قارة عروس القلمون

 City-continent

قارة تلك المدينة المتربعة في جبال القلمون الشامخة على الطريق الرئيسي الذي

يصل مدينتي دمشق وحمص في منطقة إستراتيجية الموقع لقربها من الحدود اللبنانية.

تعرضت هذه المدينة الثائرة في شهر تشرين الثاني لعام 2013 لحملة عنيفة من قبل عصابات الأسد وميليشيا حزب الله نظراً لأهمية المدينة بالنسبة لهم، فهي أساسية لتأمين طريق حمص دمشق وإبقائها مفتوحة فضلاً عن وقوعها على طريق سريع يربط العاصمة دمشق بمعاقل للحكومة على طول الساحل.
 كما تقع في المنطقة مستودعات أسلحة ومراكز ألوية وكتائب عسكرية عديدة للجيش السوري الذي بدوره يعمد على إبقائها بعيدة عن أيدي الثوار خشية منه أن يتكرر ما حصل في مستودعات مهين.

استمرت الحملة الهمجية على المدينة لعدة أيام تحت غطاء عنيف من القصف المدفعي والصاروخي وغارات جوية بالمقاتلات الحربية كما قصفت المدينة بأكثر من 10 صواريخ أرض أرض أغلب الظن أنها من نوع لونا أحدثت دمارا هائلا في المباني وأدت لوقوع شهيدين من القلمون وعائلة كاملة من القصير.

ونتيجة للحملة نزحت آلاف العائلات السورية إلى لبنان عبر بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا في ظل أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة في المدينة التي تتعرض للقصف المتواصل الذي أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين ودمار هائل في منازل ومساجد المدينة.

في يوم الثلاثاء بتاريخ 19\11\2013 صرح إعلام النظام ألأسدي بفرض سيطرته على المدينة مخلفاً دمارا هائلا وحالة إنسانية مزرية.

ورداً على إعلام النظام صرح المركز الإعلامي في القلمون البيان التالي:

بعد خمسة أيام من القصف العنيف بكل أنواع الأسلحة وبعد أكثر من عشرين شهيد نقول لكم سقطت قارة لكن لم يسقط القلمون فالمعارك كر وفر والحرب سجال وما حدث بقارة ما هو إلا أمر لأيقاظ النفوس وخاصة الثوار، ان الخيانة موجودة بينكم فتنبهوا، نعم استطاعت قنوات النظام دخول أول قارة نعم أول قارة فقط وظهرت وتبجحت بسقوط قارة، وكي لا ننسى إن هذا الصنيع حصل من قبل في مدينة داريا أدخل النظام قنواته وأظهر للعيان استرجاع المنطقة وفي اليوم الثاني كانت المفاجأة أن الأرض مازلت تحت سيطرة الثوار، إن المعركة سجال، وان خسر الثوار جولة فهناك جولات رابحة.

انظروا لداريا ولبرزه والمعضمية سنة وهي صامدة تحت سيطرة الثوار، وإننا ننتظر من ثوارنا ما يقسم ظهر النظام ويظهر كذبه ونفاقه.

وبالانتقال للمدن الأخرى القلمون اليوم شهد معظم مدن وبلداته للقصف المدفعي والصاروخي العنيف وهي يبرود والنبك وجرد تلفيتا وتلفيتا ورنكوس ومزارع  رنكوس وجراجير، نرى أن هذه المنطقة مغيبة عن الإعلام كليا، كما شهدت مدن القلمون غارات جوية خاصة على مدينة يبرود ومنطقة عرسال وبعد النداءات التي أرسلت لأهالي صيدنايا للتدخل لإخراج العتاد العسكري من دير الشيروبيم قام الثوار بضرب العتاد العسكري وتدمير دبابة وسيارة مليئة بذخيرة، بالإضافة لتدمير دبابة من طراز T72 على الاوتستراد الدولي.

بين هذا وذاك تطفو على الوسط مؤشرات معركة القلمون, معركة يحشد لها النظام بشكل شبه كامل ميلشيات من حزب السورية.

نشرت جريدة الوطن السعودية تسريبات تفيد بأن النظام يعمد على خطة تهجير لسكان منطقة القلمون وإحلال بديل عنها من منطلق طائفي كمثال مشابه لـ بابا عمر والقصير في حمص.

وتبقى هذه المعركة في طي الغيب ويأمل السوريين أن تنتهي بنصر للثوار وتغيير لميزان القوى لصالح الثورة السورية.

 شهد الشامي