قشور الفستق الحلبي.. مصدر بديل للتدفئة

سس

زيتون – محار الحسن

إن الجذور المتعمقة داخل التراب السوري لشجرة الفستق الحلبي، منذ 3500 سنة قبل الميلاد، لا تقل عراقتها عن عراقة الشعب السوري الذي ابتكر من قشور ثمارها مدفئة تقهر البرد الذي يجتاج الأراضي السورية، فإن قل المازوت، وقطعت الكهرباء، استطاع السوري وبذكاء أن يستفيد من أي مورد كي يعيش ومن هذه الموارد قشور الفستق الحلبي.

من المشهور أن ثمار شجرة الفستق الحلبي غنية بالفيتامينات والمعادن حتى  ان صمغ جذورها يعتبر مصدراُ للمستكة (العلك) الفاخر، لكن الجديد في الامرهو الاستفادة من قشور الفستق الحلبي ليصبح وقوداُ للمدافئ بعد أن كان يرمى في السابق ولا يستخدم في شيء

حسين، شاب ساهم باختراع تلك المدفئة من مدينة كفر زيتا بريف حماة الشمالي المحرر يقول لـ “زيتون”:” بما أن ريف حماة مشهور بزراعة أشجار الفستق الحلبي بكثرة، لن تواجهنا مشكلة جمع  قشوره وتسخيرها لخدمة الأهالي كمصدر بديل للتدفئة، ولاحظنا أنها خطوة جيدة وتشهد إقبالا كبيرا على شرائها”.

ويشرح  حسين عن آلية عمل المدفأة  فيقول:” إنها عبارة عن خزان موصول ببطارية الكترونية وشاشة رقمية تضخ بالثواني حسب العيار المطلوب  بالقشور داخل المدفئة (الصوبة) الموضوعة بجانب ذاك الخزان عبر محرك داخلي بسيط داخلها يسمونه المنجنيق، يتم تشغيل المدفئة برمي عود ثقاب مشتعل فوق القشور، وتنشر التدفئة بشكل جيد”.

أصبحت هذه المدفأة البديل المتاح للناس من غير القادرين على تأمين المازوت باستمرار بسبب غلائه أو فقدانه، وصار معيل الأسرة يستطيع أن يقي أهله وأولاده من البرد القارس بسعر مقبول نسبياً.

“أحمد” أحد سكان مدينة صوران بالريف الحموي يقول:” صحيح أن سعر الآلة بلغ 50 ألف ليرة سورية، لكنها أفضل من غيرها، لأنك تشتري الجهاز الالكتروني بهذا المبلغ لمرة واحدة فقط، ويتم توزيع دفعات من تلك القشور على أهالي المناطق التي تحتوي بساتينها على أشجار الفستق مما يعيننا جزئيا”.

وبما أن سوريا  بحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية ” الفاو”، تحتل المركز الرابع عالمياً بإنتاج الفستق الحلبي، المتركز بمدينة مورك بريف حماة المزروع فيها 800 ألف شجرة، أي 70% من كامل الإنتاج السوري، كان لابد أن يكون مردود ذاك الإنتاج المالي كله يصب بخزينة النظام السوري سابقا، وهذا أمر طبيعي لأن سوريا لها 10% من الإنتاج العالمي، فبعد أن فقد النظام الفائدة من تلك الأشجار بعد الثورة السورية صار يتعرض لها بالأذى إما بالقصف أو القطع والحرق كما تأثر كثيرمنها بسبب الاشتباكات والقذائف من كلا الطرفين المتنازعين.