التاريخ يعيد نفسه وسننتصر اليوم لتاريخنا

 

مع اقتراب عيد جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا نتكلم في جريدة زيتون عن الشهداء الأوائلبغت

الذين ضحوا بحياتهم لأجل سوريا الحرة الكريمة , وكان أول شهيد في سوريا لاستقال سوريا هو الشهيد يوسف العظمة , وذلك قبل ان يستلمها  المستعمر الثاني  ويخطف بريق الامل  من عيني  ثوارها وابطالها , وتعود سوريا القهقهرى بدل ان تصبح بطبيعة الحال والجدلية التاريخة  , دولة رائدة و منافسة لما حولها وما ليس حولها حتى , نقرأ من صفحات ثورتنا الاولى والتي  عادت  ثورتنا الثانية لتحييها  , نقرأ عن يوسف العظمة و ذكريات ايام الجلاء

الشهيد يوسف العظمة
هو يوسف بن ابراهيم العظمة من مواليد دمشق 1884 من أسرة دمشقية عريقة.
درس في المدرسة الرشدية العسكرية في جامع يلبغا ضمن حي البحصة بدمشق ثم تابع دراسته العسكرية في الأستانة في مدرسة أركان حرب ليحص على رتبة يوزباشي أركان حرب في العام 1907.
وقد كان يحب اللغات ويتقنها فتحدث العربية والتركية والانكليزية والفرنسية والألمانية ….
شغل منصب وزير الحربية في عهد الحكومة العربية الأولى في سوريا عام 1920 بعهد الملك فيصل.
وعندما قررت فرنسا وضع الوصاية على سوريا من خلال إنذار غورو عارض العظمة قرار الملك فيصل بالاستسلام لإنذار غورو.
استشهد يوسف العظمة في 24 تموز 1920 بعد معركة حامية جرت في منطقة ميسلون استبسل بها السوريين جنوداً ومتطوعين للدفاع عن وطنهم ضد الاحتلال الفرنسي وكان قد أوصى أصدقائه بابنته الوحيد ليلى فقال قبل خروجه للمعركة :أوصيكم بابنتي ليلى.
بعد هذه المعركة قال الجنرال غورو (كانت سورية مخيبة لآمالنا) وهذا ما أراده الوزير الشهيد عندما قال (لن أدع التاريخ يذكر أن الجيوش الفرنسية دخلت سوريا من دون مقاومة

و كما انتصرنا سننتصر

ومن التاريخ المغمس بدماء ابطالنا وشهدائنا ومسير طويل من الالم والامل وخيبات الامل

نبذة عن  الماضي  الذي سعى البعض لطمسه واظهار اللون الذي  يريد نظام البعث منا ان نراه

لبريطانيا وفرنسا دور كبير في إثارة الأزمات ورسم كيان المنطقة بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى 1914- 1918 لاقتسام ما بقي من املاكها التي تشمل البلاد السورية أي بلاد الشام والعراق. وانتهى الأمر بالدولتين عام 1916 إلى توقيع اتفاقية عرفت باسم موقعيها سايكس وبيكو

مؤتمر الصلح :

وعقد مؤتمر الصلح في باريس وانتهى إلى إقرار عدد من المعاهدات مع الدول المهزومة والتي كانت إحداها معاهدة سيفر مع تركيا في 10 آب عام 1920 وهي التي نصت على فصل البلاد العربية عن تركيا والاعتراف بها دولة مستقلة.

خرجت بريطانيا من سوريا سنة 1920 بناءً على مؤتمر سان ريمو الذي عقده مجلس الحلفاء الأعلى في إيطاليا والذي قرَّر ما يلي:

وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.

وضع العراق تحت الانتداب الانكليزي.

وضع فلسطين وشرقي الأردن تحت الانتداب الانكليزي مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور.

وهكذا تم وضع الصيغة النهائية لاتفاقية سايكس بيكو مع إدخال جزيرة قبرص في صلبها باعتبارها جزءاً من المنطقة.

وفي 14 تموز عام 1920 وجه الجنرال “غورو” إنذاراً إلى الملك فيصل يتضمن :

  وضع سكة حديد رياق – حلب تحت تصرف القوات الفرنسية-  

قبول الانتداب الفرنسي على سوريا بلا قيد أو شرط

إلغاء النفير العام والتجنيد الاجباري وتخفيض عدد الجيش السوري

قبول التعامل بالعملة الورقية التي اصدرتها فرنسا

معاقبة الأشخاص المناوئين للسلطة الفرنسية وتعني بهم الثوار.

إلا أن المؤتمر السوري العام اجتمع وأعلن رفضه للإنذار ودعا إلى مظاهرات ضد هذا الاتفاق، وبالفعل خرجت أول مظاهرات فعلية من دمشق ومعظم المدن السورية تطالب باستقالة الوزارة.

لم تهتم وزارة الركابي بالمعارضة الشعبية، وباشرت بتنفيذ أحكام الإنذار فأوقفت أعمال التجنيد وسرحت الجيش السوري، وجلت عن المراكز العسكرية المحصنة على الحدود وجمدت المؤتمر السوري العام لمدة شهرين. وأبلغت الحكومة المندوب الفرنسي في دمشق بهذا القرار لينقله بدوره إلى الجنرال غورو في بيروت. لكن غورو أمر قواته في الشمال بالزحف نحو حلب مدعياً ان الإنذار لم يصله في الوقت المحدد. فتجددت المظاهرات واقتحم المتظاهرون سجن القلعة لأخذ السلاح المدخر في مستودعاتها وأطلقوا سراح السجناء، ولم تهدأ المظاهرات إلا باستقالة وزارة الركابي، والتي خلفتها وزارة حرب برئاسة السيد هاشم الأتاسي.

بدأت المواجهة الحقيقية من الشعب السوري، و بدأت تظهر الوطنية على حقيقتها، إذ بدأ الشعب السوري يعمل على مقاومة هذا المغتصب المحتل، فهبت الجموع العزلاء لمقاومة القوات الاستعمارية الفرنسية المدججة بالسلاح،

وأعلنت الحرب على فرنسا يوم 21 يوليو 1920 ، فتدافع الناس من كل حدب وصوب وتطوعوا لخوض معركة الكرامة ضاربين بذلك أروع الأمثلة في التضحية، وخرج وزير الحربية يوسف العظمة على رأس قواته القليلة إلى موقع ميسلون حيث جرت معركة انتحارية غير متكافئة مع قوات فرنسية كبيرة, ، فقد بلغت القوة الفرنسية العسكرية في المعركة تسعة ألاف جندي مزودين بخمس بطاريات مدفعية ميدان، وبطاريتي مدفعية عيار ١٠٠ مم وعدد كبير من الدبابات و الرشاشات والطائرات مقابل ثلاثة آلاف متطوع سوري، لا يملكون إلا إرادتهم في المقاومة وبعض السلاح الأبيض استمرت المعركة نحو ساعتين، استشهد فيها ما يزيد عن ٨٠٠ شهيد على رأسهم وزير الحربية السورية يوسف العظمة

وتقدم الفرنسيون بعد انتصارهم في معركة ميسلون يوم السبت في 24 تموز 1920 يسيرون فوق جثث الشهداء من الشعب السوري، باتجاه دمشق، وتم لهم دخولها في اليوم التالي أي في 25 تموز 1920 فاستقالت وزارة السيد هاشم الأتاسي واضعة خاتمة لمرحلة الحكم الوطني في بلاد الشام. وبدأ عهد الاحتلال والانتداب الفرنسي لتبدأ مرحلة جديد ة في تاريخ سوريا، مرحلة أقل ما يقال عنها، مرحلة المقاومة و التضحيات ضد المحتل والمستعمر الجديد الذي فرض نفسه بقوة السلاح

قامت القوات الفرنسية بفرض السيطرة العسكرية مستخدمة ابشع الاساليب حيث تم فرض الاحكام العرفية وفرض دفع غرامات مالية ونزع سلاح الجيش السوري

واجهت فرنسا منذ ان نزلت قواتها على الساحل السوري مقاومة عنيفة تجلت بثورات في مختلف المناطق: في تل كلخ والعرقوب والحولة وحوران والجولان والساحل والشمال وفي دمشق. وبدخول الجيش الفرنسي دمشق ثار الشعب السوري الذي لم يرض بالانتداب الفرنسي وبالحكم الأجنبي ، وقام بتنظيم حركة المقاومة ضد الاحتلال فقامت عدة ثورات كبرى في سائر مناطق ومدن البلاد استبسل فيها الثوار وقدموا أغلى التضحيات في سبيل الحرية والاستقلال.

ففي الجنوب قاوم الدروز ببسالة نير الاحتلال وكذلك في جبال العلويين التي انتفض فيها الفلاحون تحت قيادة الزعيم صالح العلي وزعمائهم المحليين ، وفي جبل الزاوية حيث استطاع إبراهيم هنانو أن يعبئ الجماهير تحت قيادته ونظم حركة المقاومة ضد الفرنسيين عسكرياً من عام 1920 حتى عام 1925 ، وسياسياً حتى عام 1936، وفي منطقة الجزيرة التي قام سكانها بانتفاضات مشهودة لم تستطع القوات الفرنسية السيطرة عليها رغم حملاتها المتكررة إلا في بداية عام 1927 ، وفي دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية هب السكان عن بكرة أبيهم لمقاومة نير الاحتلال رغم أن موازين القوى لم تكن في صالح الشعب المقاوم.

إلى ان قامت الثورة السورية الكبرى من تموز عام 1925 إلى عام 1927حيث بدأت من جبل العرب بقيادة سلطان الأطرش ورفاقه الذين انتصروا انتصاراً كبيراً في معركة المزرعة التي سقط فيها اكثر من ألف جندي فرنسي. توسع نطاق الثورة إلى دمشق وحماة والجولان وجبل الشيخ وجنوب لبنان

واستمر النضال والكفاح السوري بكل  طرقه الى ان وصل وبعد العديد من الاحداث الجسام حتى حصل في النهاية على حقوقه

صوت أعضاء مجلس الأمن في النهاية على المقترح الأمريكي بجلاء القوات الأجنبية عن سوريا ولبنان بأسرع وقت ممكن . هكذا تحقق الحلم وتحقق نضال الشعب السوري في دمشق وفي كل المدن السورية وتم جلاء القوات الفرنسية والبريطانية عن أراضيها في 17 /نيسان/ 1946 ، فاعتبر هذا اليوم عيداً وطنياً، وتم إبلاغ مجلس الأمن الدولي بذلك بتاريخ 16 /أيار/ 1946.