مطار كويرس العسكري تاريخه وأهميته

12226731_974964589241228_1951480731_n

زيتون – محمد علاء

تمكنت قوات النظام يوم 10 تشرين الثاني من فك الحصار عن مطار كويرس العسكري والمحاصر منذ منتصف عام 2012 بعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش بمحيط المطار وفي بلدة كويرس قرب المطار.
ورغم ضراوة المعارك التي شنت على المطار للسيطرة عليه في محيطه إلا أنها فشلت في إخراج قوات النظام منه، فبعد المحاولات المتكررة للجيش الحر منذ منتصف 2012 وحتى بداية 2014 وإحكامه الحصار التام على المطار بالإضافة إلى سيطرته على أجزاء صغيرة داخله إلا أن تنظيم داعش فشل باقتحامه رغم المحاولات المتكررة وانتهى تفجير العربات المفخخة بدون أي تقدم يذكر وحتى بالحفاظ على الأجزاء المتقدمة التي كان يسيطر عليها الجيش الحر قبله.
يقع «مطار كويرس» ضمن تجمع عسكري «موقع رسم العبود العسكري» والذي يقع شرق حلب على بعد 40 كم، ويمتد على مساحة تقدر ب 11 كم² ويتبع إدارياً للآمرية الجوية في وزارة الدفاع السورية.
يتكون الموقع من المطار العسكري (المعروف بمطار كويرس العسكري نسبة إلى البلدة القريبة منه) الكلية الجوية ومركز قيادة لواء دفاع جوي كما يحوي مساكن الضباط العسكرية، أما المطار العسكري فهو مكون من مدرجين عسكريين وساحة هبوط للمروحيات، بالإضافة إلى قرابة /30/ حظيرة إسمنتية، تربض ضمن المطار طائرات تدريبية /L39/ ومن نوع / MBB 223 Flamingo / وأخرى من نوع /MFI-17 Mushshak/ وبعض طائرات «ميغ 23 – 21» كما تعتبر الكلية الجوية الوحيدة في سوريا وتتكون من المعهد الجوي والمعهد الملاحي.
تأتي أهمية الموقع كونه قاعدة حصينة من الصعوبة اقتحامها ويشرف على طريق استراتيجي «حلب –الرقة» ويمكن أن يشكل نقطة تجمع لقوات الأسد بالإضافة إلى كونه مركز تدريب مهم للعساكر والوحيد للطيارين في سوريا، وزادت الأهمية له خاصة بعد تحرير مطار الجراح العسكري (مطار كشيش) بالقرب من بلدة مسكنة ومطار منغ للحوامات في شمال حلب، كما أن تعطيل الملاحة في مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري في حلب أعطى للموقع أهمية إضافية.
محاولات تنيظم «الدولة الاسلامية» السيطرة على المطار
بعد سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» على معظم المناطق في شرق سوريا تابع تقدمه باتجاه المنطقة المحيطة بالموقع جرت على أثرها معارك مع الجيش الحر انتهت بطرده من المنطقة وإجبار من بقي منهم على مبايعة التنظيم كلواء صقور العز والكتيبة الخضراء وذلك أواخر عام .2014.
يمثل الموقع أهمية كبيرة لتنظيم «الدولة الاسلامية» في حال سيطرتها عليه فإنه سيؤمن مناطق سيطرته من الجهة الغربية وينهي تواجد قوات النظام من تلك المنطقة، فيكتسب التنظيم مساحات كبيرة مم يخفف من وطأة المعارك في جنوب الموقع التي كانت تتقدم خلالها قوات الأسد قبل فك الحصار عنه، كما يكسب التنظيم قدرة أكبر على المناورة في المعارك القريبة من معامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب شرق حلب.
عدة محاولات قام بها التنظيم خلال حصاره للمطار باءت جميعها بالفشل، أبرز تلك الهجمات كانت في تموز / يوليو 2014، وأيار / مايو 2015، وفي آب/اغسطس 2015 قتل في الهجمة الأخيرة مالا يقل عن 40 ضابطاً بينهم أربعة ضباط برتب كبيرة بعد تفجير أربعة من مقاتلي التنظيم أنفسهم بعربات مفخخة بالقرب من تجمعات لمقاتلي النظام داخل الموقع.
واستطاع التنظيم إسقاط عدد من الطائرات كانت تقصف محيط الموقع (يزعم تنظيم داعش أنها وصلت ل 10 طائرات)، كما تمكن التنظيم من إسقاط طائرة مروحية من نوع /مي 25/ مضادة للدروع كانت مقلعة من المطار والتابعة الى اللواء /64/ حوامات قتالية السرب /76/ في مطار بلي في ريف دمشق، قتل نتيجة سقوطها نائب رئيس اللجنة الأمنية العليا في محافظة حلب اللواء الركن «يونس إبراهيم» وقائد سرب العقيد الطيار الركن «محمد بدر محمود»، والعقيد الطيار «عادل محمد عيسى»، إضافة إلى الرقيب الميكانيكي «محمد أسعد». وضمن محاولات التنظيم استباق محاولات قوات الأسد التقدم لفك الحصار، اشتدت وتيرة المفخخات التي أرسلها التنظيم في شهر تشرين الأول/ اكتوبر في محيط الموقع أعقبها محاولات فاشلة لاقتحامه.
وصول قوات النظام الى المطار
بدأت قوات النظام البحث بشكل جدي لفك الحصار عن الموقع وعن جنوده المحاصرين بعد تحوله إلى أولوية لدى النظام لتأمين طريق خناصر والمنطقة الصناعية (منطقة الشيخ نجار شمال شرق حلب) ولحاجته تأمين منطقة كشف رادار في شمال سوريا، فبعد سقوط مطار أبو الظهور لم يتبقى أي موقع عسكري يمتلك رادارات قادرة على كشف الشمال إلا في هذا الموقع، كما أن وصول قوات الأسد إلى تلك المنطقة سيمكنها من إعادة تفعيل حركة المطار والإقلاع منه وسيؤمن للنظام مساحة جغرافية أمنية وعسكرية يتمكن من خلالها إحكام محاصرة مدينة حلب من الشرق (حيث يقع الشق الشرقي من المدينة تحت سيطرة المعارضة والشق الغربي يسيطر عليه نظام الأسد) وسيؤمن له بنفس الوقت حماية أكبر من التنظيم شرقاً ويبعد التنظيم عن معامل الدفاع وبعض مناطق طريق خناصر الوحيد الواصل إلى الشق الغربي من مدينة حلب، كما أن سيطرته على تلك المنطقة سيمكنه من تأمين طريق آخر إلى حلب عبر الوصول إلى مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري.
أطلقت قوات الأسد بداية معارك فك الحصار عن الموقع في منتصف شهر آب/اغسطس 2015 ولكن العمليات بدأت عملياً خلال ثلاث هجمات متتالية في شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول على محاور «تل نعام والصبيحية وتل بلاط والريان» مدعومة بغطاء جوي.
انتهت جميع الهجمات بالفشل إلى أن استطاعت قوات الأسد في 15 أكتوبر/تشرين الأول من السيطرة على قرية تل نعام، حيث استغرقت هذه العملية شهراً كاملا للسيطرة على قرية واحدة.
وسيطرت أيضا على أكثر من 12 قرية منها (الجبول، الريان، الرضوانية، جديدة تل سبعين، حويجينة، الناصرية، دكوانة، حلبية، وتل بلاط، شيخ احمد، كويرس شرقي) الواقعة بين تواجد قوات النظام والموقع المحاصر، وبهذا التقدم تمكنت قوات النظام بدخول المطار يوم 10 تشرين الثاني/ نوفمبر.
تقدم النظام على هذا المحور دفع التنظيم للبحث عن معركة جانبية تمكنه من وقف التقدم للنظام فكانت معركة طريق خناصر والتي قطع فيها التنظيم طريق امداد النظام الى محافظة حلب في 23 تشرين الأول واستمرت حتى 2 تشرين الثاني تمكنت بعدها قوات النظام من استرجاع الطريق واستكمال معارك الوصول لمطار كويرس.