استعادوا معظم قرى ريف حلب الجنوبي: الثوار يسيطرون على جبل زاهية في جبال التركمان

12241219_455627404625424_2426978418543125018_n

القدس العربي – منهل باريش

سيطر جيش الفتح وجيش النصر وغرفة عمليات فتح حلب وعدد من فصائل ريف حلب الجنوبي على طريق حلب ـ دمشق الدولي قرب منطقة ايكاردا، وأبعدت الفصائل المعارضة شبح سيطرة قوات النظام والمليشيات عليه، والتمدد منه إلى مناطق أخرى.
وشنت فصائل الثوار هجوماً واسعاً في ساعة صفر واحدة على معظم القرى التي تقدم إليها النظام، بدءا من تل البكارة (جنوب شرق ريف حلب) وصولاً إلى قرية برنة (شمال غرب)، وتابعت الزحف لتستعيد نحو عشر بلدات سبق ان تقدمت فيها الميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله اللبناني.
ويحضر الثوار عملية لاختراق الخط الواصل إلى بلدة الحاضر من طريق تل ممو بعد سيطرة الثوار عليه، ويتقدمون بعد نجاحهم في تحرير الهضبة الخضراء وتلة المحروقات، الى تلّتي السيرياتل والمقلع شمال بلدة العيس.
وتعد العيس والحاضر أهم البلدات التي سيطرت عليها الميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله.
وبثت فصائل المعارضة شريطاً مصوراً يظهر مقتل عدد كبير من عناصر الميليشيات، اضافة لأسر عدد آخر، لعل أبرزهم ثلاثة مقاتلين يتبعون لحزب الله.
وأعلن لواء فرسان الحق استهداف غرفة عمليات معارك ريف حلب الجنوبي التابعة لحلفاء النظام والواقعة أعلى تلة العيس، شمال بلدة العيس. وبث المكتب الإعلامي في اللواء شريط فيديو يظهر استهداف بناء صغير أعلى التلة وقد ثبت عليه عدد من هوائيات أجهزة الإشارة واللاسلكي، وتمكنت سرية «المضاد للدروع» من إصابة الهدف بشكل مباشر وبمهارة عالية، حيث دخل صاروخ تاو من نافذة البناء الصغيرة، ليحدث انفجاراً كبيراً ويدمر واجهة «مقر العمليات».
وصرح قائد سرية التاو في لواء فرسان الحق، أحمد النهار، لـ«القدس العربي»: «من حيث المبدأ نستخدم صاروخ تاو للمدرعات والمجنزرات، لكن سرايا الرصد والاستطلاع ومن خلال المراقبة الدائمة اكتشفت وجود غرفة العمليات الايرانية أعلى تلة العيس، وبعد المراقبة تأكدنا أن ضباطاً إيرانيين وأخرين تابعين لحزب الله والمليشيات العراقية يرتادون الغرفة». وأضاف النهار: «قررنا استهداف الغرفة، وتحييد ما حولها، وراهنّا على براعة أحد رماتنا، فإن دخل الصاروخ من النافذة سيقتل كل من فيها، وهذا ما حدث».
ويظهر الشريط المصور كيف بدأ بعض عناصر المليشيات بسحب من سقطوا داخلها، ولم يتسنّ لـ«القدس العربي» التأكد من قتلى المليشيات التي لم تعلن حتى اللحظة عن الشخصيات المستهدفة في غرفة العمليات المذكورة.
وسيطرت الفرقة الثانية الساحلية على جبل زاهية الملاصق للحدود السورية التركية، بعد أن كانت قوات النظام وميليشيا «صقور الصحراء» قد تقدمت فيه قبل أيام مدعومة بغطاء جوي روسي كثيف. لكن إسقاط القاذفة الروسية سوخوي -24 خفف من دقة القصف الجوي حيث اعتمدت القاذفات الروسية على القصف من بعيد خشية اختراقها المجال الجوي مرة أخرى، بسبب تداخل الحــدود السورية التركية في أكثر من نقطة.
واعتمدت غرفة العمليات التي يتحكم بها النظام على القصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أكثر من اعتمادها على الطيران، وذكرت مصادر محلية أن معدل قصف راجمات الصواريخ وصل الى قذيفة كل 10 ـ 15 ثانية في بعض الأحيان.
وأرسلت فصائل الثوار تعزيزات إلى جبلي التركمان والأكراد، وأكد النقيب حسن الحاج علي قائد لواء صقور الجبل في تصريح لـ«القدس العربي» إرسال قواعد تاو جديدة إلى جبلي الأكراد والتركمان، وقال: «دمرت إحدى سرايا التاو دبابة في جبل التركمان، وسنقوم بإرسال مقاتلين إلى المنطقة لصد الهجمة في جبل التركمان».
وأكد القائد العام للفرقة الثانية الساحلية بشار المنلا في شريط مصور، سيطرة الفرقة وعدد من الفصائل على جبل زاهية، وبثت الفرقة صورة لإحدى الدبابات التي اغتنمتها في قمة الجبل، وقال المنلا: « قتلنا أكثر من ثلاثين عنصرا للنظام في عملية تحرير الجبل».
ويبدو أن روسيا تريد الانتقام من تركيا في جبل التركمان، فتقصف» الأخوة» وأبناء «العم» كما يطلق الأتراك على التركمان السوريين، لذلك فقد كثفت قصفها على المنطقة، وتحاول جاهدة إحراز أي نصر على الأرض يعيد ماء وجهها بعد خسارتها للــســـوخوي ـ 24 و مروحية الـ mi8 التي دمـــرها الثــوار. وربما يتضاءل النصر ليقتصر على حلم الوصول إلى حطام أية من الطائرتين.