تحسن ملحوظ في اقتصاد إدلب بعد خروجها عن سيطرة النظام1:

3aae25b579bffef9e70b45c2

زيتون – سلوى عبد الرحمن

ازداد عدد سكان مدينة إدلب وأصبحت قبلة النازحين من ريف إدلب وحماة وريف حلب الجنوبي وموخراً أهالي حي الوعر بحمص.

 بعد سيطرة قوات المعارضة على المدينة في الشهر الثالث من السنة الماضية وخصوصاُ بعد الهدنة التي تم عقدها مع النظام في سوريا والتي تقضي بإيقاف القصف على مدينة إدلب والقرى المحيطة بها مقابل توقف الزحف باتجاه قريتي كفريا والفوعة المحسوبتين على النظام، شهدت المدينة في تحسناً اقتصادياُ على جميع الأصعدة.

أكثر ما يلفت الانتباه عند دخولك مدينة ادلب سوق الخضار الذي يعتبر أكبر أسواق المدينة وريفها، محلات الخضار والفاكهة و البسطات والعربات، واعداد كبيرة من المواطنين الذين يشترون ما يحتاجونه من مستلزمات غذائية.

يقول عمر أحد باعة الخضار في سوق ادلب: “بالرغم من ارتفاع أسعار  جميع الخضار والفاكهة ترافقا مع ارتفاع الدولار وهبوط الليرة السورية، إلا أن نسبة البيع أصبحت أفضل مما كانت عليه أيام سيطرة النظام”.

ويشهد سوق الألبان  الأجبان واللحوم المتنوعة والبيض و الزيوت والمواد الغذائية والمؤونة المتنوعة إقبالا ضخما من الأهالي وخاصة النازحين إلى داخل المدينة.

أم حسن التي تقصد السوق رغم مخاوف القصف تقول لزيتون: “لا زلت أخاف من استهداف النظام للسوق المحلي في إدلب الذي  أصبح أكثر ازدحاما من ذي قبل بالرغم من علمهم بالخطر المحدق وتربص الطيران الحربي بهم  خاصة و أن النظام خرق الهدنة عدة مرات”.

 وما إن تتجه لسوق الألبسة ترى التنوع الكبير في البضائع التي يبيعها التجار و زيادة في الكم والنوع نتيجة دخول العديد من المنتجات التركية إلى أسواق ادلب التي كان النظام يمنع دخولها ويستبدلها بالمنتجات الصينية والإيرانية.

من ناحية أخرى،  لوحظ  تدفق كبير للسيارات الأوربية المستعملة إلى ادلب وريفها والتي تعمل على المازوت المفلتر  وتتمتع بأسعار مقبولة، ما نتج عنه زيادة في حركة البيع والشراء.

“أصبحت مكاتب تجارة السيارات أكثر نشاطاُ بعد دخول جيش الفتح الذي يسمح ببيع وشراء تلك السيارات دون أن يتقاضى رسوما جمركية أو ضرائب رفاهية كتلك التي كان يفرضها  النظام سابقا هذا عدا عن ثمن السيارة”. كما عبر صاحب أحد مكاتب تجارة السيارات في المدينة.

أما عن بيع وشراء البيوت والمحلات و إيجارها، فقد شهدت المدينة ارتفاعا ملحوظا في أسعار العقارات وإيجار المحلات التجارية بعد ازدياد عدد الوافدين للمدينة، حيث قام العديد من أهالي المدينة وخارجها باستئجار العديد من المحال التجارية و استثمارها في مشاريع اماكن للمأكولات السريعة والحلويات و الألبسة الأوربية المستعملة والكثير من محلات الصرافة التي كان النظام يحظر وجودها.

أبو وسام بائع الأدوات المنزلية المستعملة يقول لـ “زيتون”: ” بعد بيع الكثير من أهالي المدينة لأثاثهم إما بسبب الحاجة أو بدافع الهجرة وفي ظل وجود قادمين جدد إلى المدينة ممن يحتاجون لهذا الأثاث ازدهرت هذه المحلات بشكل كبير”.

أما عن محلات المأكولات السريعة فتشهد هذه الأيام إقبالاً واسعاً، يقول أحد أصحاب محال بيع الفروج و الشاورما في ادلب لـ “زيتون”: ”  كانت المأكولات السريعة منتشرة بشكل واسع في سوريا ومع دخول الحرب أصبح الكثير من السوريين محرومين منها والآن أصبح بإمكانهم شراء تلك الماكولات من المدينة ،حيث يقبل الكثير من أهالي الريف والمقاتلين المرابطين على الجبهات لشراء هذا النوع من المأكولات ، رغم غلاءها النسبي “.

هذا التحسن الاقتصادي اللافت، عزاه الكثير من أهالي المدينة لتوافد العديد من السوريين الذين  تتعرض مناطقهم للقصف بشكل يومي و بسبب غياب الرقابة الشديدة والضرائب التي كان يفرضها النظام على المحال التجارية وعلى البضائع المستوردة و يمنع من تواجد البسطات لذوي الدخل المحدود من المواطنين، ويمكن القول أن مدينة إدلب أصبحت تعتبر قبلة النزوح داخل سوريا، ولكن الخوف يبقى دائماُ من النظام الذي قد ينتقم من هذا النجاح بقصفه للمدينة كما حدث منذ فترة في أحد أسواق إدلب.