بعد فشل طيرانها بتغطية تقدم بري لقوات النظام: روسيا تقصف المناطق «المحررة» بالصواريخ البالستية

21qpt991

القدس العربي – منهل باريش

وسعت القوات الجوية الروسية عملياتها العسكرية في ريف اللاذقية بعد أن قامت فصائل الثوار بوقف تقدمها في ريف حلب الجنوبي. وزادت ضغطها من خلال استخدامها الصواريخ  البالستية بكثافة في الأيام الثلاثة الماضية. وزجت غرفة العمليات بمقاتلين من المشاة الروس لأول مرة، منذ بدء العمليات التي أقرت روسيا أنها ستكون جوية فقط.
وصرح المسؤول الإعلامي في اللواء العاشر في الساحل، جاهد أحمد، لـ»القدس العربي أن «الآلة العسكرية الروسية شنت أضخم حملاتها منذ بدء عملياتها العدوانية ضد شعب سوريا منذ أربعين يوماً». وعن بدء الهجوم الواسع في جبال اللاذقية قال «بدأت الغارات الساعة الخامسة، فجر الخميس، حيث استهدف الطيران الحربي بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية معظم خطوط التماس بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة قوات مرتزقة الأسد. فيما تم استخدام جميع أنواع الأسلحة المتاحة (الدبابات، راجمات الصواريخ، مدفعية الهاون، الرشاشات الدفعية الثقيلة (23، 57)».
وأكد المسؤول الإعلامي في اللواء العاشر  قيام البوارج الحربية الروسية بقصف صاروخي في اتجاه المناطق المحررة في ريف اللاذقية، وأضاف ان الهجوم اتسم بمحاولة حرق خطوط الاشتباك من جهة الثوار لإجبار المرابطين فيها على التراجع وبعد ذلك الإيعاز للقوات البرية بالتقدم.
من جهته، قال فادي أحمد، مدير المكتب الإعلامي في الفرقة الساحلية الأولى، إن الهجوم «تركز على ثلاثة محاور في ريف اللاذقية (جب الأحمر، دير غمام ودير حنا باتجاه الزويكو الدغمشلية، جبل زاهية القريب من كسب).  وقصف الطيران الروسي أغلب قرى وبلدات جبلي التركمان والأكراد وارتكب مجزرة في قرية الكندة راح ضحيتها ثمانية مدنيين بينهم نساء وأطفال وسقوط عدد كبير من الجرحى.
إلى ذلك، قامت غرفة عمليات الثوار في الساحل بتعزيز خطوط الدفاع الأولى وإنشاء خطوط دفاع خلفية لحماية خطوط الامداد والإخلاء، وحماية مقاتلي الصف الثاني. واتبع الثوار سياسة نصب الكمائن للتخفيف من أضرار القصف المركز كونهم لا يملكون الصواريخ المضادة للطيران.
وأكد قائد قطاع الساحل في جبهة الشام أبو خالد الأموي «استعادة السيطرة على بعض المحارس التي تقدمت قوات النظام فيها، يوم الخميس»، وقال الأموي لـ «القدس العربي»: «أوقعنا عدداً كبيرا من القتلى في صفوف ميليشيات درع الساحل وصقور الصحراء». ونشرت الصفحات الرسمية لكتائب «أنصار الدين» في الساحل السوري صوراً لقتلى يرتدون بزات عسكرية كتب عليها «صقور الصحراء»، وتعتبر هذه إحدى أهم المليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات النظام في ريفي حماة وحمص الشرقيين.
واستخدمت روسيا أعداداً هائلة من الصواريخ البالستية، فأطلقت بعضها من بحر قزوين وبعضها من بوارجها المنتشرة قبالة الساحل السوري. وكان أشهرها صاروخ «كالبير» المجنح الذي يعتمد على المحرك النفاث ويصل وزن رأسه المتفجر الى 450 كيلو غراماً ويوجه عن طريق الأقمار الصناعية. وهو أبطأ الصواريخ بعيدة المدى، ويمكن اصابته بصاروخ مضاد للطائرات، وهو ما خبره أغلب النشطاء اذ تمكنوا من تصويره بكاميرات عادية قبل ارتطامه بالأرض واحداثه انفجارات كبيرة جداً.
المستشار القانوني في الجيش الحر، المحامي أسامة أبو زيد، قال في حديث لـ«القدس العربي» إن السلاح الذي يصل إلى فصائل الجيش الحر «غير كاف رغم تحسنه في الأيام الأخيرة. وتقع مسؤولية كبيرة على أصدقاء الشعب السوري في دعم الفصائل في الساحل. ولا حجة لأحد، فكل فصائل الساحل هي فصائل تتبع للجيش السوري الحر». وتابع: «روسيا تستخدم القوة لإجبار المعارضة على القبول بالأسد في المرحلة الإنتقالية»، مؤكداً وجود مقاتلين «مرتزقة أفارقة» في الساحل إلى جانب باقي الميليشيات.
وقال أبو زيد إن «الضغط على المعارضة عسكرياً لن يجدي نفعاً للقبول بالأسد من أجل مكافحة الإرهاب، وهذا الحديث معطوب، فالأسد استجلب ميليشيات إلى مسقط رأسه لحمايته، ولا يمكن أن يكون شريكاً في العملية السياسية أبداً».
ويبدو أن القصف الروسي سيتصاعد في الفترة المقبلة لإجبار المعارضة السورية على القبول بمقررات اجتماع فيينا، بعد أن وافق عليها أصدقاوهم قبل أعدائهم. ويتناسى الروس أن قصفهم الجوي أخفق خلال أربعين يوماً في احراز أي نتيجة تذكر سوى زيادة حجم الدمار وقتل المدنيين، وهو ما سيفعله استخدام الصواريخ البالستية، أي إلحاق دمار أكثر ولكن دون تقدم بري يذكر.

بعد فشل طيرانها بتغطية تقدم بري لقوات النظام: روسيا تقصف المناطق «المحررة» بالصواريخ البالستية