حالة مأساوية لقطاع الصحة في مدينة البوكمال

البوكمال-355x224

مرصد العدالة من أجل الحياة

شهد قطاع الصحة في مدينة البوكمال (شرق دير الزور) تراجعاً كبيراً بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها وطرد قوات المعارضة السورية، ومع مرور الوقت وصل قطاع الصحة إلى حافة الانهيار بسبب القرارات والاجراءات التي اتخذها التنظيم فيما يتعلق بهذا القطاع، إضافة إلى القصف المستمر للمرافق الصحية من قبل الطيران الحربي الذي يستهدف المدينة ما أدى إلى كارثة صحية تعيشها المدينة.

ويعود سوء الأوضاع الصحية في المدينة للأسباب الرئيسية التالية:

استهداف الطيران الحربي للمشفى الوطني في المدينة التي كانت تقدم خدماتها للمدنيين مجانا ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة كما قام التنظيم بإفراغه من جميع محتوياته من أجهزة طبية ومولدات كهرباء وأجهزة تعقيم حيث قام بنقلها إلى كل من العراق وقرية الشدادي في ريف الحسكة.

استهداف مشفى عائشة الخيري والذي تحول بعد قيام التنظيم بإصلاحه إلى مشفى مأجور (باستثناء عناصر التنظيم الذين يتم علاجهم مجانا في هذه المستشفى ) بعد أن كان يقدم خدماته مجانا، ويعود الوارد المالي للتنظيم.

منع تنظيم الدولة للمنظمات من العمل ومنح الكوادر الطبية أجورا منخفضة لا تتجاوز 20 ألف ليرة سورية ما أجبر الكثير منهم على المغادرة بحثا عن حياة أفضل.

لا يوجد في قرى المدينة أي نقاط طبية باستثناء مستشفى هجين المأجورة والذي يبعد عن المدينة 45 كم.

تعمل في المدينة سبعة مخابر طبية تقوم بتأمين مستلزماتها عن طريق تجار يقومون باحضارها من دمشق وبأسعار مرتفعة جدا الأمر الذي ينعكس سلبا على المرضى حيث ارتفعت أجور المعاينات حتى 1000 ليرة سورية، بالإضافة إلى ارتفاع سعر علاج الأسنان إلى 5000 ليرة سورية، مما اضطر المرضى اللجوء إلى القلع لانخفاض تسعيرته إلى 1000 ليرة سورية.

إغلاق عدد من الصيدليات بحجة عدم الترخيص أو عدم تواجد مالكها في المدينة.

منع أطباء النسائية الذكور من إجراء عمليات الولادة ومنعهم من معاينة النساء إلا من خلف ساتر حيث تقوم ممرضة بالفحص بناء على توجيهات الطبيب.

يوجد في مدينة البوكمال أربع مسشتفيات خاصة مأجورة  هي البراء والهناء والتوفيق والزبير، إضافة إلى مستشفيين ميدانيين تعالجان عناصر التنظيم فقط ويتوافر فيها جهاز تخدير ومختلف الأجهزة اللازمة والتي لا تتوافر في باقي المسشتفيات العاملة في المدينة خاصة جهاز الطبقي المحوري حيث يوجد جهاز واحد لا يعمل ولم يقم التنظيم بإصلاحه.

كما يوجد في المدينة مركزان طبيان يتوافر في إحدهما جهاز “ايكو” ويتوافر في الآخر جهاز أشعة بأسعار مرتفعة جدا، كما يوجد مركز لغسيل الكلية على أن يقوم المريض بشراء المحاليل ما يضطر المرضى الى تقليص جلسات الغسيل من 3 جلسات أسبوعيا إلى جلسة  واحدة حيث تكلف هذه الجلسة الأسبوعية للمريض 30 ألف ليرة سورية شهريا، مع العلم أن هناك 75 مريض كلية في المدينة.

وتنتشر في المدينة أمراض شلل الأطفال واللشمانيا والجدري، إضافة إلى أكثر من 15000 إصابة بالتهاب الكبد من أنواع مختلفة (a-b-c).

وفق التقسيم الإداري لتنظيم الدولة تتبع مدينة البوكمال السورية الان لولاية الفرات والتي تضم أيضا مدينة القائم وتعاني من إهمال كبير على مختلف الصعد كما تتعرض للقصف المستمر حيث تشكل احد اهم المدن التي يتركز فيها قياداتا التنظيم كونها واقعة على الحدود السورية العراقية  الأمر الذي يجبر الكثير من ابنائها خاصة الشباب الى الهجرة و  البحث عن مناطق امنة داخل سوريا وخارجها .