عنيفاً على قرية مدرسة المشاة من محاور فافين وتل قراح وحليصة، وتقوم قوات النظام ايضاً بالهجوم من محاور بابنس وكفر صغير وتل شعير، ليطر الجيش الحر للانسحابالى خارج تلك المناطق، تاركاً خطوط الاشتباكات مع قوات النظام، الذي بادر لقصف الجيش الحر في المنطقة، بالتزامن مع طلب مؤازرات من باقي الفصائل، وترافقت الاشتباكات مع قصف بعشرات القذائف المدفعية والهاون من قبل التنظيم.
قرية تل قراح كانت طريق الامداد الوحيد لجميع جبهات الاشتباك مع قوات النظام، حيث كان التنظيم يحاصر المنطقة من الجهة الشرقية والجهة الشمالية، وقوات النظام تحاصر المنطقة من الجهة الجنوبية، مع بقاء ممر وحيد للشرق وهي تل قراح، التي تسلل اليها مقاتلو التنظيم لتسقط بعد عدة ساعات، لخلي الجيش الحر الجبهات في المنطقة والانسحاب، الأمر الذي أدى لوقوع رتل من الجيش الحر، بكمين من قبل التنظيم، ما أدى لاستشهاد عشر مقاتلين من الجيش واسر آخر
ويأتي هجوم التنظيم بعد يوم واحد فقط من الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش الحر ضد قوات النظام والقوات الروسية الجوية، التي ازرت النظام بشكل كبير، في ريف حماة وخصوصاً بمحيط مدينة مورك، التي خسر فيها النظام العشرات من جنوده وعدد من الأليات بسبب صمود وجلادة مقاتلي الجيش الحر، وصواريخ التاو الامريكية التي حيدت سلاح الدبابات لقوات النظام في تلك المعركة، ولا يعد مثل هذا هجوم الأول من نوعه، فكان التنظيم قد شن هجوماً على مناطق واسعة من الريف الشمالي في شهر حزيران من العام الحالي، بالتزامن مع توجه الكثير من الفصائل لمدينة ادلب للمشاركة في تحريرها، كما يعد التقدم هو الأكبر لداعش في هذا العام، ويسيطر اخيراً على مدرسة المشاة، التي يحاول منذ 6 أشهر السيطرة عليها، لما لها من أهمية معنوية للجيش الحر، الذي حررها في الـ 15 من الشهر الـ 12 عام 2012، واستشهد فيها القيادي الشهير عبد القادر الصالح، جراء قصف من طائرات النظام الحربية على اجتماع ضم عدداً من قيادي لواء التوحيد.