كهرباء سوريا بين لؤم النظام وجشع أصحاب المولدات

438

زيتون – مصطفى العباس

انفلات أمني خلفته الحرب التي تسبب بها النظام السوري، وأدت لقيام عناصر النظام بالإضافة لبعض المستغلين نتيجة غياب المساءلة القانونية بالقيام بسرقة الكثير من الأملاك العامة والخاصة بما فيها سرقة الكابلات الكهربائية من المنازل وأعمدة الكهرباء.

لم يجد الشعب بديلاً عن الكهرباء التي كان النظام يغذي بها مناطق سيطرته سوى المولدات الكبيرة التي تقوم بتوزيع الكهرباء على المنازل على شكل أمبيرات، حيث توزع على البيوت حسب حاجة كل شخص، إلا أن المواطنين يعانون من وجود كثير من المشاكل في هذه المولدات من غلاء في الأسعار وجشع أصحابها وتحكمهم بالمواطنين.

خالد شاب من ادلب يقول: “غلاء فاحش في أسعار الكهرباء التي تصلنا من المولدة الموجودة في الحي هذا غير كون أصحابها يقومون بالتحكم بمواعيد عمل المولدة ومواعيد إيقافها حيث يقومون بإيصالها 6ساعات فقط في اليوم”.

يضاف إلى مشكلة غلاء أسعار الكهرباء التي يعاني منها المواطنون عدم توفر الخبرة لدى أصحاب المولدات في أمور تمديد كابلات الكهرباء وكيفية الإصلاح، حيث يقومون بلف الكابلات الكهربائية حول أعمدة الكهرباء مما يؤدي إلى احتراق الأعمدة عند ارتفاع درجة حرارة الكابلات الكهربائية الموزعة على الأحياء وانقطاعها.

أحمد مهندس كهرباء في ريف مدينة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام يقول: “يعمل المسؤولون عن المولدات على إيصال الكهرباء ضمن خطوط كهربائية مصنوعة من بعض المعادن غير النحاس والتي تضعف نقل الكهرباء، الأمر الذي يتسبب في احتراق بعض الأدوات الكهربائية في المنازل، بالإضافة لجعل الكبل المصنوع من مادة الألمنيوم على الغالب الموزع للكهرباء ضمن الحي، تزداد حرارته دون وضعهم للأدوات التي تساعد في خفض حرارته فقد شاهدت إحدى المرات كبل كهربائي موصول من المولدة في حيينا قد احترق بسبب ازدياد حرارته دون وجود آلية لتبريده”.

تقدم الأهالي في محافظة إدلب بطلب إلى ادارة المدينة في ادلب يشتكون من حال المولدات وتحكم أصحابها بالمواطنين، فقامت ادارة المدينة المحررة بفرض زيادة ساعات عمل المولدات وضبط أسعار الأمبيرات التي يتم توصيلها إلى المنازل لكن على الرغم من كل هذا إلا أن أعطال المولدات الكثيرة تحول دون ضبط ساعات العمل.

محمد شاب من إدلب يقول: “المولدة لدينا في الحي تتعطل كل بضعة أيام ما يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي في الحي الذي تقوم المولدة بتغذيته، الأمر الذي يحول دون عمل المولدة ضمن أوقات محددة”.

أوجد المواطنون السوريون في المناطق المحررة بديلاً للكهرباء في ظل غياب النظام، ليبرهنوا للعالم تأقلمهم مع الظروف القاهرة المستمرة منذ أربعة أعوام.