كفروما…ثورة مبكرة وواقع خدمي متردي

صورة لاطفال من بلدة كفروما بجبل الزاوية وهم يعيشيون في كهوف المنطقة الاثرية

زيتون – عبيدة العمر 

كفروما.. إحدى البلدات الجميلة في ريف ادلب الجنوبي، تبعد عن مدينة معرة النعمان كيلومتراً واحداً باتجاه الغرب، بلغ عدد سكانها أكثر من عشرين ألف نسمة، وكغيرها من بلدات ريف ادلب ثارت كفروما ضد النظام، بل وكان لها بصمة نوعية في مظاهرات معرة النعمان، احتفل أهالي كفروما بالمتظاهرين الأوائل وشجعوا أبناءهم على الثورة، لمع اسم كفروما في الحراك السلمي، وخرج أهلها ينشدون الحرية والكرامة، وينادون با سقاط النظام كباقي السوريين.
وبعد تحول الثورة عن مسارها السلمي، قدمت كفروما فلذات أكبادها، الشاب تلو الآخر في معارك الحرية، وبعد تحرير كفروما في الربع الأخير من 2012 عاشت البلدة أحوالاً صعبة، حيث كانت محاطة بعدد كبير من الحواجز التابعة للنظام، اضافة لمعسكر الحامدية الذي أذاقها وريف ادلب الويلات، ضراوة القصف من قبل قوات الأسد أجبرت ثلثي سكانها على النزوح، حاول النظام مرات عدة التقدم باتجاه البلدة، لكن عزيمة شبانها كانت أقوى من الطغيان، فلاتزال ذكريات الشهداء على أسوار الحامدية ووادي الضيف تعانق زيتونها.
في الوقت الحالي، وفي ظل انفتاح عمل المنظمات الانسانية في سوريا، لاتزال كفروما تعاني انسانياً، زيتون ألتقت الأستاذ «عبد المعين الحميّد» رئيس المجلس المحلي في البلدة، حيث وضّح معاناة بلدته حالياً بقوله:
«بلدتنا بحاجة لمساعدة كبيرة، نعاني من عدة مشاكل أهمها نقص مادة الخبز، يوجد عندنا فرن واحد حديث الصنع ويغطي عشرين بالمئة من حاجة السكان، نحن بحاجة لأفران أخرى وبحاجة لمادة الطحين التي نعاني من نقصها».
تحوي كفروما آلاف الأطفال وهم بحاجة لمدارس وبحاجة لكتب وقرطاسية، قصفت طائرات النظام مدارس كفروما وأخرجتها عن الخدمة، لكن لابد من اصلاحها وإعادة تأهيلها لتستقبل الطلاب، الحميد أكد ل «زيتون» أن وضع التعليم في البلدة سيئ بقوله: «نصف أطفال كفروما محرومون من التعليم، نحن بحاجة لمدرستين بالسرعة القصوى لتعليم أطفالنا».
يوجد في كفروما آبار مياه صالحة للشرب ولكنها متوقفة تقريباً، فمحطة المياه بحاجة إلى كلفة تشغيلية كبيرة لايقدر عليها أهل البلدة الفقراء حسب ما أفاد الحميد، فمعظم سكان كفروما يعملون بالزراعة وتربية المواشي مايعني حاجتهم لكميات كبيرة من الماء.
بين الحين والآخر تتعرض كفروما للقصف من طائرات النظام والطائرات الروسية، مايعني دماراً في البنية التحتية ووقوع اصابات بحاجة لتدخل فرق الدفاع المدني في المدن المجاورة، يقول الحميد: «كفروما بحاجة إلى مشفى يقدم الخدمات الصحية المجانية، وبحاجة لمركز للدفاع المدني لمساعدة الأهالي وقت القصف».
تحوي كفروما عوائل الشهداء الذين يقدرعددهم بأربعمئة شهيد، يقول أبو محمد وهو منشق عن قوات النظام: «وضعنا سيئ للغاية مقارنة مع وضع جيراننا، مغتربونا قليلون ولا يستطيعون تأمين كل نفقات البلدة، غير أن المنظمات الإنسانية تتسابق على مساعدة البلدات المجاورة ولا تساعدنا بالشكل المطلوب».
لم تشفع كل التضحيات التي قدمتها كفروما ولازالت تقدمها، لها بالعيش في ظروف طبيعية قدر الامكان كما جيرانها، بل حتى أن أطفالها يقارعون الجهل في ورشات العمل بسبب عدم وجود مدارس تأويهم.