المليشيات الايرانية.. انتشارها ومزاياها

تنزيل_1

ازداد تواجد وفعالية القوات الإيرانية بمحافظة حلب بكثرة بالأونة الأخيرة كما ازداد انتشارها على جبهات ريف حلب المشتعلة وعلى جبهات مدينة حلب الحساسة، ووقد استطاعت جريدة زيتون الحصول عن معلومات تفصيلية حول تاريخ تواجدها في المنطقة وطبيعة عملها مؤخراُ بالإضافة إلى علاقتها مع قوات النظام في سوريا.
تاريخ وجود القوت الإيرانية بحلب:

كان أول ظهور علني للقوات الإيرانية في حلب في أكتوبر/ تشرين الأول سنة 2013 حيث قام العسكريين الايرانيين برسم خطة اطلق عليها “دبيب النمل” لاستعادة السيطرة على طريق خناصر وبلدتها والوصول الى سجن حلب المركزي وفك الحصار عنه، وكانت مهمة هذه القوات تنحصر في عملية قيادة المعارك والإشراف العسكري عليها ووضع الخطط.
ومع اشتداد المعارك في محيط سجن حلب المركزي توثق وصول عشرات من المقاتلين المجهزين للدخول في معارك على الأرض وكان ذلك في شهر أيار / مايو سنة 2014.
وفي بداية أكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري أصبحت القيادة والقتال على الأرض بيد الإيرانيين وشهدت جبهات حلب كثافة للتواجد الإيراني في المعارك القتالية وبقوة كبيرة ، ويقتصر التنسيق مع النظام على الضربات الجوية، والوحيدين القادرين على الدخول مع القوات الإيرانية هم مقاتلي حزب الله اللبناني، المدربين أصلا على أيدي قوات إيرانية.

تولي الجبهات الساخنة:
 استطاعت القوات الإيرانية مع مقاتلي حزب الله من الوصول الى مطار كويرس العسكري وفتح طريق وصول اليه  وكان القائد العسكري المسؤول عن العملية هو الجنرال حسين اصفهاني وكان غرفة عملياته في السفيرة شرقي حلب ، تقدر أعداد القوات الإيرانية التي شاركت بمعركة فتح طريق الى مطار كويرس بأكثر من 500 مقاتل من ضمنهم 34 قيادياً ومخططاً عسكرياً بقيادة الأصفهاني

وتتواجد أيضاُ قوات إيرانية في أطراف حيي الراشدين وحلب الجديدة من أجل حماية خاصرة حلب الغربية والتي فيها كافة المراكز الأمنية والعسكرية والحزبية بحلب،و لا يتجاوز عدد العناصر الموجود غرب حلب رقم الـ 50 بينهم ضابطان اثنان فقط

وتم التأكد من وجود قاسم سليماني في ريف حلب الجنوبي، والذي جعل من مسجد بلدة الحاضر مركزاً لقيادة العمليات بريف حلب الجنوبي، والذي ترأسها بنفسه، حيث تم نقل غرفة عمليات سليماني من قرية عزان الى الحاضر ليكون اكثر قرباً من خطوط القتال، واستطاعت تلك القوات الوصول الى بلدتي الحاضر والعيس الاستراتيجيتين بريف حلب، وقدر عدد القوات الإيرانية الي هاجمت ريف حلب الجنوبي بأكثر من 1200 مقاتل بينهم أكثر من 100 ضابط وبقيادة سليماني شخصياًالذي أصيب جراء استهداف سيارة كان فيها بصاروخ م د من قبل الجيش الحر.وقد تضاربت الأنباء عن مصيره،فأكدت بعض المصادر في المعارضة الإيرانية أنه أصيب في رأسه بإصابات خطيرة وهو يتلقى العلاج في مستشفيات طهران وتكتمت الحكومة الإيرانية على مصيره.

تميز عن قوات النظام:
أما عن علاقة قوات النظام في سوريا مع القوات الإيرانية فهي علاقة سيئة جداً وشهدت الكثير من التوترات فالعنصر الإيراني يضاهي جنرال سوري، وذلك لأهميته لدى النظامين السوري والإيراني، ولا يدخل المقاتلين الايرانيين في معارك ضد الجيش الحر والى جانبهم قوات النظام، وذلك خوفاً من انسحابات محتملة لقوات النظام دون اخبار الايرانيين مثلما حصل في الجنوب السوري، وفي حال استطاع المقاتلون الايرانيون التقدم الى أي نقطة والسيطرة عليها يطلبون من قوات النظام التمركز بها والقيام بأعمال التدشيم وحفر الخنادق والقصف منها، فيما يقتصر دخول السورين الى جانب الايرانيين فقط على الآليات الثقيلة التي لا يتقن المقاتلين الايرانيين استخدامها كونهم اختصاص مشاة فقط،
كما يقتصر دور الضباط السوريين على تأمين المعلومات والطلبات التي يقوم الضباط والمقاتلين الإيرانيين بطلبها منهم، ويمنع على المقاتلين والضباط السورين من دخول المناطق الخاصة بالقوات الإيرانية التي يحرسها مقاتلين عراقيين من الطائفة الشيعية، بينما يستطيع القادة والعناصر الايرانيين التحرك بمحافظة حلب بكل حرية وبسلطة عليا لا يملكها أي سوري معهم.
وخلال المعارك الأخيرة قتل أكثر من 120 من الإيرانيين من ضمنهم أكثر من 32 ضابطاً برتب كبيرة ومتوسطة أكثرهم بمعارك ريف حلب الجنوبي التي كانت أشدّ ضراوة من معاركهم مع تنظيم الدولة.
ما يميز المقاتلين الايرانيين عن السورين أعمارهم التي تتجاوز ال30 على عكس المقاتل السوري الشاب في الخدمة الاجبارية عدا عن نوع اللباس ونوع السلاح، فكل عنصر إيراني يرتدي لباس القوات الإيرانية الرسمية ويحمل سلاح كلاشينكوف حديث وأكثر من 8 مخازن وجهاز لاسلكي للتواصل بين بعضهم البعض في المعارك مع جهاز بث خاص بهم لا يستطيع ضباط النظام الدخول الى موجاته وسلاح فردي، بينما رصد مؤخرا جلب القوات الإيرانية سيارات تشبه الى حد كبير سيارات الهامفي الأمريكية للتنقل بين نقاط الاشتباكات وبين المدينة وريفها، استطاع الجيش الحر من اغتنام ثلاثة منها في قرية تل حدية بريف حلب الجنوبي.كمايميز المناطق التي تنتشر فيها القوات الإيرانية الأعلام الإيرانية والحرس العراقي عليها والرايات الطائفية والشعارات الدينية .